دور طالبة العلم  تجاه المؤامرة على المسلمين من خلال إفساد المرأة

محاضرة لطالبات جامعة الإيمان في 15 _    1429 /11/    2008/11/12

 

        *متابعة طالبة العلم لكل جديد من القضايا الخاصة بالمرأة ، ولِمَا يُطرَح في الساحة (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) الفرقان . (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ....)التوبة .

      وقال ابن كثير في تفسير (لئن رجعنا إلى المدينة ....) المنافقون ، عن جابر بن عبد الله يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : ياللأنصار ! وقال المهاجري يا للمهاجرين !  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما بال دعوى الجاهلية ؟ دعوها فإنها منتنة) ، وقال عبد الله بن أبي بن سلول : وقد فعلوها! والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ،  قال جابر : وكان الأنصار بالمدينة أكثر من المهاجرين حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم كثر المهاجرون بعد ذلك فقال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) رواه الإمام أحمد و البخاري ومسلم وغيرهم . وفي رواية للبخاري أن زيد بن أرقم هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فحلف عبد الله بن أبي أنه لم يقل فنزل القرآن بتصديق زيد ،  وهذا محل الشاهد في أن الصحابة كانوا يتتبعون أي منكر ، ويبلِّغون عنه  .

     * الارتباط بأهل العلم والتزام موقفهم (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )النساء ، فأهل العلم هم أهل الاستنباط والاجتهاد ، وهم المرجعية ،  و هم ورثة الأنبيـاء ، وليس الصحفيـون ولا السياسيون ولا المحامون ولا المثقفون ، وهؤلاء جميعا وغيرهم لا يجوز أن يتقدَّموا في معالجات الأوضاع بين يدي العلماء .

     *التزام موقف أهل السنة والجماعة قديما وحديثا ،  والحذر من الزلات والفتاوى المتساهلة المتأثرة بضعف المسلمين ، لأن هنالك من يفتي بولاية المرأة في كل المجالات وجواز  غنائها وتعاطيها للتمثيليات وأنواع الرياضة ومقابلتها للرجال ومصافحتهم ، واختلاطها معهم ، ومشاركتها لهم في كل جوانب الحياة ، ومساواتها الشاملة بالرجل ، ولم يسبق للعلماء من أهل السنة والجماعة على مدار التاريخ مثل ذلك ، فهذا شذوذات ظاهرة تخدم مؤامرة المغضوب عليهم والضالين وتلتقي معها ، ولا قبول لأي من هذه الفتاوى مهما كان صاحبها حسن النية أو من كبار العلماء، لأن صدورها في ظروف الفتن والانهزام .

     *كلٌّ يؤخذ منه ويُردّ .. ولكل عالم زلة أو زلات ، لكي  يبقى فرْق بين النبي والعالم ، فلا يؤخذ مثلا بفعل عائشة رضي الله عنها في الخروج ، قال عمار رضي الله عنه لأهل الكوفة كما في البخاري (إني لأعلم أنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاكم لتطيعوه أو تطيعوها)، ولا بقول ابن عباس رضي الله عنهما في المتعة ، ولا بقول الشافعي في زواج الرجل من ابنته من الزنا ، ولا بقول أبي حنيفة في النبيذ ، ولا بقول المالكية في أكل الكلب . بل إن النبي  قد يقع نادرا في خطأ ثم يصحَّح له بالوحي ، ولعل ذلك  حتى يظهر الفرق بينه و بين الخالق في انعدام الخطأ  من الخالق على الإطلاق .. قال تعالى : (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك)الممتحنة  .

     *رفض منظومة المنهج الغربي بأكمله المتمثل في الديمقراطيــة لأنه صراط المغضوب عليهم والضالين ، وهو يسوِّي بين المسلم وغيره وبين الرجل والمرأة ، ويفتح على المسلمين باب شر كثير ، ومن ذلك فيما يخـص المرأة، وإغلاق هذا الباب ،  ولا يجوز تقسيم هذا المنهج إلى مقبول ومرفوض، لأنه عقيدة وأخلاق وتشريعات ،وليس سلعة أوبضاعة أو صناعة مما يجوز فيه الاستيراد (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة )البقرة .وقد منع الإسلام  من الاستمداد والاستيراد من الكتب السابقة في العقيدة والأخلاق والتشريع (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) آل عمران ، (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه) المائدة . فكيف بالاستيراد من الديمقراطية الوضعية؟!.. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : ( أمتهوِّكون أنتم كما تهوَّكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ) . رواه أحمد والبيهقي في (شعب الإيمان) وذكر الألباني أنه حسن .   وعيسى عليه السلام في آخر الزمان إنما يحكم بالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم دون خلْط بشيء مما كان قد جاء به في رسالته السابقة .

     *عدم الإعجاب بالكافرين وبما عندهم ، قال تعالى  (أولئك كالأنعام بل هم أضل) الأعراف . (أولئك هم شر البرية) البينة . (ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا) التين

     * التعاون والنصيحة والتسديد للمتصدِّين للمؤامرة في قضية المرأة وغيرها ، وتجييش الطاقات لمواجهة المؤامرة وتنظيم الجهود ، وتوعية النساء ، ومن استطاعت من طالبات العلم أن تتخصص في ذلك فلتفعل .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©