إنما العلم الخشية

محاضرة للموهوبين في مركز الدعوة في 14 من صفر 1429هـ الموافق 21 فبراير 2008م

 

     * (إنما يخشى الله - تقديم المفعول لحصرالفاعلية - من عباده العلماء) فاطر . والمقصود العلم الشرعي كما قال ابن عاشور . ويمكن دخول العلم المادي إذا كان يثمر النظر في آيات الله وتقوية الإيمان والخشية، وإلا لم يدخل حتى العلم الشرعي (ليس العلم عن كثرة الرواية ، وإنما العلم الخشية) حم في الزهد عن ابن مسعود من قوله (بحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله) ابن أبي شيبة عن حذيفة من قوله .

     * الأنبياء والملائكة  أعظم خشية (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له) متفق عليه . (عيناه تذرفان) متفق عليه . (يصلي ولجوفه أزيز ...) دن حم هق صححه لب عن عبد الله بن الشخير . (لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) متفق عليه . (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم ... إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرُّوا سجّدا وبُكِيًّا) مريم . (مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحِلْس البالي من خشية الله تعالى) . طس عن جابر وقال الشيخ الألباني : حسن . عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل : (ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا  قط قال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار) رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش وبقية رواته ثقات . (ولله يسجد ما في السماوات ... والملائكة ... يخافون ربهم من فوقهم ...) النحل .

     * والعلماء ورثة الأنبياء (الله نزل أحسن الحديث ... تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم) الزمر . (وجِلت قلوبهم) الأنفال . (وبشر المخبتين...) الحج . (خروا سجدا وبكيا) مريم . (ولا تبكون وأنتم سامدون) النجم . (ويخرون للأذقان يبكون ...)  الإسراء . (كان أبو بكر رجلا بكَّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة ...) خ عن عائشة . (إن أبابكر لا يملك دمعه إذا صلى بالناس ...) متفق عليه عن عائشة . (سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ : إنما أشكو بثي وحزني ...) خ عن عبدالله بن شداد . قال ابن كثير في تفسيره : وقد روينا عن زرارة بن أوفى قاضي البصرة أنه صلى بهم الصبح فقرأ هذه السورة فلما وصل إلى قوله تعالى : (فإذا نقر في الناقور , فذلك يومئذ يوم عسير , على الكافرين غير يسير) شهق شهقة ثم خر ميتا رحمه الله تعالى اهـ .

     * والخشوع عِلم .. عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء : قال : (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء , فقال زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس العلم منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنّه نساءنا وأبناءنا , فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة , هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم , قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قلت ألا تسمع إلى مايقول أخوك أبو الدرداء ؟ فأخبرته بالذي قاله أبو الدرداء , قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس :  الخشوع ؛ يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب . وقد ذكر الألباني في تعليقه على (صحيح الترمذي) أنه صحيح . ورواه طب في مسند الشاميين ورواه ك وقال إن إسناده صحيح ووافقه الذهبي . (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) البقرة .

     * والذكر تفاعل مع العلم يورث الخشية (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) متفق عليه .

     * وتذكر اليوم الآخر ومقدماته تفاعل مع العلم يورث الخشية , قال الإمام أحمد : حدثنا أسباط حدثنا مطرف عن عطية عن ابن عباس في قوله : (فإذا نقر في الناقور) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يسمع متى يؤمر فينفخ ؟ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نقول ؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا) . قال ابن كثير في تفسيره : وقد روي هذا من غير وجه وهو حديث جيد اهـ .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©