ضوابط فقه المراجعات

محاضرة في الدورة المكـثـفة في مسجد الشاطبي في17 شعبان1430هـ الموافق 8 أغسطس 2009م    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

     الأخطاء طبيعة البشر:

     * كل من يتحرّك أو يسير لا بد أن يكبو ويعثر ، وقد يتحوَّل عن سواء الطريق فيحتاج إلى مراجعة ، و كذلك كل من يجتهد في الدعوة ، أو العمل للإسلام ، أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر ، أو الجهاد  فإنه لا بد أن يُجانِب الصواب أحيانا لأنه بشر ، قال تعالى : ( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرلكم ، وعسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم ، و الله يعلم و أنتم لا تعلمون1) البقرة .1

      و إذاكان الحاكم (القاضي) ، و هو في الغالب ذو تأهيل و لا يتولّى إلا بشروط تتحقق فيه ، معرَّضاً للوقوع في الأخطاء ، فغيره مِمَّن هو أقل تأهيلا أكثر وقوعا في الأخطاء و أحوج إلى المراجعة ..: عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) رواه الجماعة .1

     قال النووي : قال العلماء أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهلٍ للحكم ، فإن أصاب فله أجران ، أجرٌ باجتهاده وأجرٌ بإصابته ، وإن أخطأ فله أجر باجتهاده  .. قالوا فأما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم ، فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم ولا ينفذ حكمه ، سواء وافق الحق أم لا ، لأن إصابته اتفاقية ليست صادرة عن أصل شرعي ، فهو عاص في جميع أحكامه سواء وافق الصواب أم لا  وهي مردودة كلها ، ولا يُعذَر في شئ من ذلك  . يعني فعليه الإقلاع و التوبة ويترك الحكم لمن هم أهل لذلك اهـ . بتصرُّف من(شرح مسلم) .1

    الله لا يُخطئ و الأنبياء معصومون بالوحي :

    * و في كل الأحوال فإن الله وحده هو الذي لا يخطئ (لا يضِل ربي و لا ينسى) طه . و يَعصِم الله الأنبياء ، و مع ذلك تظهر بشريَّتهم ، لأنه لا بد من فرْق بين الخالق و المخلوق ،  فيعصمهم الله بالوحي المباشر كما حصل للنبي صلى الله عليه و سلم مع الأعمى ابن أم مكتوم ، فبيّن الله له الصواب في أول سورة عبس ، (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ) الكهف . و كما قال الله لنوح عن ولده : (إنه ليس من أهلك) هود .1

      أما سائر البشر فيُخطئون ، و لاينزل عليهم الوحي المباشر ليعصمهم ، و إنما يراجعون اجتهاداتهم مابين وقت و آخر في ضوء الوحي العام ، ويستهدون الله ويستخيرونه ويستشيرون صالحيهم و يتقرّبون إلى الله حرصا على الوصول إلى الحق ، و الفوز بالقرب من العصمة (احفظ الله يحفظك) رواه أحمد و الترمذي و الحاكم وقال الألباني  و الأرناؤوط إنه صحيح . ( ... و لا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري  .. و قال عمررضي الله عنه في كتابه لأبي موسى رضي الله عنه : (ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، لأن الحق قديم لا يبطل الحقَّ شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل) رواه أبو عبيد و الدارقطني و البيهقي . و قال الألباني إنه صحيح .1

     وقوع الخلل بالأخطاء و الخطايا والفرق بين النوعين :

     *و هنالك أخطاء وهي التي لا يتعمدها الإنسان ، ولا يأثم فيها ، بل قد يؤجر كما مر في الحديث إذا كانت عن اجتهاد ، قال تعالى : (و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمَّدتْ قلوبكم) الأحزاب . وقال تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة .  و قال صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه) حم هـ عن أبي ذر .  طب ك  عن ابن عباس . طب عن ثوبان . وقال الحاكم والذهبي والألباني : إنه صحيح  . و لا بد عند المراجعة إذا تنبه الشخص للخطأ أن يتراجع عن  الخطأ ، و أن يكون حريصا على الصواب دوماً ..(اهدنا الصراط المستقيم) . (كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) رواه مسلم . و عن عائشة رضي الله عنهاقالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل افتتح صلاته:  (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه الجماعة إلا البخاري .1

     *و هنالك خطيئات أو خطايا وهي الانحرافات المتعمَّدة التي يأثم فيها الإنسان ، ولابد فيها من التوبة وسرعة التراجع قال تعالى : ( و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور . و قال صلى الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطَّاء و خير الخطائين التوابون) حم ت هـ ك عن أنس ، و قال الألباني وأسد : إنه حسن . و كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى : (اللهم اغفر لي خطيئتى و جهلي ، و إسرافي في أمري ، و ما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خَطئِي و عمْدي و هزْلي و جِدي ، و كل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت ، و ما أسررت و ما أعلنت ، أنت المقدم و أنت المؤخر و أنت على كل شيء قدير) . وإذا لم يتم التراجع فقد يُفْتَن الشخص أو الجماعة عقاباً من الله ، قال تعــالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور . و قال تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف .1

     الأخطاء و الخطايا تصدر عن الأفراد و الجما عات :

     *و ما يجري على الفرد يمكن أن يجري على الجماعة من أخطاء أو خطايا و من نتائج و عقوبات . . و هذا نموذج لمجموعة من أمة سابقة أذنبوا و لم يستفيدوا من وجود نبيهم .. قال تعالى : (وََاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا ؟ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء ، أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ ، قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) الأعراف .     وهذا نموذج لما حدث للصحابة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أُحد .. قال تعـالى : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ ، قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ ، هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) آل عمران .1

    و هذا نموذج آخر ناتج عن اجتهاد .. قال تعالى : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنفال .1

     ضوابط التجديد والمراجَعة لمواجهة الأخطاء و الخطايا:

     أوَّلاً : قدّر الله التجديد للدين في جميع المجالات  في كل قرن لتصحيح الأخطاء المتمكِّنة ، و للتوبة من الخطايا  المُزْمِنة.. وتقدير التجديد عونٌ إلهيٌّ للمسلمين للمراجَعة الشاملة في رأس القرن , و هذا بخلاف المراجَعة الجزئية  التي قدَّرها الله على الدوام  ..1

      عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) رواه أبو داود و الحاكم و ذكر الألباني أنه صحيح . وقدّر سبحانه وجود طائفة على الدوام لايضرها من خالفها و لا من خذلها ، كما في الحديث المتواتر ، و هي طليعة الأمة ، و هي حجة الله على الخلْق ، قال تعالى : (و مِمَّن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون ) الأعراف .1

     و هذا من حفظ الله للدين (إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون) الحِجر . و المجدِّدون و المراجِعون عموماً هم الطائفة الظاهرة ..  هم العلماء و تلاميذهم  .1

     ثانياً: سُنَّة التجديد و المراجعة منوطةٌ بالعلماء الشرعيين الكثيرين المتوزّعين في المجالات و التخصُّصات كالتوحيد والعقيدة و الغيبيات ، و القراءات والتفسير و علوم القرآن ، والحديث و علومه والفقه وأصوله و فروعه ، والتزكية و إصلاح النفوس و العناية بالعبادات و الطاعات ، والسياسة الشرعية والإعداد العسكري و الجهاد ، و الدعوة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وذلك في مطلع القرْن وأثنائه ، إلا أن قوة التأثير والتركيز  تكون في مطلع القرن ، ويستمر الأثر في منحىً متنازل إلى قرب نهاية القرن عندما تبدأ انطلاقة جديدة ..كالقوة و الطاقة والإعداد الكبير الذي تحتاجه الطائرة أو الصاروخ في مبدأ الانطلاق ثم تتناقص الطاقة عندما يحدث الهبوط و الاستقرار عند أدنى نقطة ، و هي الأرض ، ليبدأ إقلاع جديد  .

    و ليس التجديد والمراجعة منوطَين بالمفكّرين و لا بالإعلاميين و لا بالسياسيين و لا بالأمنيين فكل هؤلاء طفيليون على التخصصات الشرعية إلا مَن كان منهم قد تأهَّل فيها ( يحمل هذا العلم من كل خلَفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) . رواه البيهقي والطبراني والخطيب و قال الألباني صحيح  . و قال تعالى : ( و لو ردُّوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء .  و ما يجري من غير العلماء إنما هو إفتئات عليهم وفتاوى ضلال (اتخذ الناس رؤوساً جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا) متفق عليه . ( ويظهر فيهم الرويبضة) ، قالوا : وما الرويبضة؟ قال : (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) . حم هـ ك طب يع وغيرهم عن أبي هريرة وقال الحاكم و الذهبي و الألباني إنه صحيح والأرناؤوط إنه حسن .

     ثالثاً: يكون الدين أقوى ما يكون في آخر القرن السابق و مطلع القرن الجديد ، على مدى ثلاث و عشرين سنة هي مثْل مدة النبوّة ، في صورة طبق الأصل ، تتكرَّر في كل قرن ، على مثْل ما كان عليه تقسيم المدة على عهد النبي صلى الله عليه و سلّم : ثلاث عشرة سنة قبل أول القرن ، و عشر سنوات بعد بداية القرن ، لأن التجديد يصدُق أنه على رأس كل مائة سنة من كل سنَة من مدة النبي صلى الله عليه و سلم  . ثم تعود الشوائب و الدَّخَن شيئا فشيئا مع التوغل في القرن إلى ما قبل العُشْر الأخير منه فينطلق التجديد القويّ من جديد ، و هكذا .. و خلال التوغّل في القرن رغم وجود الدَّخَن ، يهيِّءُ الله الطائفة للمنافحة والمحافظة وإبقاء الحجة قائمة ، واستمرار حَمْلها للدين المحفوظ ليدوم انتقاله في الأجيال .

     رابعاً: يتم التجديد و المراجعة في ضوء منهج أهل السنة والجماعة و الوسطية ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة . فالتجديد ليس المجيءَ بشيء جديد ، وإنما تنظيف الأصل من الشوائب حتى يعود جديدا ..  والمراجعة تفاعل بين المراجِع وبين الأصل فيرجِع إلى الأصل و يرجع إليه الأصل بلا ابتداع .. لا كما ابتدع الخوارج فكفَّروا المسلمين سواهم .. علياًّ و معاوية ومن معهما بزعْم  أن ذلك مراجعة ، وكما تفعل جماعة التكفير اليوم  . ولا كما فعل واصل بن عطاء عندما ابتدع ما ابتدع و اعتزل حلقة الحسن البصري . و لا كما يفعل اليوم المعتزلة الجدد كالترابي وأصحاب معهد الفكر الإسلامي من تعطيل نصوص الوحي و تقديم بِدع الأهواء عليها بدعوى تقديم العقل ، مع أن العقل السليم  يقطع بأنه لا يملك أمام الأصل و هو الوحي إلا التسليم ، لأن الوحي عِلْم الله ( و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) البقرة . (قل أأنتم أعلم أم الله) البقرة .1

    خامساً: لايكون التجديد و المراجعة انهزاماً أمام المستوردات أوتخلّياً عن الأصل و هي الشريعة أو بعضها، أو ارتباكاً أو تلفيقاً ، أو تخليطاً أوانفتاحاً ، أو مداهنة للأعداء ، أو تزلّفاً للطواغيت ، أو افتتاناً واستبعاداً للشُّقّة ، أوبالبحث عن الحلول من خارج الشرع ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) متفق عليه ، كما يفعل العصرانيون و العلمانيون اليوم في قضايا السياسة باعتناق الثورات و الشعارات و الممارسات الوضعية كالقومية والاشتراكية و الديمقراطية مثلا .. وكلها تحكيم لغيرالأصل و هو شرع الله .1

     * أو باعتناق الالتزام بحقوق المرأة التي تعني المساواة مع الرجل التي تصطدم مع الأصل وهو النصوص ،  أو اعتناق حقوق الإنسان التي تعني المساواة بين المسلم و الكافر ، والورِع و الفاسق . و كل ذلك مناقِض للأصل .

     *أوبالانحراف في قضايا الاقتصاد الذي يعني التشبث بالربا و اقتصاد السوق . أوفي قضايا الأخلاق الذي يعني البرود و التبلّد و الحياد و القبول بالحرية الشخصية ...إلخ .و كل ذلك مناقِض للأصل .1

     *أو بالانحراف في قضايا الجهاد والمواجهة العسكرية مع الأعداء ..الذي يعني المسايرة والاستسلام و الانهزام ، أو المقابل كردّ فعل و هو التطرُّف و التكفير بالجملة للمسلمين واستحلال الدماء . و كل ذلك مناقض للأصل و هو الوحي أو الشرع .1

     *أو بالانحراف في قضايا الانتماء الذي يعني التكتل العصبي و التحزُّب المقيت الذي يُلْغي طاقات الأمة بالصراعات و يَذهَبُ بِريحها .. أوالذي يعني ردّ الفعل برفض الانتماء والدعوة إلى التديُّن الفردي و الانعزال المميت وتهييئة الأجواء للطغاة ،. و كل ذلك لا يقبله الأصل .1

     *أو بالانحراف في قضايا التمذهب الذي يعني الجمود وإحلال العلماء و الزعماء التقليديين محل النبي والصحابة والمجددين ، أو يعني ردّ الفعل بالتنكر للفقهاء والثروة الفقهية والاحتهادات المنضبطة والهروب من الواقع . و كل ذلك لا يقبله الأصل .1

     * أو بالانحراف في قضايا التزكية و إصلاح النفوس الذي يعني نسيان الدنيا و يعني الزهد السالب والأخذ بشطحات الطرق و التصوُّف ، وتجاهل  هدْي النبي و طريقة السلف ، أوالاستسلام للماديات والاستكثار من الكماليات بحجة التنعم من الطيبات . و كل ذلك لا يقبله الأصل .1

     * أو بالانحراف في قضايا العقيدة .. الذي قد يعني المسارعة في التبديع والتفسيق و التكفير ، وحصر الإسلام في بوتقة ضيقة والبراء مما سواها .. أو يعني الخلْط والتزوير والتبرير و دعاوى التنوير وتمييع الولاء ، و حسْن الظن بالمنحرفين و العملاء و الفسِقة و العلمانيين . وكل ذلك لا يقبله الأصل .1  

 * إن التجديد والمراجعة باختصار: مواجهةُ الانقطاع و الابتداع ، و تقويمُ المسار في الاتّباع ، و الابتعادُ عن أنواع الكفر والضياع ، قال تعالى: (فاستقيموا إليه ، واستغفروه) فصلت . و بالله التوفيق .      

    

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©