الأخطاء طبيعة
البشر:
* كل من يتحرّك أو يسير لا بد أن يكبو
ويعثر ، وقد يتحوَّل عن سواء الطريق فيحتاج
إلى مراجعة ، و كذلك كل من يجتهد في الدعوة ،
أو العمل للإسلام ، أو الأمر بالمعروف أو
النهي عن المنكر ، أو الجهاد فإنه لا بد أن
يُجانِب الصواب أحيانا لأنه بشر ، قال تعالى :
( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرلكم ، وعسى أن
تحبوا شيئا و هو شر لكم ، و الله يعلم و أنتم
لا تعلمون1)
البقرة .1
و إذاكان الحاكم (القاضي) ، و هو في
الغالب ذو تأهيل و لا يتولّى إلا بشروط تتحقق
فيه ، معرَّضاً للوقوع في الأخطاء ، فغيره
مِمَّن هو أقل تأهيلا أكثر وقوعا في الأخطاء و
أحوج إلى المراجعة ..:
عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم
أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله
أجر) رواه الجماعة .1
قال النووي : قال
العلماء أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في
حاكم عالم أهلٍ للحكم ، فإن أصاب فله أجران ،
أجرٌ باجتهاده وأجرٌ بإصابته ، وإن أخطأ فله
أجر باجتهاده .. قالوا فأما من ليس بأهل
للحكم فلا يحل له الحكم ، فإن حكم فلا أجر له
بل هو آثم ولا ينفذ حكمه ، سواء وافق الحق أم
لا ، لأن إصابته اتفاقية ليست صادرة عن أصل
شرعي ، فهو عاص في جميع أحكامه سواء وافق
الصواب أم لا وهي مردودة كلها ، ولا يُعذَر
في شئ من ذلك . يعني فعليه الإقلاع و التوبة
ويترك الحكم لمن هم أهل لذلك اهـ . بتصرُّف
من(شرح مسلم) .1
الله لا يُخطئ و الأنبياء معصومون بالوحي :
* و في كل الأحوال فإن الله وحده هو الذي
لا يخطئ (لا يضِل ربي و لا ينسى) طه . و
يَعصِم الله الأنبياء ، و مع ذلك تظهر
بشريَّتهم ، لأنه لا بد من فرْق بين الخالق و
المخلوق ، فيعصمهم الله بالوحي المباشر كما
حصل للنبي صلى الله عليه و سلم مع الأعمى ابن
أم مكتوم ، فبيّن الله له الصواب في أول سورة
عبس ، (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ)
الكهف . و كما قال الله لنوح عن ولده : (إنه
ليس من أهلك) هود .1
أما سائر البشر فيُخطئون ، و لاينزل
عليهم الوحي المباشر ليعصمهم ، و إنما يراجعون
اجتهاداتهم مابين وقت و آخر في ضوء الوحي
العام ، ويستهدون الله ويستخيرونه ويستشيرون
صالحيهم و يتقرّبون إلى الله حرصا على الوصول
إلى الحق ، و الفوز بالقرب من العصمة (احفظ
الله يحفظك) رواه أحمد و الترمذي و الحاكم
وقال الألباني و الأرناؤوط إنه صحيح . ( ...
و لا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه
،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي
بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)
رواه البخاري .. و قال عمررضي الله عنه في
كتابه لأبي موسى رضي الله عنه :
(ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه
لرأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، لأن
الحق قديم لا يبطل الحقَّ شيء ، ومراجعة الحق
خير من التمادي في الباطل) رواه أبو عبيد و
الدارقطني و البيهقي . و قال الألباني إنه
صحيح .1
وقوع الخلل بالأخطاء و الخطايا والفرق بين
النوعين :
*و هنالك أخطاء وهي التي لا يتعمدها
الإنسان ، ولا يأثم فيها ، بل قد يؤجر كما مر
في الحديث إذا كانت عن اجتهاد ، قال تعالى :
(و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما
تعمَّدتْ قلوبكم) الأحزاب . وقال تعالى: (ربنا
لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة . و
قال صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى
تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان و ما
استكرهوا عليه) حم هـ عن أبي ذر . طب ك عن
ابن عباس . طب عن ثوبان .
وقال الحاكم والذهبي والألباني : إنه صحيح .
و لا بد عند المراجعة إذا تنبه الشخص للخطأ أن
يتراجع عن الخطأ ، و أن يكون حريصا على
الصواب دوماً ..(اهدنا الصراط المستقيم) .
(كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) رواه
مسلم . و عن عائشة رضي الله عنهاقالت : كان
النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل
افتتح صلاته: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل
وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب
والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه
يختلفون ، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق
بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه
الجماعة إلا البخاري .1
*و هنالك خطيئات أو خطايا وهي الانحرافات
المتعمَّدة التي يأثم فيها الإنسان ، ولابد
فيها من التوبة وسرعة التراجع قال تعالى : ( و
توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم
تفلحون) النور . و قال صلى الله عليه وسلم :
(كل بني آدم خطَّاء و خير الخطائين التوابون)
حم ت هـ ك عن أنس ، و قال الألباني وأسد : إنه
حسن . و كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
كما في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى :
(اللهم اغفر لي خطيئتى و جهلي ، و إسرافي في
أمري ، و ما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي
خَطئِي و عمْدي و هزْلي و جِدي ، و كل ذلك
عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت ، و
ما أسررت و ما أعلنت ، أنت المقدم و أنت
المؤخر و أنت على كل شيء قدير) . وإذا لم يتم
التراجع فقد يُفْتَن الشخص أو الجماعة عقاباً
من الله ، قال تعــالى : (فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور . و قال تعالى :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ
الْغَاوِينَ) الأعراف .1
الأخطاء و الخطايا تصدر عن الأفراد و الجما
عات :
*و ما يجري على الفرد يمكن أن يجري على
الجماعة من أخطاء أو خطايا و من نتائج و
عقوبات . . و هذا نموذج لمجموعة من أمة سابقة
أذنبوا و لم يستفيدوا من وجود نبيهم .. قال
تعالى : (وََاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ
سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا
أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ
شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ
، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء
مِنَّا ؟ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ
بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء ،
أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ،
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا
إِلَيْكَ ، قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ
أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ،
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم
بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) الأعراف . وهذا نموذج لما حدث
للصحابة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في
أُحد .. قال تعـالى : ( أَوَلَمَّا
أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم
مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا؟ قُلْ
هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّ اللّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَمَا
أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ
الْمُؤْمِنِينَ ، وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ
نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ
قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ
ادْفَعُواْ ، قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً
لاَّتَّبَعْنَاكُمْ ، هُمْ لِلْكُفْرِ
يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ
يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي
قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يَكْتُمُونَ ) آل عمران .1
و هذا نموذج آخر ناتج عن اجتهاد ..
قال تعالى : (
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى
حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ، تُرِيدُونَ
عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ
وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَّوْلاَ كِتَابٌ
مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا
أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُواْ
مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً
وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ) الأنفال .1
ضوابط التجديد والمراجَعة لمواجهة الأخطاء و
الخطايا:
أوَّلاً :
قدّر الله التجديد للدين في جميع المجالات في
كل قرن لتصحيح الأخطاء المتمكِّنة ، و للتوبة
من الخطايا المُزْمِنة.. وتقدير التجديد عونٌ
إلهيٌّ للمسلمين للمراجَعة الشاملة في رأس
القرن , و هذا بخلاف المراجَعة الجزئية التي
قدَّرها الله على الدوام ..1
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ( إن الله يبعث لهذه الأمة
على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) رواه
أبو داود و الحاكم و ذكر الألباني أنه صحيح .
وقدّر سبحانه وجود طائفة على الدوام لايضرها
من خالفها و لا من خذلها ، كما في الحديث
المتواتر ، و هي طليعة الأمة ، و هي حجة الله
على الخلْق ، قال تعالى : (و مِمَّن خلقنا أمة
يهدون بالحق و به يعدلون ) الأعراف .1
و هذا من حفظ الله للدين (إنا نحن نزّلنا
الذكر و إنا له لحافظون) الحِجر . و
المجدِّدون و المراجِعون عموماً هم الطائفة
الظاهرة .. هم العلماء و تلاميذهم .1
ثانياً:
سُنَّة التجديد و المراجعة منوطةٌ بالعلماء
الشرعيين الكثيرين المتوزّعين في المجالات و
التخصُّصات كالتوحيد والعقيدة و الغيبيات ، و
القراءات والتفسير و علوم القرآن ، والحديث و
علومه والفقه وأصوله و فروعه ، والتزكية و
إصلاح النفوس و العناية بالعبادات و الطاعات ،
والسياسة الشرعية والإعداد العسكري و الجهاد ،
و الدعوة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
.. وذلك في مطلع القرْن وأثنائه ، إلا أن قوة
التأثير والتركيز تكون في مطلع القرن ،
ويستمر الأثر في منحىً متنازل إلى قرب نهاية
القرن عندما تبدأ انطلاقة جديدة ..كالقوة و
الطاقة والإعداد الكبير الذي تحتاجه الطائرة
أو الصاروخ في مبدأ الانطلاق ثم تتناقص الطاقة
عندما يحدث الهبوط و الاستقرار عند أدنى نقطة
، و هي الأرض ، ليبدأ إقلاع جديد .
و ليس التجديد والمراجعة منوطَين
بالمفكّرين و لا بالإعلاميين و لا بالسياسيين
و لا بالأمنيين فكل هؤلاء طفيليون على
التخصصات الشرعية إلا مَن كان منهم قد تأهَّل
فيها ( يحمل هذا العلم من كل خلَفٍ عدوله
ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين ) . رواه البيهقي
والطبراني والخطيب و قال الألباني صحيح . و
قال تعالى : ( و لو ردُّوه إلى الرسول و إلى
أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
النساء . و ما يجري من غير العلماء إنما هو
إفتئات عليهم وفتاوى ضلال (اتخذ الناس رؤوساً
جهالا ، فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا
وأضلّوا) متفق عليه . ( ويظهر فيهم الرويبضة)
، قالوا : وما الرويبضة؟ قال : (الرجل التافه
يتكلم في أمر العامة) .
حم هـ ك طب يع وغيرهم عن أبي هريرة وقال الحاكم و الذهبي و
الألباني إنه صحيح والأرناؤوط إنه حسن .
ثالثاً:
يكون الدين أقوى ما يكون في آخر القرن السابق
و مطلع القرن الجديد ، على مدى ثلاث و عشرين
سنة هي مثْل مدة النبوّة ، في صورة طبق الأصل
، تتكرَّر في كل قرن ، على مثْل ما كان عليه
تقسيم المدة على عهد النبي صلى الله عليه و
سلّم : ثلاث عشرة سنة قبل أول القرن ، و عشر
سنوات بعد بداية القرن ، لأن التجديد يصدُق
أنه على رأس كل مائة سنة من كل سنَة من مدة
النبي صلى الله عليه و سلم . ثم تعود الشوائب
و الدَّخَن شيئا فشيئا مع التوغل في القرن إلى
ما قبل العُشْر الأخير منه فينطلق التجديد
القويّ من جديد ، و هكذا .. و خلال التوغّل في
القرن رغم وجود الدَّخَن ، يهيِّءُ الله
الطائفة للمنافحة والمحافظة وإبقاء الحجة
قائمة ، واستمرار حَمْلها للدين المحفوظ ليدوم
انتقاله في الأجيال .
رابعاً:
يتم التجديد و المراجعة في ضوء منهج أهل السنة
والجماعة و الوسطية ( و كذلك جعلناكم أمة
وسطا) البقرة . فالتجديد ليس المجيءَ بشيء
جديد ، وإنما تنظيف الأصل من الشوائب حتى يعود
جديدا .. والمراجعة تفاعل بين المراجِع وبين
الأصل فيرجِع إلى الأصل و يرجع إليه الأصل بلا
ابتداع .. لا كما ابتدع الخوارج فكفَّروا
المسلمين سواهم .. علياًّ و معاوية ومن معهما
بزعْم أن ذلك مراجعة ، وكما تفعل جماعة
التكفير اليوم . ولا كما فعل واصل بن عطاء
عندما ابتدع ما ابتدع و اعتزل حلقة الحسن
البصري . و لا كما يفعل اليوم المعتزلة الجدد
كالترابي وأصحاب معهد الفكر الإسلامي من تعطيل
نصوص الوحي و تقديم بِدع الأهواء عليها بدعوى
تقديم العقل ، مع أن العقل السليم يقطع بأنه
لا يملك أمام الأصل و هو الوحي إلا التسليم ،
لأن الوحي عِلْم الله ( و الله يعلم و أنتم لا
تعلمون) البقرة . (قل أأنتم أعلم أم الله)
البقرة .1
خامساً:
لايكون التجديد و المراجعة انهزاماً أمام
المستوردات أوتخلّياً عن الأصل و هي الشريعة
أو بعضها، أو ارتباكاً أو تلفيقاً ، أو
تخليطاً أوانفتاحاً ، أو مداهنة للأعداء ، أو
تزلّفاً للطواغيت ، أو افتتاناً واستبعاداً
للشُّقّة ، أوبالبحث عن الحلول من خارج الشرع
( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) متفق عليه ، كما
يفعل العصرانيون و العلمانيون اليوم في قضايا
السياسة باعتناق الثورات و الشعارات و
الممارسات الوضعية كالقومية والاشتراكية و
الديمقراطية مثلا .. وكلها تحكيم لغيرالأصل و
هو شرع الله .1
* أو باعتناق الالتزام بحقوق المرأة التي
تعني المساواة مع الرجل التي تصطدم مع الأصل
وهو النصوص ، أو اعتناق حقوق الإنسان التي
تعني المساواة بين المسلم و الكافر ، والورِع
و الفاسق . و كل ذلك مناقِض للأصل .
*أوبالانحراف في قضايا الاقتصاد الذي
يعني التشبث بالربا و اقتصاد السوق . أوفي
قضايا الأخلاق الذي يعني البرود و التبلّد و
الحياد و القبول بالحرية الشخصية ...إلخ .و كل
ذلك مناقِض للأصل .1
*أو بالانحراف في قضايا الجهاد والمواجهة
العسكرية مع الأعداء ..الذي يعني المسايرة
والاستسلام و الانهزام ، أو المقابل كردّ فعل
و هو التطرُّف و التكفير بالجملة للمسلمين
واستحلال الدماء . و كل ذلك مناقض للأصل و هو
الوحي أو الشرع .1
*أو بالانحراف في قضايا الانتماء الذي
يعني التكتل العصبي و التحزُّب المقيت الذي
يُلْغي طاقات الأمة بالصراعات و يَذهَبُ
بِريحها .. أوالذي يعني ردّ الفعل برفض
الانتماء والدعوة إلى التديُّن الفردي و
الانعزال المميت وتهييئة الأجواء للطغاة ،. و
كل ذلك لا يقبله الأصل .1
*أو بالانحراف في قضايا التمذهب الذي
يعني الجمود وإحلال العلماء و الزعماء
التقليديين محل النبي والصحابة والمجددين ، أو
يعني ردّ الفعل بالتنكر للفقهاء والثروة
الفقهية والاحتهادات المنضبطة والهروب من
الواقع . و كل ذلك لا يقبله الأصل .1
* أو بالانحراف في قضايا التزكية و إصلاح
النفوس الذي يعني نسيان الدنيا و يعني الزهد
السالب والأخذ بشطحات الطرق و التصوُّف ،
وتجاهل هدْي النبي و طريقة السلف ،
أوالاستسلام للماديات والاستكثار من الكماليات
بحجة التنعم من الطيبات . و كل ذلك لا يقبله
الأصل .1
* أو بالانحراف في قضايا العقيدة .. الذي
قد يعني المسارعة في التبديع والتفسيق و
التكفير ، وحصر الإسلام في بوتقة ضيقة والبراء
مما سواها .. أو يعني الخلْط والتزوير
والتبرير و دعاوى التنوير وتمييع الولاء ، و
حسْن الظن بالمنحرفين و العملاء و الفسِقة و
العلمانيين . وكل ذلك لا يقبله الأصل .1
*
إن التجديد والمراجعة باختصار: مواجهةُ
الانقطاع و الابتداع ، و تقويمُ المسار في
الاتّباع ، و الابتعادُ عن أنواع الكفر
والضياع ، قال تعالى: (فاستقيموا إليه ،
واستغفروه) فصلت . و بالله التوفيق .
|