لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/yemen.mp3
العيد
محطة فرَح وتراحم :
العيد محطةُ فرَحٍ لتجديد النشاط و
استئناف الكدْح ، فرَحٍ بالطاعات الماضية ،
وعزْمٍ على المزيد منها ، و هذا هو الفرَح
الصحيح قال تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ
هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) يونس . و
أما فرَح غير المسلمين فهو فرَحٌ في غير محله
، قال تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن
قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ
وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ
مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي
الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا
تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
الْفَرِحِينَ ) القصص . وقال تعالى : (و
فرِحوا بالحياةِ الدنيا و ما الحياةُ الدنيا
في الآخرةِ إلا متاع) الرعد .
ولأن المسلمين جسدٌ واحد فلا بد أن يفرحوا
جميعا ، ولذلك شُرعت زكاة الفطر لكي يفرح
الفقراء مع الأغنياء بهذه المناسبة فالزكاة
حقٌّ لهم ، وكذلك لترميم صيام الصائم من خَلَل
اللغو والرفث ، قال ابن عباس رضي الله عنهما :
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر طُهْرةً للصائم من اللغو و الرفث و
طُعْمَةً للمساكين ، من أداها قبل الصلاة فهي
زكاةٌ مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقةٌ
من الصدقات . رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن
عباس ، و قال الألباني صحيح . فاحرصوا على
الفقراء في عيدكم ، ولا بد من إشباعهم من
الجوع و كسائهم من العُرْي وعلاجهم من المرض ،
حتى لو كان الشخص قد أخرج زكاته ، و لم تصل
إليهم فالصحيح أن في المال حقّاً غير الزكاة .
من التراحم شعور المسلم بما يجري في الباكستان
:
و مع فرَح المسلمين بهذه المناسبة فعليهم
ألا ينسوا الأخطار المحْدِقة بالأمة ، ففي
الباكستان فيضانات و من شدة الإرهاب الغربي
تعرقلت الإغاثات إلى الآن رغم أن المتضررين
يصلون إلى العشرين مليونا ، ورغم هذه الكارثة
العظيمة فالطائرات الأمريكية بدون طيار لا
تزال تقصف الباكستان المنكوبة ، يطعنون في
الميت وليس في دينهم ومبادئهم الأخلاق أو
الإحسان أو أن الطعن في الميت حرام ، هذه
حقيقة أخلاق الحلف الصليبي اليهودي .
وفي غزة والعراق رغم الانسحاب :
وغزة لا تزال تحت حصار وقصف هذا الحلف
المجرّد عن الإنسانية ، وإنسحابهم من العراق
لا شك أنه إنهزام لمخططهم الواسع بعد أن
ارتكبوا جرائم حرب في المدنيين وغيرهم ، و
قتلوا مع عملائهم مئات الآلاف وشردوا الملايين
واستخدموا وجربوا الأسلحة الممنوعة إنسانيا ،
كالسلاح النووي المحدود ، و كما حصل ذلك منهم
في العراق والباكستان حصل في فلسطين و
أفغانستان . و هذا الانسحاب من المدن والمناطق
السكنية في العراق إلى القواعد داخل البلد ،
وقد أوكلوا إكمال المخطط إلى من اطمأنوا أنهم
سوف يقومون مقامهم .
قال الحيص بيص :
مَلَكْنا فكان العدلُ منا سجيَّةً
*** فلما ملكْتم سال
بالدَّمِ أبْطُحُ
وحلَّلْتُمُ قتلَ الأسارَى وطالما
*** غَدَونا على الأسْرَى
نمنُّ ونصفحُ
فحسبُكُمُ هذا التفاوُتُ بيننا *** فكلُّ
إناءٍ بالذي فيه يَنْضَحُ
تحضير اليمن للدمار في كل المجالات :
وعلى مدى سنوات وهم يحضِّرون اليمن
مباشرة و بوسائط بإثارة الصراعات ، وإقامة
الكيانات المسلحة المسيطرة ، التي يراد لها أن
تكون دويلات ، ويضغطون .. كما يُفْعَل
بالطائر الذي يُلْزَم بحضانة بيوض غيره فإذاهي
بيوض ثعابين وتماسيح وعقارب ، فتكون مهمته
توفير الدفء والبيئة وإهمال الحذر من أبناء
مزيَّفين يقومون في النهاية بإهلاكه .
إنهم يعبثون بالأمن والاقتصاد وبنية
الدولة ويشجعون من يقوم بذلك ويتباكون
ويعقدون الفعاليات استهانةً بالعقول .. كيف
يقفز الريال تلك القفزات الكبيرة ، ثم يتراجع
فجأة ، و كيف سيكون الحال في الأيام القادمة ؟
قال تعالى :
(يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ
الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى
أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ ) آل
عمران .
و من رعَى غَنَماً في أرضِ مَسْبَعةٍ
***
ونام عنها تولَّى رَعْيَها السبُعُ
التحضير لمزيد من التدخُّل :
إنهم منذ بداية عامهم الميلادي يَعقِدون
المؤتمرات والمُلتقيات ويُطلقون التحذيرات عن
اليمن ، وكلها في المعايير الدولية تدخلات في
صُلْب السيادة ، ولكن هؤلاء القوم لا يردعهم
رادعٌ من مبادئ و لا قِيَم و لا أخلاق ، ولا
يقيمون وزناً لغير القوة .
إنهم يتوعدون أن تكون الحرب الثالثة
الكبرى بعد أفغانستان والعراق في اليمن ،
ويقولون بأن اليمن أخطر من الباكستان ، وأن
إمكاناتهم في اليمن أقل عشر مرات مما عليه في
الباكستان ، وقِطَعهم البحرية في البحرين
العربي والأحمر ، إنهم يُحَضِّرون ويُهَيِّئون
الناس للتصعيد والتدخُّل .. لا يرحمون ضعفاً و
لا يَرْثُون لفقرٍ و لا يكترثون لِمُعاناة ,
رغم ورود ذلك في تقاريرهم قال تعالى : (..لاَ
يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا
عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن
كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران.
تزييفهم للوعي وغفْلة بعض المسلمين :
والعجيب أن هنالك من ينتظر منهم عونا
ونُصْحا ، و مَن يعتبرهم العالم المتحضِّر وهم
أصحاب جرائم الحرب ، وهم الذين استعملوا
السلاح النووي في اليابان ، وقتلوا من أبناء
دينهم في الحربين العالميتين ستين مليونا ،
وهم أصحاب الهولوكوست صدقوا أم كذبوا
فالإدانة في مُرَبَّعهم ، فهم أقصر من باع
العلا والمكارم . وأخيرا يزعم زاعمهم أنه سوف
يحرِق المصحف في الحادي عشر من سبتمبر!!
قاتلهم الله ، يُهدّد ثم يتراجع ، يقيسون
ردود الأفعال ويعبثون بالمشاعر ، و هم بهذا
يُخْرِجون شيئا مِمَّا في صدورهم ، فهل يستيقن
الجاهلون ، ويستيقظ الغافلون
؟ قال تعالى : (إنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ
الْبَرِيَّةِ) البينة .
و لا تَشَكَّ إلى خَصْمٍ لِتُشْمِتَهُ
***
شكْوَى الجريح إلى الغِرْبان والرَّخَمِ
إن بداية المعالجات هي الوقوف في وجه
تزييف الوعي فآلتهم الإعلامية و السياسية
الضخمة في بلادهم و في بلاد المسلمين تعتمد في
الدرجة الأولى على هذا التزييف ، وعليه يمضون
في خطط التنفيذ .
الموقف الشرعي :
و لا بد من تصحيح المواقف في ضوء الولاء
والبراء الشرعيين (لا تتخذوا عدوي وعدوكم
أولياء) الممتحنة . ( اتق الله و لا تطع
الكافرين والمنافقين) الأحزاب . والرجوع إلى
العلماء (ولو ردُّوه إلى الرسول و إلى أولي
الأمر منهم لَعَلِمه الذين يستنبطونه منهم )
النساء . وعلى العلماء القيام بواجبهم في كل
ذلك و غيره ، ولا بد من التناصح والتناهي عن
المنكرات (فلما نسوا ما ذُكِّروا له أنجينا
الذين ينهون عن السوء) الأعراف . واللجوء إلى
الله لجوء اضطرار بالدعاء بالفرج (فلولا إذْ
جاءهم بأسنا تضرَّعوا) الأنعام . قل ما يعبأ
بكم ربي لولا دعاؤكم) الفرقان . والإكثار من
الذكر (فاذكروني أذكركم ) البقرة . والإكثار
من الاستغفار (وما كان الله معذبهم و هم
يستغفرون) الأنفال . |