ولا تطع الكافرين والمنافقين

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في غرة شعبان 1435هـ الموافق 30 مايو 2014م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/tde.mp3

    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) آل عمران.

    جاء في الظلال :

    إن طاعة أهل الكتاب والتلقِّي عنهم، واقتباس مناهجهم وأوضاعهم، تحمل ابتداء معنى الهزيمة الداخلية، والتخلي عن دور القيادة الذي من أجله أنشئت الأمة المسلمة ، كما تحمل معنى الشك في كفاية منهج الله لقيادة الحياة وتنظيمها والسير بها في طريق النماء والارتقاء. وهذا بذاته دبيب الكفر في النفس، وهي لا تشعر به ولا ترى خطره القريب.

    هذا من جانب المسلمين. فأما من الجانب الآخر، فأهل الكتاب لا يحرصون على شيء حرصهم على إضلال هذه الأمة عن عقيدتها. فهذه العقيدة هي صخرة النجاة وخط الدفاع، ومصدر القوة الدافعة للأمة المسلمة.

    وأعداؤه يعرفون هذا جيداً. يعرفونه قديماً ويعرفونه حديثاً، ويبذلون في سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما في وسعهم من مكر وحيلة، ومن قوة كذلك وعُدة. وحين يعجزهم أن يحاربوا هذه العقيدة ظاهرين يدسون لها ماكرين. وحين يعييهم أن يحاربوها بأنفسهم وحدهم، يجندون من المنافقين المتظاهرين بالإسلام، أو ممن ينتسبون- زوراً- للإسلام، جنوداً مجندة، لتنخر لهم في جسم هذه العقيدة من داخل الدار، ولتصد الناس عنها، ولتزين لهم مناهج غير منهجها، وأوضاعاً غير أوضاعها، وقيادة غير قيادتها..     

   وما كان يفزع المسلم - حينذاك- ما يفزعه أن يرى نفسه منتكساً إلى الكفر بعد الإيمان. وراجعاً إلى النار بعد نجاته منها إلى الجنة. وهذا شأن المسلم الحق في كل زمان . أجله، واختار الرفيق الأعلى، فإن آيات الله باقية، وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم باق.. ونحن اليوم مخاطبون بهذا القرآن كما خوطب به الأولون، وطريق العصمة ظاهر، ولواء العصمة مرفوع: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ..

    ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشدد مع أصحابه رضوان الله عليهم في أمر التلقِّي في شأن العقيدة والمنهج، بقدر ما كان يفسح لهم في الرأي والتجربة في شؤون الحياة العملية المتروكة للتجربة والمعرفة، كشؤون الزرع، وخطط القتال، وأمثالها من المسائل العملية البحتة التي لا علاقة لها بالتصور الاعتقادي، ولا بالنظام الاجتماعي، ولا بالارتباطات الخاصة بتنظيم حياة الإنسان..

    قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن جابر، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إني أمرت بأخ يهودي من بني قريظة ، فكتب لي جوامع من التوراة ، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله بن ثابت: قلت له: ألا ترى ما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضيت بالله رباً، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا. قال: فسُرِّي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين) .

    وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا حماد عن الشعبي عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم لن يهدُوكم وقد ضلُّوا ، وإنكم إما أن تصدِّقوا بباطل ، وإما أن تكذبوا بحق ، وإنه والله لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حلَّ له إلا أن يتبعني) .. وفي بعض الأحاديث: (لو كان موسى وعيسى حيَّين لما وسعهما إلا اتباعي) ..

    وأرانا اليوم نتلقى نظام حياتنا وشرائعنا وقوانيننا من تلك المصادر الغربية المدخولة! وأرانا نتلقى قواعد سلوكنا وآدابنا وأخلاقنا من ذلك المستنقع الآسن، الذي انتهت إليه الحضارة المادية المجردة من روح الدين.. أي دين.. ثم نزعم- والله- أننا مسلمون! وهو زعم إثمه أثقل من إثم الكفر الصريح. فنحن بهذا نشهد على الإسلام بالفشل والمسخ والعياذ بالله.

     لقد أحرزت البشرية انتصارات شتى في جهادها لتسخير القوى الكونية ، وحققتْ في عالم الصناعة والطب ما يشبه الخوارق ، وما تزال في طريقها إلى انتصارات جديدة.. ولكن هل وجدت السعادة؟ هل وجدت الطمأنينة؟ هل وجدت السلام؟  كلا ! لقد وجدت الشقاء والقلق والخوف.. والأمراض العصبية والنفسية ، والشذوذ والجريمة على أوسع نطاق ! .. (إنه والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حلَّ له إلا أن يتبعني) ..

     (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ. بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) آل عمران .. اهـ . بتصرف .

    جاء في الظلال :

    لقد انتَهَزَ الكفار والمنافقون واليهود في المدينة ما أصاب المسلمين من القتل والقرح، ليثبطوا عزائمهم، وجوُّ الهزيمة هو أصلح الأجواء لبلبلة القلوب، وخلخلة الصفوف، ومن ثم يحذر الله الذين آمنوا أن يطيعوا الذين كفروا. فطاعة الذين كفروا عاقبتها الخسارة المؤكدة، وليس فيها ربح ولا منفعة. فيها الانقلاب على الأعقاب إلى الكفر، والعياذ بالله إنه قد يخيل إليه تحت وطأة الجرح والقرح، أنه مستطيع أن ينسحب من المعركة مع الأقوياء الغالبين وأن يسالمهم ويطيعهم، وهو مع هذا محتفظ بدينه وعقيدته وإيمانه وكيانه! وهو وهم كبير.

     إن الذي لا يتحرك إلى الأمام لا بد أن يرتد إلى الوراء، والذي لا يكافح الكفر والشر والضلال والباطل والطغيان، لا بد أن يتخاذل ويتقهقر ويرتد على عقبيه إلى الكفر والشر والضلال والباطل والطغيان! والذي لا تعصمه عقيدته ولا يعصمه إيمانه من طاعة الكافرين، والاستماع إليهم، والثقة بهم يتنازل في الحقيقة عن عقيدته وإيمانه منذ اللحظة الأولى..

    وأية خسارة بعد خسارة الارتداد على الأعقاب، من الإيمان إلى الكفر؟ وأي ربح يتحقق بعد خسارة الإيمان؟  وإذا كان مبعث الميل إلى طاعة الذين كفروا هو رجاء الحماية والنصرة عندهم، فهو وهم، يضرب السياق صفحا عنه، ليذكرهم بحقيقة النصرة والحماية: (بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ، وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) .

    ومن كان الله مولاه، فما حاجته بولاية أحد من خلقه؟ ومن كان الله ناصره فما حاجته بنصرة أحد من العبيد؟

     يستفاد من الآيات :

    1- أطروحات الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم في قضايا الدين على المسلمين كفْر ، فهم الذين زعموا مثلًا أن جبريل عدوُّهم وأنهم ببساطة لن يقبلوا به للوساطة بين الله ورسوله ، وكأن العبيد لهم حق الاعتراض على الله ورسوله ، قال تعالى : (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) البقرة .

   وهم الذين فضَّلوا اتباع السحر انقيادًا وراء الشياطين ، على اتباع الهدى انقيادً لرسوله الخاتم عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .......  وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة .

    وهم الذين روّجوا للالتحاق بكفرهم بدلًا من الالتحاق بالهدى والنور ، قال تعالى : (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) البقرة .

    ومع هذا الترويج قفزوا بتزويرهم إلى النتيجة الموهومة !! قال تعالى : (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة .

     وهم الذين اعترضوا على القِبلة !! .. قالوا تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) البقرة .

     وإذا كان أهل الإيمان لا يجوز لهم الاقترح فضلًا عن الاعتراض ، ومجرّد ارتفاع الصوت ، فكيف بأهل الكفران عندما يُصِرُّون على جرّ الآخرين معهم إلى الكفر والطغيان ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الحجرات .

    ولذلك فإن اليهود والنصارى لن يقبلوا من المسلمين بأقل من أن يتحوَّلوا إلى يهود أونصارى ، قال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) البقرة .

     2- وما أشبه الليلة بالبارحة ، فالأعداء هم الأعداء .. قال تعالى : (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة .

    ولذلك يعاقبوننا اليوم في كل بلاد الإسلام !! فلا يريدون أن يحكم الإسلاميون ولا أن تحكم الشريعة !! .. يضعون كل العراقيل والفوضى الخلّاقة حتى لا ينال الناس أي هدوء أو استقرار .. فعاقبوا مصر بالانقلاب الدموي ، وسورية والعراق بالبراميل المتفجرة وتدمير البشر والشجر والحجر ، ويجتهدون في ليبية لأجل الانقلاب ، وفي اليمن يحرصون بكل الوسائل أن تسيطر المجموعات المسلحة التي تمارس القتل والتشريد والتفجير .. و الصومال بلا دولة ولا هدوء ، وأفغانستان بلا أمان ولا استقرار ، والدول الغنية تُموِّل هذه العمليات .. توظيفٌ للأموال والرجال (العملاء والمنافقين) ومن ينخدع بهم ليقضي المسلمون على أنفسهم بأنفسهم .. مخطط رهيب !!!

    3- لذلك حذّر الله المسلمين من الانزلاق إلى الخطوة الأولى : فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) الأحزاب . وقال تعالى : (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) الأحزاب . وقال تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) الإنسان . وقال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ، أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ، إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) القلم .

    وكما قال القائل :

أطَاعوهم سلامًا مِن أذاهُم        ولكن لا سبيلَ إلى السَّلامة

وقالوا القُبَّعاتُ أخفُّ حِمْلًا        على أهلِ الهلالِ من العِمامة

وهَمُّ الناصحينَ هُدًى صُرَاحٌ             وهَمُّ القومِ خَلْطٌ بالقُمامة

فإن نَقْبَلْ فَذاكَ وإن نعارِضْ           فذَبْحٌ للشعوبِ ولا كرامَة

    وفي الختام يقول سبحانه : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©