ستُّ شوال والمثابرة

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 2 شوال 1434هـ الموافق 9 أغسطس 2013م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/st.mp3

    المُثابَرة على العبادة بعد العبادة سِمَةٌ إسلامية ومن ذلك صيام ستّ شوال:

     عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) أخرجه أحمد ومسلم والترمذي .

     قال النووي في شرحه على مسلم :

     قَالَ أَصْحَابُنَا وَالْأَفْضَلُ أَنْ تُصَامَ السِّتَّةُ مُتَوَالِيَةً عَقِبَ يَوْمِ الْفِطْرِ فَإِنْ فَرَّقَهَا أَوْ أَخَّرَهَا عَنْ أَوَائِلِ شَوَّالٍ إِلَى أَوَاخِرِهِ حَصَلَتْ فَضِيلَةُ الْمُتَابَعَةِ لِأَنَّهُ يَصْدُقُ أَنَّهُ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ .

    قَالَ الْعُلَمَاءُ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ لِأَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فَرَمَضَانُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَالسِّتَّةُ بِشَهْرَيْنِ وَقَدْ جَاءَ هَذَا فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ فِي كِتَابِ النَّسَائِيِّ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ) صَحِيحٌ وَلَوْ قَالَ سِتَّةً بِالْهَاءِ جَازَ أَيْضًا ، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ صُمْنَا خَمْسًا وَسِتًّا ، وَخَمْسَةً وَسِتَّةً ، وَإِنَّمَا يَلْتَزِمُونَ الْهَاءَ فِي الْمُذَكَّرِ إِذَا ذَكَرُوهُ بِلَفْظِهِ صَرِيحًا ، فَيَقُولُونَ صُمْنَا سِتَّةَ أَيَّامٍ ، وَلَا يَجُوزُ سِتَّ أَيَّامٍ ، فَإِذَا حَذَفُوا الْأَيَّامَ جَازَ الْوَجْهَانِ .اهـ.

     وإتْباع رمضان بستٍّ من شوال يدلّ على متابعة العبادة والمثابرة ، والمسلم يخرج من عبادة ليدخل في أخرى ، فالمصلي يخرج مثلًا من الصلاة إلى الذكر ، ومن صوم رمضان إلى ستّ شوال ، ومن الفريضة إلى النافلة وهكذا .. قال تعالى : (فإذا فرغْتَ فانصبْ ، وإلى ربِّك فارغبْ) الشرح .

    ولا توجد عطلة في حياة المسلم ، لأن الدنيا دار عمل فلا عطلة صيفية ولا عطلة في رأس الأسبوع ، والمسلم يحتسِب نَوْمَتَه كما يحتسِب قَوْمَتَه كما في البخاري ..

    وإنما يتفرّغ المسلم في يوم الجمعة ونحوها من أجل العبادة ، أي للاستعداد للجمعة والتبكير لها ، ولذلك لانحتاج ليوم الخميس أصلًا ، لأنهم يجعلون الخميس ذريعةً لاستبداله بيوم السبت ، و عطلة السبت إنما المراد منها مؤانسة الأنظمة المُحَنَّطة التي تريد إرضاء الغرب الذي همُّه في النهاية إرضاء اليهود .

      مُثابَرة إخواننا في مصر لإسقاط الانقلاب :

     وإخواننا في مصر في مِحنة الانقلاب العسكري ، وهم مصمِّمون على المثابرة والمصابرة في مواجهته مهما كانت التضحيات فهي في سبيل الله .

    والانقلابيون يهدّدون بفَضّ الاعتصامات بالقوة ، وفي هذا دليلٌ ملموس على أنهم هم الإرهابيّون ضدّ أصحاب الحق والشرعية ، ويرمُون إخواننا بالإرهاب على طريقة (رمَتْنِي بدائها وانْسَلَّتْ) ، ويذكّرنا ذلك بقصة الأوروبي الذي كان يذْبح أفريقيًّا !! فعَضَّه الأفريقي .. فقال انظروا كيف يَعَضُّني !!..ما هذه الوحشيّة؟!!

    إن الانقلابيين بتهديداتهم يريدون تثبيت الانقلاب كأمرٍ واقع لكي يَجْنُوا نتائجه ، وإخواننا مُتَمسّكون بالشرعية ، وقد قال الجدار للمسمار كما في المثَل : لِمَ تَشُقُّني ؟ فأجابه المسْمار : سَلْ مَن يَدُقُّني!

     ونسأل الله أن يُحقّ الحق ، قال تعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) الأنبياء . وما ضاع حقٌّ وراءَه مُطالِب .

      و في الختام فإن المصابرة والمرابطة لن تضيع ،قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©