لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/sham.mp3
أرض
مباركة مقدسة و أرض الأنبياء:
إنها أرض مباركة مقدسة و أرض
الأنبياء ، و إنْ كان الأمر كما في تحقيق
الألباني لكتاب فضائل الشام (و ما هنا مأخوذٌ
منه) أن سلمان قال لأبي الدرداء رضي الله
عنهما : إن الأرض المقدسة لا تُقَدِّس أحدا و
إنما يقدِّس الإنسانَ عملُه. رواه مالك في
الموطأ ..
قال تعالى : (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً
إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء .
و قال تعالى : (يا قَوْمِ ادْخُلُوا
الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ
لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ
فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) المائدة .
و قال تعالى :
(وأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ
يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ
وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)
الأعراف .
و قال تعالى : (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ
عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ
شَيْءٍ عَالِمِينَ ) الأنبياء . و قال تعالى :
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً
وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا
لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) سبأ .
و قال تعالى : (و التين و الزيتون و طور
سينين) التين . و قال تعالى : (سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)
الإسراء .
و عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا) ،
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي نَجْدِنَا
. قَالَ : (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي
شَأْمِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي
يَمَنِنَا) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَفِي نَجْدِنَا . فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي
الثَّالِثَةِ : (هُنَاكَ الزَّلَازِلُ
وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ
الشَّيْطَانِ) رواه البخاري .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا
نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم فقال : (اللهم
بارك لنا في صاعنا ومُدِّنا ، وبارك لنا في
شامِنا ويَمَننا) ، فقال رجل من القوم يا نبي
الله وعِراقنا . قـال
: (إن بها قرْن الشيطان وتهيج الفتن ، وإن
الجَفاء بالمَشْرِق) . رواه الطبراني في
الكبير ورواته ثقات ، قال الألباني صحيح لغيره
.
و في الشام انتصارات المسلمين بمن فيهم مسلمو
الأمم السابقة :
و مما يدل على ذلك حديث الطائفة
المنصورة المتواتر و هو في الصحيحين ، و فيه
موقوفًا على معاذ : (و هم بالشام) و كذلك قال
الإمام أحمد و ابن تيمية ، و يؤيّد ذلك حديث
مسلم (لا يزال اهل الغرب ظاهرين) أي أهل الشام
.
و عند أحمد حديث موقوف على خُرَيم بن
فاتك الأسَدي و قال الألباني إسناده صحيح :
(أهل الشام سوْط الله في الأرض ، ينتقم بهم
ممّن يشاء كيف يشاء، و حرامٌ على منافقيهم أن
يظهروا على مؤمنيهم ، و لن يموتوا إلا همًّا
او غيظاً أو حزنًا) .
و قال تعالى : (و َنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوَارِثِينَ ،
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي
فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم
مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص .
و قد مكّن الله في الشام لبني إسرائيل
بعد موسى على الجبّارين بقيادة يوشع ، ومكّن
لهم على جالوت أيام داود ، ومكّن للروم على
الفرس بعد الغَلَبَة في بضع سنين, ومكّن
للمسلمين في اليرموك ، ثم في حطّين ثم في عين
جالوت ، ثم في قتال اليهود و إسقاط دولتهم إن
شاء الله كما في الأحاديث، ثم في الملحمة
الكبرى إن شاء الله في الأعماق كما عند مسلم ،
ثم في قتْل الدجال على يد عيسى . وفي أول سورة
الروم شيءٌ من الإعجاز العددي في ذلك .
و فيها عُقْر (أي أصل) دار المؤمنين كما
عند أحمد وغيره وقال الألباني صحيح ، و فيها
الإيمان عند الفتن كما عند الحاكم و أبي نُعيم
وقال الألباني صحيح ، و فيها الجنود المجنّدة
كما عند أحمد و أبي داود ، وفيها الحصار كما
عند مسلم فلا يُجْبَى إليهم دينارٌ و لا
مُدْيٌ من قِبَل الروم ، و في غزة الآن شيء من
ذلك ، و فيها ينزل عيسى كما عند مسلم ، و فيها
المحْشر و المنشر كما عند أحمد و ابن ماجه
وقال الألباني صحيح .
و فيها فسطاط المسلمين أيام المهدي و
الملحمة ، عن أبي
الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: (فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة ، إلى
جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام)
، وفي رواية ثانية قال سمعت النبي صلى الله
عليه و سلم يقول : (يوم الملحمة الكبرى فسطاط
المسلمين بأرض يقال لها الغوطة ، فيها مدينة
يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ) ،
أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد ، وقال الحاكم
: صحيح الاسناد و وافقه الذهبي وأقرّه المنذري
، و قال الألباني : وهو كما قالوا .
الشام هي المقياس لقوة المتديِّنين و فيها
تأديبهم ، و لاسيما بيت المقدس :
قال تعالى عن بني إسرائيل: (قَالَ
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ
وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ
كَيْفَ تَعْمَلُونَ) الأعراف ، و هذه سنة الله
في بني إسرائيل و غيرهم ..
و ظهور الإسلام و قوّته في الشام هو
المقياس لقوة المتديّنين ، و في الشام كذلك
تأديبُهم ، و بيت المقدس أشبه بالترمومتر ..
فكلما صلُح المسلمون في زمان ، كانت بيت
المقدس معهم ، و إنْ ضعفوا كانت مع عدوّهم ،
فقد كانت مع الجبارين أيام موسى و عوقب بنو
إسرائيل بالتِّيه حتى صلَحوا بعد أربعين سنة ،
و عوقبوا بغزو بختنصّر أيام دانيال ، و عوقبوا
بجالوت قبْل طالوت وداود ، وعوقب الروم أتباع
عيسى بالفرس فغُلِبوا عليها قبْل هِرَقْل ، و
عوقب المسلمون بها أيام الصليبيين ، كما
عوقبوا بالتّتار ، و عوقبوا في هذا العصر
باليهود و بالروافض في سورية و لبنان .
ما يجري الآن في سورية ، و الحلُّ في فتوى
اليمن لإيقاف القتْل و الإجرام :
و ما يجري الآن في سورية هو
تصفيةٌ و تمحيصٌ واصطفاءُ شهداء ، و جولةٌ في
تمايُز الفسطاطين في فتنة الدهيماء المعاصرة .
و دُوَل العالَم تَتَوزّع الأدوار ..
فمنها دُوَل الغرب وأذيالها في بلاد المسلمين
تُراوِغ و تُغَطِّي سياسيًّا و إعلاميًّا على
إجرام النظام النُّصَيري في سورية و تَعْمَل
على إطالة عُمُره .
و منها دُوَلٌ تَدْعم النظام النُّصَيري
ماديًّا و معنويًّا و تحرص على عدم سقوطه وهي
العراق و إيران والصين و روسيا ، و هي دُول
الجفاء فـي المشرِق ، كما وَردَ في حديث
الطبراني السابق .
و لا علاج لإيقاف القتْل و الإجرام إلا
بإعلان الجهاد كما حدث في البوسنة .. فإنه
عندما حدث ذلك الإعلان في الماضي خافتْ أمريكا
و الغرب من نتيجة الجهاد و من قيام دولة
إسلامية في أوروبا ، فاجتهدوا في إيقاف القتْل
لِمنع الجهاد و قيام الدولة الإسلامية .
والمفروض تعميم فتوى علماء اليمن (يَمَن
الإيمان والحكمة) بوجوب نُصْرة إخواننا في
سورية و الجهاد معهم بالمال و المواد الإغاثية
و السلاح و الرجال ، و هي في الإنترنت ، فهي
أشمل فتْوى فيما نعلم .. و العاقبة للمتقين
كما وَعَدَهُم وعوَّدَهم الله ومنهم أهل الشام
إن شاء الله ، و الأقلية الرافضية في الأرض ،
و كذلك الأقلية اليهودية لن تنتصر على أكثر من
مليار مسلم بإذْن الله .. قال تعالى : (يا
أيها الذين آمنوا استجيبوا لِله و للرسول إذا
دعاكم لِما يُحْييكم) الأنفال . و الذي
يُحْيِي المسلمين هو الجهاد كما ورد عن بعض
العلماء. |