لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/shaam.mp3
بلاد الشام أرض الإيمان :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني
رأيت عمود الكتاب انتُزِع مِن تحت وسادتي ،
فنظرتُ فاذا هو نورٌ ساطع عُمِد به إلى الشام
، ألا إن الإيمانَ اذا وقعت الفِتَنُ بالشام)
قال الألباني : حديث صحيح أخرجه الحاكم ، و
قال صحيح و وافقَهُ الذهبي ، و أخرجه أبو نعيم
في الحِلية ، و كذلك البيهقي و الطبراني .
و قال عليه الصلاة و السلام: (و عُقْر ـ
أيْ أصل ـ دار المؤمنين بالشام) أخرجه أحمد و
ابن سعد و البغوي و غيرهم ، و قال الألباني
صحيح .
و قال عليه الصلاة والسلام: (ستُجَنَّدون
أجنادا : جُنْدًا بالشام و جُنْدًا بالعراق و
جُنْدًا باليمن) قال عبد الله فقمتُ فقلت :
خِرْ لي يا رسول الله ، فقال : (عليكم بالشام
، فمن أبَى فليلْحَقْ بِيَمَنه ولْيَسْتَقِ من
غُدُرِهِ ، فان الله عز وجل قد تكفَّلَ لي
بالشام وأهله) حديث صحيح جدا ، و وَرَد بلفظ :
(عليك بالشام ، فانها خِيرَةُ الله من أرضِه
يَجْتَبِي إليها خِيرَتَهُ من عبادِهِ) قال
الألباني : رواه أبو داود و أحمد بسند صحيح .
ما تميَّزتْ به الشام أخيرًا في جهادها ضدّ
طغيان الروافض :
ميَّز اللهُ بلاد الشام في الجهاد ضدّ
النظام الذي يُؤَلِّه الأسد ، بأنه إسلامي
أصْفَى من سائر البلاد التي حصلتْ فيها
تغييرات ، لأنها عُقْر دار الإسلام ، و معقِل
الإيمان في آخر الزمان عند وقوع الفِتَن ،
فكتائبهم مثلاً تتميَّز بأسمائها : كتيبة الله
أكبر ، كتيبة خالد ، كتيبة أبي عبيدة ، كتيبة
الصحابة ، كتيبة البراء ، كتيبة ابن تيمية ،
لواء أحفاد الرسول ، لواء التوحيد ، لواء
الحبيب المصطفى ، لواء الإسلام .
كما ميَّزَها بالاعتماد على الله ثم على
أنفسهم ، و كان شِعارهم (ما لَنا غيرُك يا
الله) و أسلحتهم في الغالب من عدوّهم ، و
فضَح الله بهم الدّول التي تُسَمِّي نفسها
كبرى جميعًا ، فهي مابين مساعِدةٍ على القتْل
، و متواطئة ، و فضَح الحكام المنافقين في
بلاد الإسلام ، و الحكام المبتَدِعة الحاقدين
، و حصل التمايُز اكثر من أيّ بلدٍ آخر من
بلدان التغيير كما يبدو . و صفاء المنهج أفضل
لديهم مما لدينا و من أيّ بَلَدٍ آخَر ، بل إن
وضع مصر رغم المؤامرات عليهم أفضل من وضْعنا
.
و أخيرًا أخَذَ الأعداء الألِدَّاءُ
الداعمون مثل روسيا التي تَفَانَتْ مع إيران و
الصين في دعم النظام النُّصَيريّ الحاقد ، و
كذلك أمريكا و حلف الناتو ، يعترِفون بأنّ
النظام لم يَعُدْ يسيطِر على سورية ، و أنه
قريب السُّقوط ، وغرضهم من هذا التَّطَفُّل
محاولة المشاركة في مستقبل سورية .
لماذا ابتُلِي أهل الشام أكثر من غيرهم :
و ابتلَى الله إخواننا في بلاد الشام
أكثر من غيرهم ، والابتلاء تربية للناس و
تكفيرٌ للذنوب لكثْرتها من جهة ، و لِأن المرء
أيضًا يُبتَلَى على قدْر دينه من جهة أخرى .
أخرج أحمد و البخاري و النسائي و ابن
ماجه
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ سَعْدٌ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ
أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ :
( أشَدُّ النّاسِ بَلاءً الأَنْبِياءُ ثمَّ
الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ ، يُبْتَلى الرَّجُلُ
على حَسَبِ دِينِهِ فإِنْ كانَ في دِينِهِ
صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ ، و إنْ كانَ في
دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ على قَدْرِ دِينِهِ
، فَما يَبْرَحُ البَلاءُ بالعَبْدِ حَتَّى
يَتْرُكَهُ يَمْشِي على الأَرْضِ وما عليهِ
خَطِيئَةٌ ) .
واجبنا النُّصْرة :
فلا بدّ من نُصْرةِ إخواننا في حمْلة دعم
سورية ، بما نستطيع عليه من المال و الإمكانات
و السلاح و الغذاء و الرجال ، لأن المؤمنين
كالجسد .. لا فواصل و لا حدود .. و حتى
يُفَرِّج الله عنّا في بلَدنا إذا أسْهمْنا في
التّفريج عن إخواننا ، فنخرج من تحت وصاية
الكافرين و المنافقين ..
عن سَالِم أَنَّ
أباه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا
يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ
فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي
حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ
كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ) متفق عليه .
و في الختام يقول
الله تعالى : (و
لَنبْلُوَنَّكم حتَّى نعلمَ المُجاهدين منكم و
الصابرين و نبلُوَ أخباركم) محمد . |