الدِّين أعظم سلاح في الحرب

خطبة جمعة في مسجد أبي بكر الصديق في 5 شعبان 1434هـ الموافق 14 يونيو 2013م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/selah.mp3

    الدين فطرة في الإنسان ولذلك فإن للدين تأثيرًا عظيمًا في شحْذ الهِمَم و في تحقيق النصر بإذن الله ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد .

     اعتماد اليهود الدين في حرْبهم معنا :

    منذ خمس وستين سنة واليهود يندفعون لحرْبنا بالدين وبشعاراته ومصطلحاته ، ولذلك كانوا يسَمُّون فلسطين باسمها الدينيّ عندهم أرض الميعاد ، ويسَمُّون القدس باسمها الدينيّ عندهم أُورشليم ، و يُسَمُّون موضع المسجد الأقصى بالاسم الديني عندهم جبل الهيكل , ويعتبرون دولة اليهود مسؤولةً عن أيّ يهوديٍّ في العالم مسؤولية دينية ، وبهذه الروح الدينية كانوا يواجهوننا .

     أما نحن فكانت مواجهتنا لهم بواسطة الحكام العملاء بشعارات لا دينية وعلمانية ، ولذلك كانت الهزائم متتابعةً علينا .. و عندما دخل سلاح الدين في المعركة بواسطة حركة حماس حقّقنا صمودًا وانتصاراتٍ عديدة ، وصمَدتْ غزة المحدودة أمام غطرسة اليهود و أمام حليفهم الغرب سنوات رغم الحصار الظالم منهم ومن الحكام العملاء ، وصارت غزة بصمودها آية من آيات الله في هذا العصر.

     اعتماد الروافض الدين في حربهم معنا :

     و عندما دخلنا في حرب مع الروافض في بلاد الشام أخذوا يواجهوننا بالدين فيقولون : لاإله إلا بشّار ، لأن قضية التوحيد عندهم مائعة وقائمة على الصنميّة وتقديس الأشخاص وعبادة القبور ، وهذا دين مزَيَّف يشبه دين فرعون الذي كان يقول بأنه ربهم الأعلى ، وكان يخشى من موسى تغيير هذا الدين المُزَيَّف بزعمه ، قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) غافر . و قولهم : لاإله إلا بشار ، لا يختلف عن قولهم ياحُسيناه !!..

    ودعاء غير الله شِرك ولكنه دينٌ وإن كان مُزَيَّفًا قال تعالى : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) فاطر . وقال عليه الصلاة والسلام : (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر رواه أحمد و أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .

     كما أن من دين الروافض أنهم يكفِّرون الصحابة ويسُبُّون أمهات المؤمنين ويسبُّون الأُمّة وينكرون السُّنّة .. وكل ذلك مِن دينهم المُزَيَّف  ، وقد أسّسُوا حزب الله باسمٍ ديني بزعْم مقاومة اليهود ، ذرًّا للرماد في العيون ، وهو اليوم يذبح الناس في بلاد الشام ، واليهود والنصارى مُغْتَبِطون بذلك وبتحالف دينهم المُحَرَّف مع الدين المُزَيَّف!!..

     لماذا لا نحرص على إدخال الدين في المعركة :

    لقد أدخل أعداؤنا من الكافرين والمبتدعة الدين في المعركة ، وأهملنا نحن ذلك ، ونحن على الحق و هم على الباطل ، ونحن أكثر عدَدًا وبلادًا وإمكاناتٍ ، ونحن أهل السنة أمة المليار والنصف ، وفينا دولة نووية هي باكستان ، ونحن الأمة خير أمة أُخرِجتْ للناس ، وليـس المبتدعة .

     وقدرُنا أننا دولة كبرى على مدار التاريخ ، وسنعود قريبا كذلك لِوعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا لا نعمل لذلك ؟ ولماذا لا يكون لنا رأسٌ  واحد كما للروافض رأسٌ واحد ومرشدٌ أعلى يأمر إلى سورية وإلى العراق وإلى لبنان وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى كل الروافض في العالم ؟ .. رغم أن هؤلاءالروافض ربما لا يتجاوزون بمجموعهم مائة مليون .

    لقد دعا القرضاوي واتحاد علماء المسلمين إلى وقفة غضبٍ لِمَا يجري في سورية .. فعلينا أن نغضب أولًا من أنفسنا لتقصيرنا فيما ذكرنا ، ثم نغضب لإخواننا ، وإذا رفَعنا راية الإسلام ظهر النور وانهزم الظلام ، و إذا جاء الحق زهق الباطل .. قال تعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) الأنبياء .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©