لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/rshwh.mp3
الحِرْص على القيام بفريضة الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ
وَالأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى ، فَأَوَّلُ
شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ ، ثُمَّ
يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ
وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ ،
فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ ،
فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا
قَطَعَهُ ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ
بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ
: فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى
خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَهُوَ أَمِيرُ
الْمَدِينَةِ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ ،
فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا
مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ ،
فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ
قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَجَبَذْتُ
بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ
قَبْلَ الصَّلاَةِ ، فَقُلْتُ لَهُ
غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ ، فَقَالَ أَبَا
سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ ، فَقُلْتُ
مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لاَ
أَعْلَمُ ، فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ لَمْ
يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ
الصَّلاَةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ
.. متفق عليه .
و عَنْ طَارِقِ
بْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ
بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ
الصَّلاَةِ مَرْوَانُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ
رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ
، فَقَالَ : قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ ،
فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ
قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (مَنْ
رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ
بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) .
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي
و لفظه عند النسائي و هو صحيح كماقال
الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (مَن رأى منكم منكرا فغيَّرَه بيده فقد
برِىء ، ومَن لم يستطع أن يغيِّره بيده
فغيَّره بلسانه فقد بَرِىء ، ومَن لم يستطع أن
يغيِّره بلسانه فغيَّره بقلبه فقد بَرِىء و
ذلك أضعف الإيمان) .
الحرْص على هذه الفريضة مع المسؤولين.. و
السكوت خيرٌ من المجاملة:
قال في (الفتح) :
و قال الطبري:
اختلَف السلف في الأمر بالمعروف، فقالت طائفة
يجب مطلقا واحتجوا بحديث طارق بن شهاب رفَعه:
(أفضل الجهاد كلمةُ حقٍّ عند سلطانٍ جائر) ،
وبعموم قوله: (من رأى منكم منكرا فليغيِّره
بيده) الحديث .
و قال بعضهم: يجب إنكار المنكر، لكنّ
شرْطه أن لا يلحق المُنكِر بلاءٌ لا قِبَل له
به من قتْل ونحوه . وقال آخرون: يُنكِر بقلبه
لحديث أم سلمة مرفوعا: (يُستَعمَل عليكم
أمراءُ بعدي ، فمن كرِه فقد بَرِئ ، و من أنكر
فقد سلِم ، ولكن من رضِيَ و تابع) قَالُوا
أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ : (لاَ مَا
صَلَّوْا) . الحديث .. رواه مسلم .
قال (أي الطبَري): و الصواب اعتبار الشرط
المذكور و يدل عليه حديث: (لا ينبغي لمُؤمنٍ
أن يُذِلَّ نفسه) ثم فسَّره بأنْ (يتعرَّض من
البلاء لِمَا لا يطيق) . انتهى ملخصا
. رواه أحمد و الترمذي و ابن ماجه عن حذيفة عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال الترمذي
حسن غريب . و قال الألباني صحيح .اهـ .
بتصرُّف .
و لذلك لا يجوز الإلزام بالتغيير باليد لِمَن
لا يَقْدِر على ذلك ، و لا باللسان على مَن لا
يقدِر على ذلك ، و يَكْفيهِ الكراهية بالقلب .
و هنالك فرْقٌ كبير بين مَن يسكُت
كارهًا للمنكر و هو الصواب ، و بين مَن
يُلبِّس على الناس و يُمْسِك العصا من الوسط
فيقول شيئًا من الحق ، و يلوم المخالِفين للحق
. و لكنْ لكي لا يعارِضهُ أهل المنكر فإنه
يُرضِيهم و يَرْشُوْهم بأنْ يوافِقهم على شيءٍ
من الباطل و التخليط و البدعة ، و قد يؤّصِّل
لها .
و الساكتُ خيرٌ منه و هو الذي يَكرَهُ
المنكر ، و الكراهية نوعٌ من النهْي الذي فيه
النجاة ، و الصَّمْت عند العارفين كلام ،
أمّا التخليط فهو هلاك ، قال تعالى : (فلما
نَسُوا ما ذُكِّروا به أنْجينا الذين يَنْهَون
عن السُّوء) .
و التحرِّي في النهْي عن المنكر بِدون
تخليطٍ وبدون رِشْوةٍ فرضٌ ، و لذلك يقول الله
سبحانه : (و لا تَقُولوا على اللهِ إلا الحق)
المائدة . و يقول سبحانه : (يا أيُّها الذين
آمنوا اتَّقوا الله و قولوا قولًا سديدًا،
يُصْلِحْ لكم أعمالَكم و يَغفرْ لكم ذنوبَكم)
الأحزاب ، و حرَّم الله سبحانه التقوُّل عليه
فقال: (و أن تَقُولوا على اللهِ ما لا تعلمون)
الأعراف . |