انتشار ظاهرة الرّدّة والإلحاد في أسماء الله

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 10 ربيع أول 1433هـ الموافق 2 فبراير 2012م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/rdah.mp3

   إنّ الله أكبر من كل كبير و أعظم من كل عظيم ، و صفاته أكمل و أعلى الصفات و أسماؤه حُسْنَى الأسماء ، قال تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ،هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ،هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر .

    اسم الله الأعظم في الآيات و الأحاديث :

     و منها الاسم الأعظم قال صلى الله عليه و سلم : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن في البقرة و آل عمران و طه )  رواه ابن ماجه و الطبراني و الحاكم عن أبي أمامة ، قال الألباني صحيح .

    و قال الألباني في السلسلة الصحيحة : قال القاسم أبو عبد الرحمن : فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وفي آل عمران فاتحتها : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وفي طه : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) . ( فائدة ) : قول القاسم إن الاسم الأعظم في آية : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) من سورة طه ، لم أجد في المرفوع ما يؤيده ، فالأقرب عندي أنه في قوله في أول السورة :( إني أنا الله لا إله إلا أنا . . ) فإنه الموافق لبعض الأحاديث الصحيحة فانظر الفتح 225 / 11 وصحيح أبي داود1341 . اهـ ..  ويمكن القول إن الآية في سورة طه هي قوله تعالى: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى ) طه .

     و قال صلى الله عليه و سلم : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) ، و فاتحة آل عمران ( الم ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) رواه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه عن أسماء بنت يزيد ،  قال الترمذي حسن صحيح ، و قال الألباني حسن .

     و عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : ( اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد سألت الله باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) رواه أحمد و أبو داود و غيرهما و قال الألباني و شعيب الأرنؤوط حديث صحيح . و عند الحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في حلقة و رجل قائم يصلي فلما ركع و سجد تشهَّد و دعا فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السموات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لقد دعا باسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب و إذا سئل به أعطى )  و قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه.

      و جمع الألباني ألفاظ الرواية في ( صفة الصلاة ) فقال : و سمع النبي صلى الله عليه و سلم  رجلاً يقول في تشهده أيضا كما عند أبي داود والنسائي وأحـمد والبخاري في الأدب المفرد:   ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بِمَ دعا؟) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) .

     و عن  بريدة الأسلمي قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : ( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) فقال : ( قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ) رواه أحمد و الترمذي و غيرهما و قال الألباني صحيح و قال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين .

     الراجح في اسم الله الأعظم :

     و الراجح كما أشار الألباني أن الاسم الأعظم هو ( الله الذي لا إله إلا هو ) فذلك قاسم مشترك بين النصوص .. مع إضافة الحي القيوم ، أو الأحد الصمد ، أو المنان بديع السماوات .. أو نحو ذلك من أسماء الله الحسنى .

     و أهل الإيمان يتنعَّمون بالدعاء بأسماء الله بخلاف الملحدين قال تعالى: ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) الأعراف .

      و قال تعالى : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر .

     ظاهرة الردّة و الإلحاد في أسماء الله :

      إن الإلحاد و الاشمئزاز هو شأن الكفرة و المشركين فَيَنْسِبُون إلى الله ما لا يليق ، و يصفونه بما لا يليق , و يسخرون من الدين .. و من كان يتصوّر أن يوجد في اليمن من يقول بأن الله غير حاضر ، وأنه بحجم كذا ، و أنه يُسْخَط عليه ، تعالى الله عما يقولون .. لقد قال الله عن أمثالهم : ( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ، مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) الكهف . و قال : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً ، لقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ، وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ) مريم . و قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) الأحزاب . وللترمذي عن أنس ، عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال : ( إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء ، وإن الله عز وجل إذا أحبّ قوما ابتلاهم ، فمن رضي ، فله الرضا ، ومن سخِط فله السخط ) قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

     الدفاع عن الردّة :

     و العجيب وجود من يدافعون عن هذه الظاهرة ممّن كنا لا نتصوّر أن يقفوا هذا الموقف .. و هم يزعمون أنهم يدافعون عن حرية الرأي ، و يتناسى هؤلاء أن السماح بحرية الكفْر في المسلمين كفْر و أن الرضا بالكفْر كفر ، و أنه لا يمكن القبول بالاعتداء على دين و عقيدة مليار و نصف من البشر ، و دين و عقيدة الجن والملائكة و كل المخلوقات ، قال تعالى : ( أفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) آل عمران  . و قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) الحج  .

      والواجب :

     هو الالتزام بفتوى العلماء  و العمل على معاقبة هؤلاء المعتدين على العقيدة و الدين ، عن طريق المحاكمة ، و كل مَن نشرَ لهم أو أيّدهم أو دافع عنهم ،  ويجب أن يقف الناس بألسنتهم و أقلامهم و أموالهم و جهودهم و وجاهتهم و مسؤوليتهم وراء ذلك ، و الدولة في المقدمة ، نصرةً لله و لدينه ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) محمد .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©