لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/qdwra.mp3
السخرية من العلماء قد تصل إلى درجة
الكفر ..
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمر
قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما : ما
رأينا مثل قرائنا هؤلاء .. لا أرغبَ بطوناً ،
ولا أكذبَ ألسنةً ، ولا أجبنَ عند اللقاء .
فقال رجل في المجلس : كذبت ولكنك منافق !
لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبلغ
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن
.
قال عبد الله : فأنا رأيته متعلقا بحقَب
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ
الحَقَبُ مُحَرَّكَةً : الحِزامُ يَلي حَقْوَ
البَعيرِ ـ
والحجارة تنكبه و يقول : يا رسول الله
إنما كنا نخوض ونلعب . والنبي صلى الله عليه
وسلم يقول : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم
تستهزئون ؟ )
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي
في ( الضعفاء ) وأبو الشيخ وابن مردويه
والخطيب في ( رواة مالك ) عن ابن عمر قال :
رأيت عبد الله بن أُبَيّ وهو يشتد قُدّام
النبي صلى الله عليه وسلم والأحجار تُنكِّبه ،
وهو يقول : يا محمد إنما كنا نخوض ونلعب
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أبالله
وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ؟ )
هل يقوم العاقل بانتقاص عينه أو
سمعه أو دماغه أو قلبه ؟ إنـها
أعضاءٌ عـزيـزة مـنافـعـها معـلومة .
والعلماء قطاعٌ في المجتمع يقوم
مقام السمع والبصر ، بل مقام القلب والدماغ لا
ينتقصهم إلا غافل جاهل ، وهم أولو الأمر قال
تعالى : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي
الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) وقد
رفع الله مكانتهم ( يرفعِ الله الذين آمنوا
منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة . (
إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فاطر .
والعلماء ورثة الأنبياء . وهم أولياء الله إلا
من شذَّ فانسلخ من آيات الله فقد ضرب الله له
أقبح المثل بالكلب كما في سورة الأعراف .
وأمة الإسلام كالجسد تتداعى
لأعضائها وفي مقدمتهم العلماء وتعرف لعلمائها
حقهم
والسخرية من أولياء الله من قِبَل الشواذِّ من
الخاصة والعامة استنزالٌ لحرب الله ( مَن عادى
لي وليّاً فقد آذنتُه بالحرب ) رواه البخاري .
وإن ما نعانيه من الأزمات ربما
كان بأسباب من المعاصي في مقدمتها الاستخفاف
بالعلماء ليس واحدا ولا اثنين ولا نفراً ، ولا
بأولئك المنسلخين منهم ـ ويوجد منسلخون ـ ولكن
استخفاف بالعشرات من العلماء الربانيين
الصالحين ..
كم تكلم العلماء على امتهان
المرأة وابتذالها وإخراجها من مملكتها في
أُسرتها بذريعة المساواة ، حتى صارت رياضية ،
وشرطية وضابطة؟! وكم تكلموا على المنكرات ،
والتدخلات الأجنبية .. وكم تكلموا على انحراف
بعض وسائل الإعلام.. وكم تكلموا على اختلال
التشريع .. وآخرها العمل على منع الزواج
المبكر ، ومع ذلك بدلا من الاستجابة لهم
يسخرون منهم !
إن من آخر الأزمات الأزمة
الاقتصادية وانحدار الريال وفرض الضرائب على
مواد غذائية كثيرة تبلغ إحدى وسبعين ، إضافة
إلى استمرار الصراعات وانتشار الخلافات وضعف
الأمن .. نسأل الله العافية وألا يؤاخذنا بما
فعله المذنبون منا .
|