لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/obre.mp3
*النفس
البشرية معرَّضة للذنوب ، ولا يجوز تزكيتها
بمعنى مدحها قال تعالى : ( فَلَا تُزَكُّوا
أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
النجم . وقال تعالى منكراً على مَن يفعل ذلك :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ
أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ
وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) النساء . وقال
صلى الله عليه وسلم لشخص مدح شخصا في
حضرته
( ويلك ! قطعت عنق صاحبك من كان منكم مادحا
أخاه لا محالة فليقل : أحسب فلانا و الله
حسيبه ، و لا أزكي على الله أحدا ، أحسبه كذا
و كذا إن كان يعلم ذلك منه ) رواه الجماعة إلا
الترمذي والنسائي عن أبي بكرة . ولما أثنى رجل
على عثمان في وجهه حثا المقداد في وجهه التراب
وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا
رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب )
رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن
المقداد بن الأسود .
*والأنبياء عليهم الصلاة والسلام رغم
عصمتهم لا يبرئون أنفسهم ويستغفرون قال ابن
كثير إن أبا حاتم وابن جرير ذكرا أن يوسف هو
الذي قال كما حكى الله : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي
غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف . وقال الشوكاني في
تفسيره إن أكثر المفسرين قالوا ذلك .
والأنبياء في يوم القيامة يمتنعون عن الشفاعة
ويذكرون ذنوبا وكل منهم يقول : ( نفسي نفسي )
كما في المتفق عليه . والنبي صلى الله عليه
وسلم كان يستغفر الله
،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ( والله إني
لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من
سبعين مرة ) رواه البخاري . ونوح استغفر قال
الله عنه : ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل
بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ) نوح . وحكى
الله عن يونس : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ
مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ
عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا
إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ ) الأنبياء . وغير ذلك من
النصوص عن استغفار الأنبياء . وهكذا الصالحون
قال تعالى : ( وما كان قولهم إلا أن قالوا
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ) آل
عمران. والذي بين جنبيه نفس أمّارة وشيطان
يجري مجرى الدم وقلب متقلِّب كيف يطمئن؟
*ولا يمكن أن يتزكى الإنسان إلا إذا
زكَّاه الله قال تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا
مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ
اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور .
وعن
زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يدعو : ( اللهم إني
أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و
الهرم و عذاب القبر و فتنة الدجال ، اللهم آت
نفسي تقواها، و زكها أنت خير من زكاها أنت
وليها و مولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا
ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و من
دعوة لا يستجاب لها ) رواه مسلم وأحمد
والنسائي وغيرهم .
* ونحن في هذه الظروف إنما سبب مافينا من
الفتن وتداعي الأمم نفوسنا وذنوبنا قال تعالى
: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم )الرعد. وقال تعالى:( قل هو من عند
أنفسكم ) آل عمران . فلا يستثني أحد نفسه ولا
يزكيها ، ولا يد أن نتوب جميعا توبة نصوحا قال
تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعا
أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور .
|