المكتوبة في المسجد وغير المكتوبة في البيت

خطبة جمعة في مسجد قونشلي في إسطنبول في 6 رجب 1439هـ الموافق 23 مارس 2018م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/maktoba.mp3

 

    وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم في المتخلِّفين عن جماعة المسجد:

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ، فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ، فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ، أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا-أي عظْمًا عليه لحْم-، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ-المِرْمَامَة ظِلْف الشاة- لَشَهِدَ العِشَاءَ) متفق عليه.

      وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا) متفق عليه.

     فضيلة جماعة المسجد في المكتوبة:

    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً) متفق عليه. وهناك روايات في المتفق عليه بخمسٍ وعشرين درجة، وذكَر ابن بطال كما في فيض القدير أن اجتماع ملائكة الليل والنهار في جماعتَيِ العصر والفجر كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه .. إشارةٌ إلى أن الدرجتين الزائدتين على خمس وعشرين هما في هاتين الصلاتين، والله أعلم اهـ.

     وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ) رواه مسلم.

      لا يجوز التخلُّف عن الجماعة إلا للمعذور، وليس منهم الأعمى الذي يعرف الطريق:

     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: (هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَأَجِبْ) رواه مسلم.

     وقال عليه الصلاة والسلام: (مَن سمِع النداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لهُ إلا مِن عُذر) .

قال الألباني في صحيح الجامع : صحيح رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ابن عباس.

     والأعذار مثل الخوف والمطر والوحْل والسفر والمرض وأكل الثوم وقضاء الحاجة، والانشغال بمُهمٍّ كمراقبةِ حالِ مريض أو مراقبةِ حراسة.

     غيرُ الفريضة مضاعفةٌ في البيت كمضاعفة الفريضة في المسجد:

    وقال عليه الصلاة والسلام: (صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ) متفق عليه عن زيد بن ثابت.

     وقال عليه الصلاة والسلام: (فضْلُ صلاةِ الرجلِ في بيتِه على صلاتِه حيث يراهُ الناس كفضلِ المكتوبةِ على النافلة) وذكَر المناوي في الفيض أن هذا في النفْل وأما الفرض فصلاته في المسجد أفضل وإن رآه الناس.. وقال: رواه الطبراني عن صهيب بن النعمان، ورمَز المصنف لحسْنهِ قال الذهبي في الصحابي : له حديث رواه عنه هلال بن يساف في الطبراني تفرد به قيس بن الربيع اهـ.

     وذكَر أن الهيثمي قال : فيه محمد بن مصعب ضعَّفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد اهـ.

     وقال عليه الصلاة والسلام: (صلاةُ الرجل تطوُّعا حيث لا يراهُ الناس تعدِل صلاتهُ على أعين الناس خمسًا وعشرين) قال الألباني: صحيح رواه أبو يعلى عن صهيب، ينظر الترغيب.

     الصلاة في الفلاة:

     وقال عليه الصلاة والسلام: (صلاةُ الرجلِ في جماعةٍ تزيد على صلاته وحدَه خمسًا وعشرين درجة، فإذا صلَّاها بأرضِ فلاةٍ فأتمَّ وضوءَها وركوعها وسجودها بلغتْ صلاته خمسين درجة).

قال الألباني: صحيح رواه عبد بن حميد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد اهـ.

      وفي الختام يقول سبحانه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©