خير الجيوش وصمود غزة وغيرها من مواقع الجهاد

خطبة جمعة في مسجد الإصلاح في29صفر1429هـ  7 مارس2008م

 

* قال الترمذي في سننه : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري و أبو عمار وغير واحد قالوا حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة).

هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم وإنما روَى هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقد رواه حبان بن علي العنزي عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . ورواه الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

      * رواه ت د ه حم حب  ك .. قال الشيخ الألباني: صحيح.وذكر الأرناؤوط في تعليقه على مسند أحمد أنه حسن لغيره ، وفي تعليقه على ابن حبان أنه صحيح على شرطهما . و ذكر حسين أسد في تعليقه على الدارمي أنه حسن، وفي تعليقه على أبي يعلى أنه صحيح. وذكر الأعظمي في تعليقه على ابن خزيمة أنه صحيح . وذكر الحاكم في المستدرك أنه على شرطهما إلا أنهما لم يخرجاه لخلاف بين أصحاب الزهري( في وصله وإرساله كما سبق في كلام الترمذي) ووافقه الذهبي. ومن صحّح الحديث أوحسّنه فلأن الوصل زيادة ثقة  ، والقدْح فيها لادليل عليه.ووَرد  الحديث ضمنَ حديث آخر أخرجه ابن ماجه عن أنس ذكر فيه كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأَكثم بن الجون.. وإنْ ذكر الألباني أنه ضعيف جدا. قال ابن حجر عنه في (الإصابة):وأخرجه بن منده من طريق أخرى عن أكثم نفسه وأشار إليها بن عبد البر والله أعلم.كما أورده ابن حجر في (الفتح) وقد ذكر في المقدمة أنه لا يُورِد إلا حديثا محتجا به .

    *خير الأصحاب أربعة ، لأنه يمكن أن يكون منهم وصيٌّ وشاهدان عند الحاجة كما في(فيض القدير للمناوي)، وذكَر أيضا أن الزوجية في الحديث لها نظائر كما في أركان المباني ومنها الكعبة وكذلك الجهات الأربع .  ولا شك أن الشفع والوتر أساس الأعداد في الخلْق ولذلك أقسم الله بهمافي سورة الفجر ..والأرقام  المذكورة هي مضاعفات الأربعة ، وهي في موضوع الحديث مباركة.

     *يدل الحديث على أن الجهاد لا يحتاج إلى أعداد كبيرة إذا وُجد الصـــــــــدق ، و لاسيما في حروب العصابات ( فانفِروا ثُباتٍ ــ جماعات(عصابات) ــ أو انفروا جميعا) النساء . و تصديق ذلك مايجري في فلسطين و في غزة بالذات وكذلك في العراق وفي أفغانستان وفي الصومال وغيرها . وأن الطائفة الظاهرة رغم قلة عددها لا يضرها من خذَلها و لا من خالفها كما في الحديث الآخر (لن يضرُّوكم إلا أذى) آل عمران .

*لم يجْنِ اليهود المجرمون وحلفاؤهم ثمرة عدوانهم في الأسبوع الأخير على غزة الذي خلّف أكثر من مائة قتيل أكثرهم من المدنيين .. واضطروا للإنسحاب لما لاقَوه من الخسائر التي يتكتّمون عليها ثم إذا بهم يُفاجأون بعملية القدس .. لا بد أنْ يدفعوا الثمن ! (ولا تهِنوا في ابتغاء القوم إنْ تكونوا تألَمــُون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) النساء.

     * لقد آن للمسلمين أن يدعموا إخوانهم المجاهدين في كل مكان ولا سيما في فلسطين ، فلا يوجد حلٌّ غير ذلك .. ولا يفهم الكافرون غير هذه اللغة ، فإذا وصل المجاهدون إلى اثني عشر ألفا كما في الحديث على قلب رجل واحد فلن تقف لهم أي قوة .. ومن طلب الموت وُهِبتْ له الحياة  ، وكما أخبر خالد بن الوليد رضي الله عنه الفُرْس بأنه جاءهم بقوم يحبون الموت كما يحبون هم شُرْب الخمر . وقد كان مبدأ فتح الأندلس باثني عشر ألفا عبروا البحر مع طارق بن زياد .وكان للمسلمين ما كان في أوروبا . و لا يردّ الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام اليوم إلا أن يكون المسلمون أقوياء  .      ومعيار قوتهم ذكَرها الحديث. 

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©