الأشهر الحُرُم قيامٌ للناس ومنها أفضل الأيام ( عشر ذي الحجة)

في مسجد الإصلاح بصنعاء بتاريخ  5/12 / 1428هـ  الموافق 14 /12 /2007م

 

     * (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهْر الحرام والهدْي و القلائد) المائدة .

     * الكعبة وحولها البلد الحرام ، و كذلك الأشْهُر الحُرُم ، و مَظاهِر الأَنعام المقَلَّدة في أعْناقها المُهْدَاة إلى البلد الحرام في موسم الحج ... كلُّ ذلك ثقافة عميقة في تاريخ البشر ، لأنها دِينٌ لهم ، ينفعهم الله بها في دينهم و دنياهم  ... فيأمنون بها حتى في أسْوأ الظروف ، كما في الجاهلية وأحْوال الفوضى .. فتقوم أنشطتهم التجارية والاقتصادية و الاجتماعية و السياسـية و الأدبية ... إلخ في أمان . وكذلك تقوم أنشطتهم العبادية كالحج والعمرة ، و هذا يُحدِث حِراكا عالميا  في الأشهر الحرُم  قبلته البلد الحرام ، ينشط فيه الناس في جميع المجالات ، و تقوم أُمور حياتهم .. ويكتسبون كذلك التربية العظيمة ، والأُجور الهائلة الجزيلة من الأعمال الصالحة التي تَتَيَسَّر لهم لِآخرتهم ، وتعود عليهم كذلك بالخير في دنياهم بسبب هذه الفُرَص من مناسك وعبادات ، وزيارات ولقاءات و تصالُحات  وإصلاحات وتبادلات وتداوُلات وتأثُّرات ... إلخ .  فهي قيام للناس تقوم عليها حياتهم .

     * ولذلك يجب تعْميق هذه الثقافة والتوعية بها باستمرار من العلماء والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم والتوجيه ، والنصوص في ذلك كثيرة من الوحيين .

     * ثلُث السَّنة أمانٌ وتربيةٌ متميّزة تكون إعدادا وتهيئة للالتزام على مدار العام (منها أربعة حُرُم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) التوبة . وفي الأشهر الحرُم يسود السلام حتى مع الكافرين إذا لم يعتدوا - فضلاً عن المؤمنين - وتوجد فُرَص للدعوة والتفاهم والحوار ، وهي هدنة إلْزامية ، والحرام حرام طوال السنة ، إلاّ أنه أشد حرْمة في هذه الأشهر (يا أيها الذين آمنوا لا تُحِلّوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدْي ولا القلائد) المائدة . (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ... ألا هل بلّغت ! اللهم فاشهد) متفق عليه عن أبي بكرة . و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) متفق عليه .

      * وهذه العشر أفضل أيام الدنيا كما في الحديث الصحيح عند البزار فهي أفضل أيام الأشهر الحرُم ، لِأن فيها يوم الحج الأكبر (يوم النحر) وهو أعظم الأيام عند الله كما في الحديث الصحيح ، وفيه معظم أعمال الحج ، وفيها يوم عرفة ، والوقوف فيه ركن الحج الأعظم ، وهو أكثر يوم يعتق الله فيه الرقاب ، وصيامه لغير الحاج يُكفّر ذنوب سنتين ، وفيها يوم التروية ، ولا بد أنْ يكون فيها يوم جمعة ، وهو خير يوم طلعتْ فيه الشمس .. والأيام العشْر أفضل في نهارها لوجود الأيام المذكورة فيه ، والعشر الأخيرة في رمضان أفضل في ليلها لوجود ليلة القدر فيه .

     * (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني العشر - ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) البخاري عن ابن عباس  . و ذلك لِأن أمهات العبادات تجتمع فيها ومنها الحج ، ولا تجتمع في غيرها .  

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©