* (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً
للناس والشهْر الحرام والهدْي و القلائد)
المائدة .
* الكعبة وحولها البلد الحرام ،
و كذلك الأشْهُر الحُرُم ، و مَظاهِر الأَنعام
المقَلَّدة في أعْناقها المُهْدَاة إلى البلد
الحرام في موسم الحج ... كلُّ ذلك ثقافة عميقة
في تاريخ البشر ، لأنها دِينٌ لهم ، ينفعهم
الله بها في دينهم و دنياهم ... فيأمنون بها
حتى في أسْوأ الظروف ، كما في الجاهلية
وأحْوال الفوضى .. فتقوم أنشطتهم التجارية
والاقتصادية و الاجتماعية و السياسـية و
الأدبية
... إلخ في أمان . وكذلك
تقوم أنشطتهم العبادية كالحج والعمرة ، و هذا
يُحدِث حِراكا عالميا في الأشهر الحرُم
قبلته البلد الحرام ، ينشط فيه الناس في جميع
المجالات ، و تقوم أُمور حياتهم .. ويكتسبون
كذلك التربية العظيمة ، والأُجور الهائلة
الجزيلة من الأعمال الصالحة التي تَتَيَسَّر
لهم لِآخرتهم ، وتعود عليهم كذلك بالخير في
دنياهم بسبب هذه الفُرَص من مناسك وعبادات ، وزيارات ولقاءات و تصالُحات
وإصلاحات وتبادلات وتداوُلات وتأثُّرات ... إلخ . فهي قيام للناس تقوم
عليها حياتهم .
* ولذلك يجب تعْميق هذه الثقافة والتوعية بها باستمرار من العلماء
والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم والتوجيه ، والنصوص في ذلك كثيرة من الوحيين .
* ثلُث السَّنة أمانٌ وتربيةٌ متميّزة تكون إعدادا وتهيئة للالتزام على
مدار العام (منها أربعة حُرُم ذلك
الدين القيم فلا تظلموا فيهن
أنفسكم) التوبة . وفي
الأشهر الحرُم يسود السلام حتى مع الكافرين
إذا لم يعتدوا - فضلاً عن المؤمنين
- وتوجد فُرَص للدعوة والتفاهم والحوار ، وهي هدنة إلْزامية ، والحرام حرام طوال السنة ،
إلاّ أنه أشد حرْمة في هذه الأشهر (يا أيها
الذين آمنوا لا تُحِلّوا شعائر الله ولا
الشهر الحرام ولا الهدْي ولا القلائد)
المائدة . (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
في بلدكم هذا في شهركم هذا ... ألا هل بلّغت !
اللهم فاشهد) متفق عليه عن أبي بكرة . و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) متفق
عليه .
* وهذه العشر أفضل أيام الدنيا كما في الحديث
الصحيح عند البزار فهي أفضل أيام الأشهر
الحرُم ، لِأن فيها يوم الحج الأكبر (يوم
النحر) وهو أعظم الأيام عند الله كما في
الحديث الصحيح ، وفيه معظم أعمال الحج ،
وفيها يوم عرفة ، والوقوف فيه ركن الحج
الأعظم ، وهو أكثر يوم يعتق الله فيه الرقاب ،
وصيامه لغير الحاج يُكفّر ذنوب سنتين ، وفيها
يوم التروية ، ولا بد أنْ يكون فيها يوم جمعة
، وهو خير يوم طلعتْ فيه الشمس ..
والأيام العشْر أفضل في نهارها لوجود الأيام
المذكورة فيه ، والعشر الأخيرة في رمضان أفضل
في ليلها لوجود ليلة القدر فيه .
* (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله
من هذه الأيام
- يعني العشر
- ولا الجهاد
في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم
يرجع من ذلك بشيء) البخاري عن ابن عباس . و
ذلك لِأن أمهات العبادات تجتمع فيها ومنها
الحج ، ولا تجتمع في غيرها
.
|