لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/homma.mp3
الولاء والأُخُوَّة بين المسلمين عقيـدة
(والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهم أولياءُ بعض)
:
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ وَهُوَ
مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ
: (لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى
تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ
صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
، وَالْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ
يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَهُمْ
يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، أَلَا لَا
يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ
فِي عَهْدِهِ) رواه أحمد وأبوداود وقال
الألباني حسن صحيح ، وقال
الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .
وعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي
تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ
كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ
وَالْحُمَّى) متفق عليه واللفظ للبخاري .
وهذا في المشاعر والعواطف ، والله يقول :
(والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهم أولياءُبعض)
التوبة .
و عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمُؤْمِنُ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ
بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ)
متفق عليه واللفظ
للبخاري ، وهذا في القوّة المادّيّة ،
و قال تعالى : (إن الله يُحِبُّ الذين
يُقاتِلون في سبيلِهِ صَفًّا كأنَّهم
بُنْيَانٌ مرصوص) الصف .
فريضة النُّصْرة :
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمُسْلِمُ
أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا
يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ
أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ
فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ
اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ
يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا
سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
رواه البخاري . وهذا في وجوب النُّصْرة .
وعَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ
تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ
تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى
بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ
إِخْوَانًا ، الْمُسْلِمُ أَخُو
الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ
وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ
، التَّقْوَى هَا هُنَا) ، وَيُشِيرُ إِلَى
صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ( بِحَسْبِ
امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ
الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى
الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ
وَعِرْضُهُ) رواه
مسلم . وهذا أيضًا في وجوب
النُّصْرة ، وعدم الاحتقار والتمييز بالطبقة
أو النسب أو ما يُسَمَّى اليوم الجنسيّة ،
ورحِم الله سيد قطب الذي قال إن جنسيّة
المسلـم عقـيدته .
أحداث بلاد الشام والواجب :
1- قتلٌ ذريعٌ يوميّا لا يقل عن مائة ضحِّيّة
منذ سنتين ، و مناصرةٌ للظالم المجرم بشكلٍ
مكشوفٍ من جهاتٍ معلومةٍ مُتَبَجِّحة
مُتَبَلطِجة ، ولؤمٌ وخُبْثٌ و مشاعر باردةٌ
من سائر الدّوَل الغربية الكافرة .
2- تجاهلٌ من سائر الدويلات في بلاد
المسلمين مع أن مناصرة المظلومين فريضة .. و
بعد أنْ كنّا ثوبًا واحدًا مُتجانسًا أصبحنا
بفعل المنهج الغربي الحاقد ثوبًا من سبعٍ
وخمسين رُقعةً ، فكل دُوَيلةٍ لها عَلَمها
وجِنْسِيَّتُها .
3- أين تَدْيِيْنُ أهل السنّة للصراع ؟..
أليس الطرف الآخر يتعاملون بصورة دينيّة و
مرجعيّاتهم دينيّة و إنْ كانوا في ضلال مبين؟
و كثيرٌ من أهل السنّة وهم أهل الذين الحق ،
لا يزالون يَستَحْيُون من شعارات الإسلام ، و
لا يرجعون إلى العلماء، ويكتفون بالرؤوس
الجُهال ، ويجعلون الدين مُحَايِدًا ، ولو
استعانوا بالدين لَأَرْضَوا الله ثمّ
لَحَشَدوا مليارًا ونصف المليار من أهل السنة
مع إمكاناتهم .
4- لا يجوز التفرُّج ، فالقتال بين
المسلمين لا بدّ من حسْمِهِ بالصلح ، وإلا
فبالقتال ضدّ الطرَف الباغي ، فكيف إذا كان
القتال مع النُّصيريين المارقين ؟.. قال تعالى
: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ، فَإِن
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ، فَإِن فَاءتْ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ) الحجرات.
5- كيف يتعامل الأوروبيين فيما بينهم ؟..
تجاهَلوا جنسيّاتهم وقومياتهم حتَّى أسّسوا
الاتحاد الأوروبي ، وحرَصوا على تقديم أنواع
المعُونات لبعضهم ، كما في أوضاع إفلاس قبرص
أخيرًا و إفلاس اليونان وإفلاس إيطاليا وإفلاس
البرتغال وأسبانيا ؟ ..
وفي الماضي تحالَف الغربيّون في الحرب
العالمية لمحاولة درْء الخطَر ، وبعد الحرب
اعتمد الغربيون (الإدارة الأمريكية، ومعها
البُرجُوازيات الأوروبية واليابانية) مشروع
مارشال لإعادة بناء أوروبا ، التي دمّرتْها
الحرب العالميّة على مدَى خمس سنوات ، و
ركَّزوا على ألمانيا واليابان ، في حين يحرص
هؤلاء الغربيون الكافرون في كل الأحوال على
تفريقنا ، ومنع أيّ تقارُبٍ بيننا .
قال تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا إن
تُطيعوا الذين كفروا يَرُدُّوكم على أعقابِكم
فَتَنقلِبُوا خاسرين) آل عمران . |