رمضان حصنٌ والدولة الكبرى حِصْن

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 10رمضان 1434هـ الموافق 19 يوليو 2013م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/hesn.mp3

    عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) رواه البخاري .

     عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) رواه مسلم .

      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ. وذلك كلَّ ليلة) أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي ، و أخرجه البيهقي وهو عنده وعند ابن حبان وابن خزيمة بدون (واو) في قوله : (ومرَدَة الجن) .

     يؤخذ من الحديث :

    1- أن الله يُهَيِّءُ أقدارًا لِنُصْرَة دينه منها تفتيح الجنان وإغلاق النيران وتصفيد مَرَدَة الشياطين ونحوذلك مما في الحديث وغيره وهذا يترك آثاره على النفوس .

     2- أن هذه الآثار ملموسة و فيها إعجاز نبَوِي ، فنرى المصلّين والمبادرين إلى الخيرات يزدادون جدًّا بصورة ملموسة مشاهَدَة في رمضان .

     3- و المعونات الإلهية القدَريّة تشكّل حِصْنًا حصِينًا للأمة ، ومنها رمضان الذي تمتدُّ آثارهُ على مَدَى العام ، و المعونات ملموسة كثيرة في شتَّى المجالات ومنها المعونات في تدْيِين الصراع ، وفي قدَر أن دولة الإسلام كبرى ، لأن أمة الإسلام كبرى من كل الجنسيّات وهي مُلْزَمةٌ بالإخاء والتوادّ والنُّصْرة والوَلاء .

     قال تعالى : (إنما المؤمنونَ إخوة) الحجرات . وقال تعالى : (والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهم أولياء بعض) التوبة . وقال عليه الصلاة والسلام : (مثلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثَل الجسد) متفق عليه .

      4- ولأننا في آخر الزمان فقد ساءتْ حال المسلمين بمؤمرات شياطين الإنس والجن وصاروا غثاءً كغثاء السيل وتشتَّتوا شِيَعًا وأحزابًا ، وكثُرت الولاءات ، وانتشرتْ ظاهرة إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ، وعظُمَت المُؤامرات من الأعداء وصارت هنالك صعوباتٌ جِدِّيّة في عودة هذه الدولة الكبرى .

     ولكنَّ ربنا سبحانه قيّض أقدارًا خارقة لتدْيِين الصراع ، لأن قوة الأمة في مربّع الدين و يريد أعداؤنا أن ينقلونا إلى مربع العلْمَنة وهو مربّع الديمقراطية حتى نصبح أسرى فتاواهم الديمقراطية التي يعبدونها أحيانا ، ويأكلونها أحيانا.

     ومن أقدار تدْيِين الصراع أن الله قدّر عودة دولة الخلافة في مقابل تديين الأعداء للصراع و تَدْيِينه بوجود خوارق الدجال باسم الدين الباطل .

     و لذلك كان من أقدار الله الخارقة ظهور المهدي الذي جعله الله بصفاتٍ قَدَريّة ، وأيّدهُ بآيات مثل آية خسْف الجيش ، والانتقال من نصرٍ إلى نصر ، ثم نزول عيسى بمعجزاته ومنها قتْل صاحب الخوارق الباطلة وهو الدجال ، وظهور سلاح عيسى في الدّمار الشامل وهو أنه لا يجِد أحدٌ ريح نَفَسه إلا مات ، كما في صحيح مسلم ، ولذلك يؤمِن كل مَن في الأرض.

     5- وليس الاعتماد على هذه الأقدار من التواكُل بل من التفاؤل بها والأخذ بأسبابها بجِدِّيَّة مع التفاعُل  ..كما يستفيد الكافرون من تدْيِين الصراع  من جانب واحد كما في دولة اليهود و كذلك من وجود ألاعيب الماسونية والدجال .

     و لأننا دون استفادةٍ من قدَر دولة الإسلام الكبرى  و من تَدْيِين الصراع كما ذكَرنا ، أصابنا التّمزّق والصراعات والجدال في البدَهِيّات كما في الجدال الآن في اليمن في حجيّة الشريعة الإسلامية و في دين الدولة..

     مع أن الإيمان يمانٍ ، وليس الإسلام عقيدة اليمن فحسب ، وإنما هو عقيدة أمةٍ لا تغيب عنها الشمس ، وكما في الجدال حول صلاة التروايح مع أنه يصليها مليار ونصف في الأمة .

     وجرَى ما جرَى في مصر وفي سورية لأننا أقاليم متفرّقة يستَفْرِدون بكل إقليم على حِدَة ، وذلك عندما صدَّقتْ الأمة أنها دويلاتٌ مستقلَّة ، وأنها عِصِيٌّ مُفْرَدة وليستْ حُزْمةً مترابطة تستعْصي على الكسْر.    

     ولو أن الأقاليم التي تنفَّسَتْ الصُّعَدَاء أخيرًا شكّلتْ باجتماعها دولة كبرى واحدة ، كما فعلتْ ذلك من قبْل : الولايات المتحدة أو روسية الاتحادية ، أو الصين أو الهند ، ونبَذَتْ هذه الأقاليم منهجيّة أعدائها في تمزيقها دويلات و تخديرها بالاستقلال عن بعضها.. لكان ذلك حِصنًا حصينًا لها من كل المؤامرات ، وإذا كان الماء قُلَّتين لم يَحْمِل الخبَث!!..

     إذا اجتمعت هذه الأقاليم لكانت المؤامرات تتكسّر على صخْرتها ، كما تكسّرت النّزعة الانفصالية في الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في سنوات أربع من 1861 م إلى 1865م ، والنّزعة الانفصالية لِإيرلندة الشمالية عن بريطانية ، والنزْعة الانفصالية لإقليم الباسك عن إسبانية ..

     وفي الختام يقول سبحانه : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) هود .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©