لسماع
الخطبة
عبر برنامج " الريل بلاير "
اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/hesn.mp3
عن
أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ
أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ
جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) رواه
البخاري .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِذَا جَاءَ
رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ،
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ
الشَّيَاطِينُ) رواه مسلم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
(إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ
رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ
الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ،
فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ
مِنْهَا بَابٌ، وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا
بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ
الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ
النَّارِ. وذلك كلَّ ليلة) أخرجه الترمذي وابن
ماجه وابن خزيمة والحاكم وصحَّحه ووافقه
الذهبي ، و أخرجه البيهقي وهو عنده وعند ابن
حبان وابن خزيمة بدون (واو) في قوله :
(ومرَدَة الجن) .
يؤخذ من الحديث :
1-
أن الله يُهَيِّءُ أقدارًا لِنُصْرَة دينه
منها تفتيح الجنان وإغلاق النيران وتصفيد
مَرَدَة الشياطين ونحوذلك مما في الحديث وغيره
وهذا يترك آثاره على النفوس .
2- أن هذه الآثار ملموسة و فيها إعجاز
نبَوِي ، فنرى المصلّين والمبادرين إلى
الخيرات يزدادون جدًّا بصورة ملموسة مشاهَدَة
في رمضان .
3- و المعونات الإلهية القدَريّة تشكّل
حِصْنًا حصِينًا للأمة ، ومنها رمضان الذي
تمتدُّ آثارهُ على مَدَى العام ، و المعونات
ملموسة كثيرة في شتَّى المجالات ومنها
المعونات في تدْيِين الصراع ، وفي قدَر أن
دولة الإسلام كبرى ، لأن أمة الإسلام كبرى من
كل الجنسيّات وهي مُلْزَمةٌ بالإخاء والتوادّ
والنُّصْرة والوَلاء .
قال تعالى : (إنما المؤمنونَ إخوة)
الحجرات . وقال تعالى : (والمؤمنونَ
والمؤمناتُ بعضُهم أولياء بعض) التوبة . وقال
عليه الصلاة والسلام : (مثلُ المؤمنينَ في
توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثَل الجسد) متفق
عليه .
4- ولأننا في آخر الزمان فقد ساءتْ حال
المسلمين بمؤمرات شياطين الإنس والجن وصاروا
غثاءً كغثاء السيل وتشتَّتوا شِيَعًا وأحزابًا
، وكثُرت الولاءات ، وانتشرتْ ظاهرة إعجاب كل
ذي رأيٍ برأيه ، وعظُمَت المُؤامرات من
الأعداء وصارت هنالك صعوباتٌ جِدِّيّة في عودة
هذه الدولة الكبرى .
ولكنَّ ربنا سبحانه قيّض أقدارًا خارقة
لتدْيِين الصراع ، لأن قوة الأمة في مربّع
الدين و يريد أعداؤنا أن ينقلونا إلى مربع
العلْمَنة وهو مربّع الديمقراطية حتى نصبح
أسرى فتاواهم الديمقراطية التي يعبدونها
أحيانا ، ويأكلونها أحيانا.
ومن أقدار تدْيِين الصراع أن الله قدّر
عودة دولة الخلافة في مقابل تديين الأعداء
للصراع و تَدْيِينه بوجود خوارق الدجال باسم
الدين الباطل .
و لذلك كان من أقدار الله الخارقة ظهور
المهدي الذي جعله الله بصفاتٍ قَدَريّة ،
وأيّدهُ بآيات مثل آية خسْف الجيش ، والانتقال
من نصرٍ إلى نصر ، ثم نزول عيسى بمعجزاته
ومنها قتْل صاحب الخوارق الباطلة وهو الدجال ،
وظهور سلاح عيسى في الدّمار الشامل وهو أنه لا
يجِد أحدٌ ريح نَفَسه إلا مات ، كما في صحيح
مسلم ، ولذلك يؤمِن كل مَن في الأرض.
5- وليس الاعتماد على هذه الأقدار من
التواكُل بل من التفاؤل بها والأخذ بأسبابها
بجِدِّيَّة مع التفاعُل ..كما يستفيد
الكافرون من تدْيِين الصراع من جانب واحد كما
في دولة اليهود و كذلك من وجود ألاعيب
الماسونية والدجال .
و لأننا دون استفادةٍ من قدَر دولة
الإسلام الكبرى و من تَدْيِين الصراع كما
ذكَرنا ، أصابنا التّمزّق والصراعات والجدال
في البدَهِيّات كما في الجدال الآن في اليمن
في حجيّة الشريعة الإسلامية و في دين الدولة..
مع أن الإيمان يمانٍ ، وليس الإسلام
عقيدة اليمن فحسب ، وإنما هو عقيدة أمةٍ لا
تغيب عنها الشمس ، وكما في الجدال حول صلاة
التروايح مع أنه يصليها مليار ونصف في الأمة .
وجرَى ما جرَى في مصر وفي سورية لأننا
أقاليم متفرّقة يستَفْرِدون بكل إقليم على
حِدَة ، وذلك عندما صدَّقتْ الأمة أنها
دويلاتٌ مستقلَّة ، وأنها عِصِيٌّ مُفْرَدة
وليستْ حُزْمةً مترابطة تستعْصي على الكسْر.
ولو أن الأقاليم التي تنفَّسَتْ
الصُّعَدَاء أخيرًا شكّلتْ باجتماعها دولة
كبرى واحدة ، كما فعلتْ ذلك من قبْل :
الولايات المتحدة أو روسية الاتحادية ، أو
الصين أو الهند ، ونبَذَتْ هذه الأقاليم
منهجيّة أعدائها في تمزيقها دويلات و تخديرها
بالاستقلال عن بعضها.. لكان ذلك حِصنًا حصينًا
لها من كل المؤامرات ، وإذا كان الماء
قُلَّتين لم يَحْمِل الخبَث!!..
إذا اجتمعت هذه الأقاليم لكانت المؤامرات
تتكسّر على صخْرتها ، كما تكسّرت النّزعة
الانفصالية في الولايات المتحدة في الحرب
الأهلية في سنوات أربع من 1861 م إلى 1865م ،
والنّزعة الانفصالية لِإيرلندة الشمالية عن
بريطانية ، والنزْعة الانفصالية لإقليم الباسك
عن إسبانية ..
وفي الختام يقول سبحانه : (وَأَنِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا
إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)
هود . |