لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/gflh.mp3
أهمية الفرائض و النوافل :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ قَالَ :
مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ
بِالْحَرْبِ ، وَ مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ
عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا
افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَ مَا يَزَالُ
عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ
حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ
كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَ
بَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَ يَدَهُ
الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، و َرِجْلَهُ الَّتِي
يَمْشِي بِهَا ، وَ إِنْ سَأَلَنِي
لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَ لَئِنْ اسْتَعَاذَنِي
لَأُعِيذَنَّهُ ،
وَ مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا
فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ
يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ
مَسَاءَتَهُ)
رواه البخاري .
اهتمامات النبيِّ عليه الصلاة و السلام و جيلِ
الصحابة :
قال تعالى : (يا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا
قَلِيلاً ،ِنصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ
قَلِيلاً ،أوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ
الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ، إِنَّا سَنُلْقِي
عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) إلى أنْ جاء
التخفيف : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ
تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ
الَّذِينَ مَعَكَ ، وَاللَّهُ يُقَدِّرُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن
تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا
مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) المزّمّل
.
عن سعد بن هشام قال قُلْتُ لعائشة رضي
الله عنها : أَنْبِئِينِى عَنْ قِيَامِ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ..
فَقَالَتْ أَلَسْتَ تَقْرَأُ (يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ) قُلْتُ بَلَى ، قَالَتْ :
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ
قِيَامَ اللَّيْلِ فِى أَوَّلِ هَذِهِ
السُّورَةِ فَقَامَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَوْلاً (حتى
انْتَفَخَتْ أقدامُهم) ، وَأَمْسَكَ
اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَىْ عَشَرَ شَهْرًا
فِى السَّمَاءِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ
فِى آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ
فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ
فَرِيضَةٍ.. رواه مسلم .
و عن عَلِيِّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنَّ حُسَيْنَ
بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ
أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ
عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَةً فَقَالَ : (أَلَا
تُصَلِّيَانِ؟) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ: أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا
شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ،
فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ
يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ
وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ
يَقُولُ: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ
شَيْءٍ جَدَلًا)
متفق عليه .
و عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ بَعَثَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ
إِلَى الْيَمَنِ قَالَ وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ ، قَالَ
وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ .. ثُمَّ قَالَ :
يَسِّرَا وَ لَا تُعَسِّرَا ، وَ بَشِّرَا
وَلَا تُنَفِّرَا) ، فَانْطَلَقَ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ ، وَكانَ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي
أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ
أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ،
فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ
صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى
بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، وَ
إِذَا هُوَ جَالِسٌ وَقَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ
النَّاسُ ، وَ إِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ
جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقَالَ
لَهُ مُعَاذٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
قَيْسٍ أَيُّمَ هَذَا ؟ قَالَ هَذَا رَجُلٌ
كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، قَالَ : لَا
أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، قَالَ : إِنَّمَا
جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ ، قَالَ : مَا
أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، فَأَمَرَ بِهِ
فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ ، فَقَالَ : يَا
عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟
قَالَ أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، قَالَ
فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ
أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ
قَضَيْتُ جُزْئِي مِنْ النَّوْمِ ، فَأَقْرَأُ
مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي فَأَحْتَسِبُ
نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ..
متفق عليه .
و في الشرح : أتَفوَّقه : أقرأه شيئا بعد
شيء ، من فُواق الناقة وهو أن تُحلَب و
تُتْرَك مرةً بعد مرّة . أحتسب : أطلب ثواب
نَوْمَتي و ثواب قَوْمَتِي
.
شرَف أهل العبادة و الصلاح عند الله :
عَنْ سَهْل بن سعد قَالَ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : (مَا تَقُولُونَ فِي
هَذَا ؟) قَالُوا : حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ
يُنْكَحَ ، وَ إِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ ،
وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ . قَالَ ثُمَّ
سَكَتَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ
الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ : (مَا تَقُولُونَ فِي
هَذَا ؟) قَالُوا : حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ
لَا يُنْكَحَ ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا
يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَذَا خَيْرٌ مِنْ
مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا)
رواه البخاري .
و عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَأَى
سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ
فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَ تُرْزَقُونَ إِلَّا
بِضُعَفَائِكُمْ؟) رواه البخاري .
قال في (الفتح) :
"رأى" أي ظنّ ، وهي رواية النسائي . "على من
دونه" زاد النسائي: "من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم" أي بسبب شجاعته ونحو ذلك .
(هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) في رواية
النَّسائي: (إنما نصَر الله هذه الأمة
بضَعَفَتهم ، بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم)
، وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند أحمد
والنسائي بلفظ: (إنما تنصرون وترزقون
بضعفائكم) قال ابن بطال: الضعفاء أشدُّ
إخلاصًا في الدعاء لعدم التعلق بزُخْرف الدنيا
.. اهـ . بتصرُّف .
و عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: (خَيْرُ
الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا
أَرْبَعُمِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ
أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا
عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ)رواه
حم، د ، ت قال حسن
غريب.
تَمَيُّزُ النبيّ داود الخليفة القاضي القويّ
.. في الاستفادة من العبادات :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ على آله و صحبه و سَلَّمَ :
(أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ
دَاوُدَ ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَ يُفْطِرُ
يَوْمًا ، وَ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى
اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ
نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ
وَيَنَامُ سُدُسَهُ)
متفق عليه . و في رواية أخرى في المتفق عليه
في وصْف داود عليه السلام: (و لا يَفِرُّ إذا
لَاقَى) يعني بسبب القوّة التي يتمتّع بها
كما في قوله تعالى
:
(اصْبِرْ
عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا
دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ،
إنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ
يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ، وَ
الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ
،وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ
الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) ص
.
قال
ابن كثير في تفسيره عن أهمية قيام الليل :
قال ابن جرير: حدثنا يعقوب، حدثنا ابن
عُلَيَّة ، عن أبي رجاء محمد ، قال: قلت
للحسن: يا أبا سعيد، ما تقول في رجلٍ قد
استظْهَر القرآن كله عن ظهْر قلبه ، ولا يقوم
به ، إنما يُصلِّي المكتوبة؟ قال: يتوسَّدُ
القرآن .. لعَن الله ذاك !!... قال الله
تعالى للعبد الصالح: (وَ إِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ
لِمَا عَلَّمْنَاهُ) يوسف . (وَ عُلِّمْتُمْ
مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا
آبَاؤُكُمْ) ، قلتُ: يا أبا سعيد ، قال الله :
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)
، قال: نعم ، و لو خمْس آيات . و هذا
ظاهرٌ من مذهب الحسن البصري أنه كان يرى حقًا
واجبًا على حَمَلة القرآن أن يقوموا و لو
بشيءٍ منه في الليل؛ و لهذا جاء في الحديث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن رجل
نام حتى أصبح ، فقال: (ذاك رجلٌ بالَ الشيطان
في أذُنِه) متفق عليه ، فقيل معناه نام عن
المكتوبة ، وقيل عن قيام الليل .
و عن عليٍّ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ و سَلَّمَ : (أَوْتِرُوا يا أهلَ
القرآن) رواه أبو داود والترمذي والنسائي
و ابن ماجة وقال الترمذي: حسن ، و عن ابن
مسعود رضي الله عنه مِثْله ، رواه أبو داود
وابن ماجة .
و عن بريدة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ و سَلَّمَ: (مَن لم يُوتِرْ فليس
مِنَّا) رواه أحمد و أبو داود .
و الراجح ما قاله ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد
، والحسن ، وقتادة ، و غير واحد من السلَف: إن
هذه الآية نَسَخت الذي كان الله قد أوجبَه على
المسلمين أولًا من قيام الليل
... و قد ثبَت في الصحيحين أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لِرجلٍ: (خمسُ صلواتٍ
في اليومِ والليلة) .. قال: هلْ عليَّ غيرها؟
قال: (لا إلَّا أن تَطَّوَّع) متفق عليه
.
اهـ . بتصرُّف .
يقول المتنَبِّي عن الاهتمام أو التَّشخيص أو
التخطيط عندما يُغْفِل أُمورًا مُهِمَّة:
يقولُ لِيَ الطّبيب : أكَلْتَ شيئاً ...
و داؤُك في شرابِك والطّعامِ
و ما في طِبِّه أنّى جَوَادٌ (حِصان)
... أضرَّ بِجِسْمه طُولُ الجَمَامِ
(الرَّاحَة)
فإنْ أَمْرَضْ فما مَرِضَ اصْطِبَارِي ... و
إن أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتِزَامِي
وفي الختام يقول سبحانه : (و قال اللّهُ
إنِّي معكم لَئِنْ أقَمْتُمُ الصلاةَ و
آتيتُمُ الزكاة...) المائدة . |