لسماع
الخطبة
عبر برنامج " الريل بلاير "
اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/dlmo.mp3
قالت
عصفورة لأختها في يوم بارد : انظري إلى رحمة
الصيّاد يذبح العصافير التي علِقَتْ بشبَكته ،
ودموعه تسيل على خدَّيه ، فردَّتْ أختها عليها
: لا تنخدعي ، وانظري إلى فِعْل يديه ، ولا
تنظري إلى خدّيه ، فإن الدموع تسيل على خدَّيه
بسبب البرد ، وهو حريصٌ لذلك على الاستدفاء
بأكل لحوم أخواتنا .
هل يمكن أن يصِل المعنى بهذا المثل إلينا
لكي نُدْرِك حقيقة أفعال أعدائنا من الكفار
والمنافقين بنا .
المنافقون وأهل الكتاب إخْوَة :
إنهم حِلفٌ واحد ، بل إخوة ، قال تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا
يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ
أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا
نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ
قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ
يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) الحشر . فهم
صادقون في الأخوّة لكفرهم ، وكاذبون في صِدْق
النُّصرة لجُبْنهم ، لأن الله يقول في السياق
ذاته : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ
مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا
يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ
لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا
يُنْصَرُونَ ، لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً
فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) ، ولأن
الكافرين والمنافقين في نَسَقٍ واحد قال تعالى
: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)
النساء ، بل قال سبحانه : (إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ
مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)
النساء , ولأجل عداوتهم المحقَّقة قال تعالى
: (ياأيُّها النبيُّ جاهدِ الكفّارَ
والمنافقين واغلُظْ عليهم) التوبة .
لاينبغي مواجهة المسلَّحين المحاربين دون
استعداد بالقوة والسلاح :
ولا يجوز للمؤمنين أن يتعرَّضوا للبلاء
الشديد على أيدي المنافقين والكافرين دون
استعداد بالقوّة والسلاح ، عَنْ حُذَيْفَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ
أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) قِيلَ: وَكَيْفَ
يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: (يَتَعَرَّضُ مِنَ
الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ) رواه أحمد
و
ابن ماجه ، والترمذي والبزار ، والقضاعي
والبيهقي ، والبغوي ، وغيرهم وقال الترمذي:
حسن غريب ،
وقال الحافظ العراقي في (تخريج أحاديث
الإحياء): إسناده جيد . وقال الألباني صحيح .
لايَطلب الحُكْم الإسلامي من ليستْ معهم
قوَّةٌ كافية :
ومن البلاء طلَب الحُكم قبل استكمال
أساسه وهو القوة ، ولذلك أمر الله المسلمين
بكفّ أيديهم في مكة قبل الاستكمال ، قال تعالى
:
(أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ) النساء .
وأما طلب الحكم بالديمقراطية فلا يرضاه
الله ، قال تعالى : (فَغَيْرَ اللَّهِ
أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) الأنعام ،
إذْ ليس الشعب حكَمًا ولا الدستور مرجِعًا
مفصَّلًا ، و الأعداء كذلك لا يرضَون،وأحداث
الجزائر وغزة وتونس وليبية وسورية و مصر و
اليمن شاهدة ، والمؤمن لا يُلدَغ من جُحْرٍ
واحدٍ مرَّتين كما في المتّفق عليه،ولاينفع من
شَعْبٍ إلا الأرقام الصحيحة المجاهدة.
وأعداؤنا مُتَكتِّلون جميعًا فلا يُجْدِي
إلا تكتُّلنا كأمة،وبالمعيار العدَدِي قال
تعالى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ
صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ... الْآنَ
خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ
فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ
مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)
الأنفال .وقال تعالى: (وقاتِلوا المُشركين
كافةً كما يُقاتِلونكم كافة) التوبة.
الضرْبة الجويّة من أمريكة على سورية ليستْ
حِرصًا على المسلمين ، والأعداء لا يستفاد
منهم إلا عند دفْع الله بعضِهم ببعض ، وليس
عند تواطؤهم :
وبعض الناس يؤمِّلون في الضَّرْبة التي
ربما يوجهها الأعداء على الأعداء في سورية :
أهل الكتاب على النصيريين ، وهو سراب ، فالذين
تواطؤُوا إلى الآن على مقْتل نحو مائة وعشرين
ألف نفس ، لن تكون ضرْبتهم غَيرةً على
الإنسانية ، وإنما هي إحدى مؤامراتهم ،
وإدخالٌ لنا في برنامجهم لتحقيق أهدافهم ،
لأنهم كما قال سبحانه: (لا يرقبون في مؤمن
إلًّا ولا ذمة) التوبة ، وكما قال سبحانه :
(وإذا خَلَوْا عضُّوا عليكم الأناملَ من
الغيظ) آل عمران .
وربما بعد أن اطمأنُّوا على تدمير سورية
يريدون بالضربة ذريعةً وعربونا للتدخُّل لمنْع
المجاهدين والشعب المُضَحِّي من قطْف ثمرة
التضحية والجهاد قال تعالى: (مَا يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
البقرة . أو يريدون التغطية على مصر.
وفي الختام يقول سبحانه : (وَلَا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا
تُنْصَرُونَ) هود . |