العام الجديد والعُمْر

خطبة جمعة في مسجد قونشلي في 3 من محرم 1440هـ الموافق 13 سبتمبر 2018م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/alam.mp3

       أول العام الهجري محطةٌ للمراجعة :

       قال الحسن البصري رحمه الله : يا ابنَ آدم إنما أنت أيامٌ فإذا ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُك.

       والعبادات والتكاليف مربوطة بالعمر وبالتوقيت كالبلوغ والصلاة والزكاة والصوم والحج والطلاق والعِدَّة والحيض والنفاس ومُدَد المعاهدات وهكذا...

       وقال العالِم الوزير في الدولة العباسية يحيى بن هبيرة رحمه الله:

والوقتُ أَنْفَسُ ما عُنِيتَ بحفْظِه *** وأَراهُ أسهلَ مَا عليكَ يَضِيْع

       وعن أبي بَرزةَ الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا تزولُ قدَمَا عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأَل عن عمرِهِ فيمَ أَفْناه؟ وعن علمِهِ فيمَ فَعَلَ فيه؟ وعن مالِهِ من أين اكتَسَبَه؟ وفِيمَ أنفقه؟ وعن جِسمِه فِيمَ أبلاه؟) . رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

      وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ) رواه البخاري.

      كما أقسَم الله بالعصر في سورة العصر وهو الدهر.. وقال تعالى : (...أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الزمر.

       ندَم الكافرين الذين لا يُقيمون وزنًا للإسلام ولا للمراجعة :

       قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عنهم عند حضور الموت: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الْمُؤْمِنُونَ.

       وَقَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْهُمْ فِي حَالِ حَشْرِهِمْ: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} الم السَّجْدَة.

       وقال تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ كلامهم عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ: {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} إبراهيم، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الْأَنْعَامِ .

      وَقَالَ تَعَالَى عنهم وقد دخلوا النار وهم في عذابها: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} فَاطِرٍ .

       ندَم المؤمنين المُقَصِّرين عند حضور الموت:

       وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} الْمُنَافِقُونَ.

      فضيلة صيام يوم عاشوراء في شهْر المحرَّم:

      عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عن صيام يوم عاشوراءَ: (يُكَفّرُ السنةَ الماضية) رواه مسلم.

      وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ) وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ. رواه مسلم.

      وفي الختام يقول سبحانه: (فإِذا فَرَغْتَ فانصَبْ وإلى ربِّكَ فارْغَبْ) الشرْح.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©