هل الصواعق مرسلة على الشياطين؟:

فتاوى لإذاعة صنعاء بتاريخ 16/12/1412هـ الموافق 17/6/1992م

السؤال:

   بعض الناس يقول إذا أصيب إنسان بصاعقة عند نزول المطر، يقول : إنه قد التصق بهذا المصاب شيطان. فهل هذا صحيح؟ وهل الصواعق مرسلة في الأصل على الشياطين؟

الجواب:

  ليس الكلام المذكور صحيحاً؛ لأن الصواعق ليست مخصوصة بالشياطين، وإنما يرسلها الله على من يشاء من عباده إما عقاباً، أو ابتلاءً سواء كان هؤلاء العبيد من الجن أم من الإنس، قال تعالى: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء). وبذكر سبب نزول هذه الآية يتبين أن الصواعق ليست مخصوصة بالشياطين، ففي (الصحيح المسند من أسباب النـزول) للشيخ الوادعي، قال في سبب نزول الآية ما يلي: (في مجمع الزوائد عن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال: أيش ربك الذي تدعوني؟ من حديد هو؟.. من نحاس هو؟.. من فضة هو؟.. من ذهب هو؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأعاده النبي صلى الله عليه وسلم الثانية فقال مثل ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأرسله إليه الثالثة فقال مثل ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله فد أنزل على صاحبك صاعقة فأحرقته) فنزلت هذه الآية (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) رواه أبو يعلى البزار  ونحوه) إلى أن قال الهيثمي صاحب (مجمع الزوائد) كما نقل الو ادعي: (ورجال البزار رجال الصحيح غير ديلم ابن غزوان وهو ثقة). وذكر الهيثمي أنه رواه أيضا الطبراني في (الأوسط) كما أن الوادعي ذكر أنه رواه البيهقي في (الأسماء والصفات) والتقى سنده بسند البزار في أثنائه.

    هذا ولعله اختلط على بعض الناس أمر الشهب التي يرجم بها الشياطين المسترقون للسمع بأمر الصواعق، مع أن الفرق بينهما واضح، فالصواعق يمكن أن يصاب بها أي أحد، وهي ذات علاقة بوقت تجمّع السحب، أما الشهب فهي خاصة بالشياطين الذين يسترقون السمع من الملائكة، ويمكن أن يرجم بها الشياطين في أي وقت ولا تظهر في النهار بسبب ضوء الشمس، أما في الليل فإنها تظهر كما هو مشاهد كقذيفة منقضة يتبعها خط من النور اللامع. قال تعال: ( إنَّا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب، وحفظاً من كل شيطان مارد، لا يسمعون إلى الملأِ الأعلى ويقذفون من كل جانب، دحورا ولهم عذاب واصب، إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب). وإذا وصل ما يقوله العلم الحديث إلى درجة الحقيقة من أن الشهب عبارة عن أجزاء مادية انفصلت من كواكب والنجوم بعد انفجارها وأخذت تسبح في الفضاء فإذا اقتربت من الأرض انجذبت إليها بشدة فاحترقت باحتكاكها بالهواء بسبب سرعة الانجذاب الهائلة، وقد تصل منها بقايا إلى سطح الأرض، إذا وصل هذا الكلام إلى درجة الحقيقة فلا تعارض بينه وبين كون هذه الشهب رجوماً للشياطين، لأن الملك القادر سبحانه لا يعجزه أن يربط عندما يشاء بين الانجذاب المذكور وما يتبعه، وبين رمي الشياطين المسترقين للسمع بحيث يحدث الأمران في وقت واحد، والله أعلم.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©