بعض المآخذ على المجاهدين لا تمنع نصرتهم:

27/1/2009م

السؤال:

  هنالك بعض المآخذ الشرعية على بعض المجاهدين في فلسطين ، وهنالك من العلماء من يفتي بعدم دعمهم بسبب وجود هذه المآخذ ، فما القول في ذلك؟ سائل .   

الجواب:

     *المجاهدون بكل المقاييس أفضل من القاعدين (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، فضّل ا المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة و كلا وعد الله الحسنى ، و فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما،درجات منه و مغفرة و رحمة و كان الله غفورا رحيما) النساء .

     *الجهاد ذروة سنام الإسلام وعلامة صدق الإيمان (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) الحجرات .

     *و مع ذلك لايمكن أن يكون المجاهدون معصومين ، فهم بشر يذنبون كما يذنب البشر ، (كل بني آدم خطّاء) حم ت ه ك وقال الألباني إنه حسن .  و ذنوبهم مغفورة ، قال تعالى : (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار) آل عمران .

    *عن ابن عمر قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا ، فجعل خالد يقتل ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره ، فقلت : والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، حتى قدمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع يديه فقال : (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين . رواه البخاري . وهذا الذي حصل من خالد على سبيل الخطأ لم يؤثر على موقع خالد في الجهاد واستمراره فيه و دعم الرسول صلى الله عليه وسلم له ، وقوله عنه كما في الحديث : عن وحشي بن حرب  أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد وسيف من سيوف الله سلَّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين) رواه أحمد وغيره وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح بشواهده ، و في (المستدرك) سكت عليه الذهبي . وذكر الألباني في(صحيح الجامع) عن عمر حديثا بمعناه ، وذكَر أنه صحيح .

    *قاتَل الصحابة مع بني أمية ولهم مآخذ عليهم ومنهم الصحابي أبو أيوب الأنصاري  الذي دُفن بجوار سور القسطنطينية .

     *والمجاهدون في فلسطين هم القائمون على الجهاد هناك ، لا يوجد سواهم و حديث الطائفة الظاهرة متواتر ، و في المتفق عليه عن معاذ بن جبل موقوفا أنهم بالشام ، ويؤيد ذلك حديث (لا يزال أهل الغرب ظاهرين) رواه مسلم ، وذكر الإمامان أحمد وابن تيمية أن المقصود بأهل الغرب أهل الشام ، لأنها تقع إلى الغرب من جهة المدينة .وانتصارهم رغم خذلان غيرهم لهم دليل على أنهم الفرقة الظاهرة ، وخاذِلهم إنما يضر نفسه ، قال صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم لا يُسْلمه ولا يظلمه و لا يخذله) متفق عليه . و قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم و بينهم ميثاق) الأنفال. و لا يوجد ميثاق بيننا وبين اليهود يقرُّه الشرع .

     *هنالك بعض المآخذ على بعض من لهم علاقة بالجهاد ، وينبغي تقديم النصح لهم فيها ، مع استمرار الدعم والولاء للمجاهدين ، مثلما ينصح الوالد ولده و لا يقصّر في توفير محتاجاته .

     *من هذه المآخذ انتشار المعازف في الأناشيد ، والأصل في المعازف الحرمة ، وانتشار صور من نحسبهم شهداء ومجالس الاحتفال بهم سواء على سبيل العزاء أم التهنئة ، مع أن القائد صلاح شحادة رحمه الله نهى عن ذلك تبعًا لنهي الشرع عن ذلك ، ومن ذلك التساهل في أمر النساء وحجابهن في المحافل و في المناسبات و في بعض الأعمال مع أن المرأة عورة كما في الحديث عند الترمذي ، والأصل قرارها في مملكتها في البيت لأداء واجبها الحيوي العظيم هناك ، وقد كان الشيخ أحمد ياسين رحمه الله يمنع من اشتراكهن في العمليات الاستشهادية ، وكذلك التساهل في ترديد بعض المصطلحات المستوردة ، واللازم الاقتصار على مصطلحات الشرع . و بالله التوفيق.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©