شبهة ورد:

بتاريخ 21/2/1414هـ الموفق 9/8/1993م

السؤال:

 إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار ؟

الجواب:

قوله تعالى: (وجنة عرضها السماوات والأرض) دليل على أن طول الجنة أكبر من ذلك؛ لأن الطول كما هو معلوم أكبر من العرض، والمقصود من ذلك بيان سعة الجنة؛ وليس معنى أن عرضها السماوات والأرض أنها فيها، بل هي في مكان آخر فوق السماوات كما تدل الأحاديث وإنما المقصود أن عرضها، وهي في ذلك المكان الآخر يساوي مسافة السماوات والأرض. وكذلك النار هي في مكان آخر غير السماوات والأرض، وغير مكان الجنة، وكأن صاحب الشبهة يظن أن الله ليس لديه من الأمكنة المخلوقة ألا السماوات والأرض لذلك أطلق هذه الشبهة. وفي مسند الأمام أحمد أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك دعوتني إلى الجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله. فأين الليل إذا جاء النهار) يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن الليل يكون في مكان آخر إذا جاء النهار. فكما أن الليل والنهار ليسا في مكان واحد معاً، فكذلك الجنة والنار كل منهما في مكان. وهذا يدل أيضاَ على إمكان انتقال أي منهما كما ينتقل الليل والنهار. ومما يؤكد مكان الانتقال قوله تعالى: (وجيء يومئذٍ بجهنم) وقوله سبحانه (وإذا الجنة أزلفت) والجنة والنار مخلوقتان ويدل على ذلك أدلة كثيرة منها أن الرسول رآهما ليلة الإسراء والمعراج قال تعالى عن تلك الليلة ورؤية الرسول جبريل على صورته: (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى) فهناك عند السدرة جنة المأوى، بمعنى أن الجنة موجودة مخلوقة. وقال تعالى عن قوم نوح: (مما خطيئاتهم أغرقناهم فأدخلوا نارا) وقال عن آل فرعون: (النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) فهذا يدل على وجود النار. والآية التي في السؤال فيها قوله تعالى: (أعدت للمتقين) بمعنى أنها قد أعدت وأنها موجودة... الخ.

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©