*حرية الرأي على
المستوى الرسمي :
أجمل القرآن مهمات الدولة في قوله
تعالى : (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا
الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا
عن المنكر) الحج . والدول في ديار الإسلام لا
تقوم رسميا بهذه المهمات بحجة حرية الرأي عملا
بسنة الغرب في ذلك . فيستوي أن تكون في بلد
مسلم أو غير مسلم في عدم تجريم السلطة
النيابية لتارك ركن الصلاة التي تمثل الصلة
بالله ، و منها الجمعة فريضة الأسبوع ، والتي
تمثل الفرق الرئيس بين المسلم و الكافر ,والتي
إذا صلحت صلح كل شيء و إذا فسدت فسد كل شيء .
وعدم اكتراث السلطة التنفيذية بذلك في المرافق
العامة والخاصة ، وكذا السلطة القضائية ، ما
عدا في بلد أو بلدين بصورة خفيفة .
وكذلك الحال بالنسبة للركن
العملي الثاني الزكاة الذي يمثل الصلة
بالمجتمع ما عدا في بعض البلاد التي تستغلها
رافدا للخزينة ، ولا تفردها ببيت مال ولا
موازنة ، و لا تصرفها في مصارفها ، وبعضها
اهتمت بها أخيرا لمحاصرتها بتوجيه من الغرب
لغرض إيقاف الأنشطة الخيرية لأنها بزعمهم تدعم
الإرهاب.
و أما الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فمهمل كذلك من السلطات الثلاث .
ففي مجال العقيدة مثلا تنتشر
باسم الحرية العقائد الباطلة كالتنصير
والباطنية و القبورية و السحر والشعوذة و
تكفير الصحابة و التشريعات المناقضة للشريعة
كالدساتير و القوانين التي تكرس المساواة بين
المسلم و الكافر وتفرق بين المنتمين لأمة
الإسلام بتكريس و ترسيم الجنسيات و العصبيات
و تقديس تكريس الاستقلال بين أوطان المسلمين
والتشريع للربا و غير ذلك من المحظورات .
و في مجال الأخلاق تنتشرأنواع
الفساد و التحلل و التبرج وإخراج المرأة إلى
كل مجال ومرفق لتسهيل لقائها بالرجل باسم حرية
العمل و الثقافة و الرأي و السياحة و الإعلام
...إلخ .
وفي مجال السياسة تنتشر حرية
التكتل ، إمعانا في تكريس تقديس الاستقلال و
التعددية المقدسان ابتداء ، وإنشاء المنظمات
التي تنفذ سياسات الأعداء ، مما يؤدي لتمزيق
البلد والانفصالات و إنشاء كيانات مستقلة ،
وتكريس الفوضى الخلاقة التي لا يمكن أن يبقى
معها استقرار .
*حرية الرأي على مستوى ما يُسَمَّى بالمعارضة
:
تجد هذه الانحرافات مسلمات و
بدهيات و محل قبول ومحل توافق بين السلطة و ما
يُسمَّى بالمعارضة ، و كل طرف منهما ينافس
الآخر في اعتمادها و يتهم الآخر بأنه ينتهكها
، وأنه هو يسعى لتجذيرها ، ويتسابقان لدى
الغرب لإثبات كل طرف منهما أنه عند حسن الظن
في الالتزام بها ..
و كلها في النهاية مناهضة
للاستسلام لشرع الله و العبودية له الذي هو
معنى الإسلام ، و الذي خلق الناس له ( و ما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات .
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم) النساء . ( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة
إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة
من أمرهم) الأحزاب . ويمارسها الطرفان بعلم
وبجهل و بتأويل وغير تأويل .
*حرية الرأي
على المستوى الإعلامي :
يتغنَّى الإعلام الرسمي و
المعارض بهذا المنهج باسم الحرية ، ويعمل على
تجذيره في النفوس ، ولا يسمح رغم تشدقه
بالحرية للطرح الشرعي الذي يدعو إلى الإلزام
بالصلاة والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
و الإلزام مثلا بتبني العقيدة السليمة ومنع ما
سواها في بلد الإسلام ، والإلزام بتبني الحجاب
الشرعي ، والعودة عموما إلى النهج الإسلامي .
وتعتمد وسائل الإعلام و الإعلان في الجملة على
المرأة كوسيلة للترويج والجذب ، اقتداء
بالحرية المنفلتة في الغرب (فإن أول فتنة بني
إسرائيل كانت في النساء) . رواه مسلم .
وتتراكم الفتن والفساد باسم الحرية (ما تركت
بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) متفق
عليه .
|