آثار الحرية الغربية على حرية الرأي في بلاد المسلمين

محور من ندوة مع  الشيخ عبد الوهاب الديلمي والشيخ أمين مقبل والشيخ عارف الصبري في دورة لنقابة المعلمين في 21 شعبان 1430هـ الموافق 12أغسطس2009م في قاعة جامعة الإيمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    

      *حرية الرأي على المستوى الرسمي :

    أجمل القرآن مهمات الدولة في قوله تعالى : (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر) الحج . والدول في ديار الإسلام لا تقوم رسميا بهذه المهمات بحجة حرية الرأي عملا بسنة الغرب في ذلك . فيستوي أن تكون في بلد مسلم أو غير مسلم في عدم تجريم السلطة النيابية لتارك ركن الصلاة التي تمثل الصلة بالله ، و منها الجمعة فريضة الأسبوع ، والتي تمثل الفرق الرئيس بين المسلم و الكافر ,والتي إذا صلحت صلح كل شيء و إذا فسدت فسد كل شيء . وعدم اكتراث السلطة التنفيذية بذلك في المرافق العامة والخاصة ، وكذا السلطة القضائية ، ما عدا في بلد أو بلدين بصورة خفيفة  .

     وكذلك الحال بالنسبة  للركن العملي الثاني الزكاة الذي يمثل الصلة بالمجتمع  ما عدا في بعض البلاد التي تستغلها رافدا للخزينة ، ولا تفردها ببيت مال ولا موازنة ، و لا تصرفها في مصارفها ، وبعضها اهتمت بها أخيرا لمحاصرتها بتوجيه من الغرب لغرض إيقاف الأنشطة الخيرية لأنها بزعمهم تدعم الإرهاب.

      و أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمهمل كذلك من السلطات الثلاث .

      ففي مجال العقيدة مثلا تنتشر باسم الحرية العقائد الباطلة كالتنصير والباطنية و القبورية و السحر والشعوذة و تكفير الصحابة و التشريعات المناقضة للشريعة كالدساتير و القوانين التي تكرس المساواة بين المسلم و الكافر وتفرق بين المنتمين لأمة الإسلام بتكريس و ترسيم الجنسيات  و العصبيات و تقديس تكريس الاستقلال بين أوطان المسلمين والتشريع للربا و غير ذلك من المحظورات .

     و في مجال الأخلاق  تنتشرأنواع الفساد و التحلل و التبرج وإخراج المرأة إلى كل مجال ومرفق لتسهيل لقائها بالرجل باسم حرية العمل و الثقافة و الرأي و السياحة و الإعلام ...إلخ .

     وفي مجال السياسة تنتشر حرية التكتل ، إمعانا في تكريس تقديس الاستقلال و التعددية المقدسان ابتداء ، وإنشاء المنظمات التي تنفذ سياسات الأعداء ، مما يؤدي  لتمزيق البلد والانفصالات و إنشاء كيانات مستقلة ، وتكريس الفوضى الخلاقة التي لا يمكن أن يبقى معها استقرار .

     *حرية الرأي على مستوى ما يُسَمَّى بالمعارضة :

     تجد هذه الانحرافات مسلمات و بدهيات و محل قبول ومحل توافق بين السلطة و ما يُسمَّى بالمعارضة ، و كل طرف منهما ينافس الآخر في اعتمادها و يتهم الآخر بأنه ينتهكها ، وأنه هو يسعى لتجذيرها ، ويتسابقان لدى الغرب لإثبات كل طرف منهما أنه عند حسن الظن في الالتزام بها ..

     و كلها في النهاية مناهضة للاستسلام لشرع الله و العبودية له الذي هو معنى الإسلام ، و الذي خلق الناس له ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات . (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء . ( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الأحزاب . ويمارسها الطرفان بعلم وبجهل و بتأويل وغير تأويل .

      *حرية الرأي على المستوى الإعلامي :

     يتغنَّى الإعلام الرسمي و المعارض بهذا المنهج باسم الحرية ، ويعمل على تجذيره في النفوس ، ولا يسمح رغم تشدقه بالحرية للطرح الشرعي الذي يدعو إلى الإلزام بالصلاة والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و الإلزام مثلا بتبني العقيدة السليمة ومنع ما سواها في بلد الإسلام ، والإلزام بتبني الحجاب الشرعي  ، والعودة عموما إلى النهج الإسلامي . وتعتمد وسائل الإعلام و الإعلان في الجملة على المرأة كوسيلة للترويج والجذب ، اقتداء بالحرية المنفلتة في الغرب (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) . رواه مسلم . وتتراكم الفتن والفساد باسم الحرية (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) متفق عليه .  

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©