يتآمرون على اليمن

خطبة عيد الفطر في مصلى جامعة الإيمان في غرة شوال 1431هـ الموافق 10 سبتمبر 2010م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/yemen.mp3

    العيد محطة فرَح وتراحم :

     العيد محطةُ فرَحٍ لتجديد النشاط و استئناف الكدْح ، فرَحٍ بالطاعات الماضية ، وعزْمٍ على المزيد منها ، و هذا هو الفرَح الصحيح قال تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) يونس .  و أما فرَح غير المسلمين فهو فرَحٌ في غير محله ، قال تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) القصص . وقال تعالى : (و فرِحوا بالحياةِ الدنيا و ما الحياةُ الدنيا في الآخرةِ إلا متاع) الرعد .

    ولأن المسلمين جسدٌ واحد فلا بد أن يفرحوا جميعا ، ولذلك شُرعت زكاة الفطر لكي يفرح الفقراء مع الأغنياء بهذه المناسبة فالزكاة حقٌّ لهم ، وكذلك لترميم صيام الصائم من خَلَل اللغو والرفث ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرةً للصائم من اللغو و الرفث و طُعْمَةً للمساكين ، من أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات . رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عباس  ، و قال الألباني صحيح . فاحرصوا على الفقراء في عيدكم ، ولا بد من إشباعهم من الجوع و كسائهم من العُرْي وعلاجهم من المرض ، حتى لو كان الشخص قد أخرج زكاته ، و لم تصل إليهم فالصحيح أن في المال حقّاً غير الزكاة .

     من التراحم شعور المسلم بما يجري في الباكستان :

     و مع فرَح المسلمين بهذه المناسبة فعليهم ألا ينسوا الأخطار المحْدِقة بالأمة ، ففي الباكستان فيضانات و من شدة الإرهاب الغربي تعرقلت الإغاثات إلى الآن رغم أن المتضررين يصلون إلى العشرين مليونا ، ورغم هذه الكارثة العظيمة فالطائرات الأمريكية بدون طيار لا تزال تقصف الباكستان المنكوبة ، يطعنون في الميت وليس في دينهم ومبادئهم  الأخلاق أو الإحسان أو أن الطعن في الميت حرام ، هذه حقيقة أخلاق الحلف الصليبي اليهودي .

     وفي غزة والعراق رغم الانسحاب :

     وغزة لا تزال تحت حصار وقصف هذا الحلف المجرّد عن الإنسانية ، وإنسحابهم من العراق لا شك أنه إنهزام لمخططهم الواسع بعد  أن ارتكبوا جرائم حرب في المدنيين وغيرهم ، و قتلوا مع عملائهم مئات الآلاف وشردوا الملايين واستخدموا وجربوا الأسلحة الممنوعة إنسانيا ، كالسلاح النووي المحدود ، و كما حصل ذلك منهم  في العراق والباكستان حصل في فلسطين و أفغانستان . و هذا الانسحاب من المدن والمناطق السكنية  في العراق إلى القواعد داخل البلد ، وقد أوكلوا إكمال المخطط إلى من اطمأنوا أنهم سوف يقومون مقامهم .

     قال الحيص بيص :

مَلَكْنا فكان العدلُ منا سجيَّةً   ***    فلما ملكْتم سال بالدَّمِ أبْطُحُ

وحلَّلْتُمُ قتلَ الأسارَى وطالما   ***    غَدَونا على الأسْرَى نمنُّ ونصفحُ

فحسبُكُمُ هذا التفاوُتُ بيننا  ***    فكلُّ إناءٍ بالذي فيه يَنْضَحُ

     تحضير اليمن للدمار في كل المجالات :

     وعلى مدى سنوات وهم يحضِّرون اليمن مباشرة و بوسائط بإثارة الصراعات ، وإقامة الكيانات المسلحة المسيطرة ، التي يراد لها أن تكون دويلات ،  ويضغطون .. كما يُفْعَل بالطائر الذي يُلْزَم بحضانة بيوض غيره  فإذاهي بيوض ثعابين وتماسيح وعقارب ، فتكون مهمته توفير الدفء والبيئة وإهمال الحذر من أبناء مزيَّفين يقومون  في النهاية بإهلاكه .

    إنهم يعبثون بالأمن والاقتصاد وبنية الدولة ويشجعون من يقوم بذلك ويتباكون  ويعقدون الفعاليات استهانةً بالعقول .. كيف يقفز الريال تلك القفزات الكبيرة ، ثم يتراجع فجأة ، و كيف سيكون الحال في الأيام القادمة ؟ قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ ) آل عمران . 

و من رعَى غَنَماً في أرضِ مَسْبَعةٍ   ***     ونام عنها تولَّى رَعْيَها السبُعُ

     التحضير لمزيد من التدخُّل :

    إنهم منذ بداية عامهم الميلادي يَعقِدون المؤتمرات والمُلتقيات ويُطلقون التحذيرات عن اليمن ، وكلها في المعايير الدولية تدخلات في صُلْب السيادة ، ولكن هؤلاء القوم لا يردعهم رادعٌ من مبادئ و لا قِيَم و لا أخلاق ، ولا يقيمون وزناً لغير القوة .

    إنهم يتوعدون أن تكون الحرب الثالثة الكبرى بعد أفغانستان والعراق في اليمن ، ويقولون بأن اليمن أخطر من الباكستان ، وأن إمكاناتهم في اليمن أقل عشر مرات مما عليه في الباكستان ، وقِطَعهم البحرية في البحرين العربي والأحمر ، إنهم يُحَضِّرون ويُهَيِّئون الناس للتصعيد والتدخُّل .. لا يرحمون ضعفاً و لا يَرْثُون لفقرٍ و لا يكترثون لِمُعاناة , رغم ورود ذلك في تقاريرهم قال تعالى : (..لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران.     

     تزييفهم للوعي وغفْلة بعض المسلمين :

     والعجيب أن هنالك من ينتظر منهم عونا ونُصْحا ، و مَن يعتبرهم العالم المتحضِّر وهم أصحاب جرائم الحرب ، وهم الذين استعملوا السلاح النووي  في اليابان ، وقتلوا من أبناء دينهم في الحربين العالميتين ستين مليونا ، وهم أصحاب الهولوكوست صدقوا أم كذبوا  فالإدانة في مُرَبَّعهم ، فهم أقصر من باع العلا والمكارم . وأخيرا يزعم زاعمهم أنه سوف يحرِق المصحف في الحادي عشر من سبتمبر!! قاتلهم الله  ، يُهدّد ثم يتراجع ، يقيسون ردود الأفعال ويعبثون بالمشاعر ، و هم بهذا يُخْرِجون شيئا مِمَّا في صدورهم ، فهل يستيقن الجاهلون ، ويستيقظ الغافلون ؟ قال تعالى : (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) البينة .

و لا تَشَكَّ إلى خَصْمٍ لِتُشْمِتَهُ    ***   شكْوَى الجريح إلى الغِرْبان والرَّخَمِ

    إن بداية المعالجات هي الوقوف في وجه تزييف الوعي فآلتهم الإعلامية و السياسية الضخمة في بلادهم و في بلاد المسلمين تعتمد في الدرجة الأولى على هذا التزييف ، وعليه يمضون في خطط التنفيذ .

     الموقف الشرعي :

     و لا بد من تصحيح المواقف في ضوء الولاء والبراء الشرعيين (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) الممتحنة . ( اتق الله و لا تطع الكافرين والمنافقين) الأحزاب .  والرجوع إلى العلماء (ولو ردُّوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لَعَلِمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء . وعلى العلماء القيام بواجبهم في كل ذلك و غيره ، ولا بد من التناصح والتناهي عن المنكرات (فلما نسوا ما ذُكِّروا له أنجينا الذين ينهون عن السوء) الأعراف .  واللجوء إلى الله لجوء اضطرار بالدعاء بالفرج (فلولا إذْ جاءهم بأسنا تضرَّعوا) الأنعام . قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) الفرقان . والإكثار من الذكر (فاذكروني أذكركم ) البقرة .  والإكثار من الاستغفار (وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون) الأنفال .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©