لسماع
الخطبة
عبر برنامج " الريل بلاير "
اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/tmaioz.mp3
الاحتفال بالعيد تعظيمٌ لشعيرةٍ من شعائر الله
:
يحِلُّ علينا العيد وهو مناسبة فرَح رغم
الآلام و حروب الفوضى الخلاقة التي يشُنُّها
الغرب وعملاؤُه على أمة الإسلام في غزة وسورية
والعراق وليبية والصومال وأفغانستان وباكستان
واليمن وغيرها من بلاد الإسلام ، و المسلمون
كما يَصبِرون على المشقة يفرحون بالمناسبة ،
تمامًا كما يصبرون على الصوم ويفرحون بالفطر
كما في الحديث المتفق عليه .
إننا نفرح بالفطر لأنه مناسبة إنجاز عبادة
، ونفرح بالعيد لأنه مناسبة إنجاز عبادات
عديدة مهمة في شهر رمضان . قال تعالى: (قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ) يونس .
الاحتفال رغم فوضى الحرْب الخلَّاقة :
والابتلاءات والآلام التي نعاني منها -
رغم شدتها لأنها في آخر الزمان وشيخوخته ،
ورغم أنها مؤمراتٌ إقليمية ودولية من الكافرين
والمنافقين والمفسدين - هي في مآلِها لمصلحة
المسلمين من أجل الفرْز والفوز ، فرْز
الصالحين عن المجرمين وفوز الصالحين في
مجموعهم بالحُسْنَيَيْنِ كليهما في نهاية
المطاف ، ولا يمنع ذلك من الفرَح لأن
الحُسْنَيَيْنِ فرَح .
وممَّا نفرح به رغم التضحيات صمود غزة
أمام غطْرسة اليهود وحرْب الإبادة ، وضرْبهم
العدوِّ رغم شدة الحصار و المعاناة من القصف
من كل الجهات، وصمودُهم من آيات الله فإن
الطائفة الظاهرة لا يضرُّها من خالفها ولا من
خذلها كما في الحديث المتواتر .
وأما الابتلاءات في اليمن فإنها متنوِّعة
فمنها أزمة المشتقات النفطية التي يُعاقَب
الناس فيها مرتين : مرةً بالانقطاع ومرةً
بانتظار رفْع السعر ، وكذلك أزمة الكهرباء ،
إضافة إلى اختلالات الأمن في كل مكان ،
فالمجموعات المسلحة تختار المنطقة التي تريدها
لكي تفعل بها ما تشاء ، والدولة تتفرَّج أو
تتوسَّط كجمعية خيرية ، وغالبًا ما تستفيد
المجموعات المسلحة من تلك الوساطات حتى اضطر
الناس للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم ، وغالبا ما
تكون النتيجة أن يُقتَلوا ويتشرَّدوا ويفقدوا
ممتلكاتهم ، بل تفقد الدولة مرافقها
وممتلكاتها ومقرَّاتها ، ويتسِّع نفوذ
المسلَّحين ، ويستمر ذوبان الدولة وتناقصها و
اختزال اختصاصاتها ، مع ترويج الدولة الدعاوَى
المُضلِّلة و الزيف ومزاعم الحلول عن طريق
المبادرة والحوار ، وواضحٌ لكلِّ مراقب أن
الذي يجري مُرَتَبٌ ومُمَنهجٌ داخليًّا
وخارجيًّا ، ولا يخْفَى على الناس ، ولا قوة
إلا بالله .
قال عليه الصلاة والسلام : (ثُمَّ
فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا
مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ
لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ،
تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا
مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى
يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ،
فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ ،
وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ،
فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا
الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ
غَدِهِ) رواه أحمد وأبوداود .
زكاة الفِطْر وستُّ شوال كما في إرواء الغليل
للألباني بتصرُّف :
1- حديث ابن عمر: فرَض رسول الله صلى الله
عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو
صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى
والصغير والكبير من المسلمين " رواه الجماعة .
وتابعه عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر به مثل
لفظ الكتاب لكنه لم يقل " من رمضان ". وزاد: "
وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى
الصلاة ". أخرجه البخارى وأبو داود والنسائى
والدارقطنى والبيهقى. وهذه الزيادة عند مسلم
أيضا .
2- حديث ابن عباس: " من أدَّاها قبل
الصلاة فهى زكاة مقبولة , ومن أداها بعد
الصلاة فهى صدقةٌ من الصدقات ". حسن ، أخرجه
أبو داود وابن ماجه والدارقطنى والحاكم
والبيهقى من طريق مروان بن محمد: حدثنا أبو
يزيد الخولانى ـ وكان شيخ صدق , وكان ابن وهب
يروى عنه ـ حدثنا سيار بن عبد الرحمن الصدفى
عن عكرمة عن ابن عباس قال: " فرَض رسول الله
صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من
اللغو والرفث , وطعمة للمساكين , من أدَّاها
... " الخ. وقال الدارقطنى: " ليس فيهم مجروح
".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط البخارى "
ووافقه الذهبى , وأقره المنذرى فى " الترغيب "
والحافظ فى " بلوغ المرام " , وفى ذلك نظر ,
لأن مَن دون عكرمة لم يخرج لهم البخارى شيئا ,
وهم صدوقون سوى مروان فثقة , فالسند حسن , وقد
حسَّنه النووى فى " المجموع " ومن قبله ابن
قدامة فى " المغنى " .
ثم رأيت العلامة ابن دقيق العيد فى " الإلمام
" قد تعقب الحاكم بمثل ما تعقبتُه به , ولكنه
أشار إلى تقوية الحديث , والحمد لله على
توفيقه .
3- حديث أبى سعيد: " كنا نخرج زكاة الفطر
إذ ْكان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صاعًا من طعام , أو صاعا من شعير أو صاعا من
تمر , أو صاعا من زبيب , أو صاعا من أقط "
متفق عليه
وزاد فى آخره البخارى والترمذى: "
فلما جاء معاوية , وجاءت السَّمْراء قال: "
أرى مُدًّا من هذا يَعدِل مُدَّين " - زاد
الترمذى: من تمْر. - قال: فأخَذ الناس بذلك ,
قال أبو سعيد: فلا أزال أخرجه كما كنتُ أخرجه
" . ليس عند البخارى " أو صاعًا من أقط ".
وجاءت الزيادة عن السَّمْراء أو الحنطة أيضًا
عند مسلم .
4- حديث ابن عمر: " أمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغير والكبير
, والحُرِّ والعبْد مِمَّن تَمُونون " رواه
الدارقطنى (ص 200) قال الألباني حسن .
5- حديث أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ
صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ
شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر) رواه
أحمد ومسلم والترمذي . |