السِّكِّين حاضِرةٌ ، لَكِنَّ الدَّمَ من الإنسان

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 3 رمضان 1434هـ الموافق 12 يوليو 2013م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/skin.mp3

    عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) . متفق عليه .

    ومما يؤخذ من الحديث :

    1- عِظَم درجة الصيام ومكانته عند الله ، فالعبادات كلُّها لِلّه ، إلا أن لِلّه مزيدَ عناية واختصاص بالصيام.

    2- الصيام ستْرٌ من الأهواء والشهوات ، والأخلاق المذمومة والعادات السيئة ومنها القات والدخان ، وسترٌ من النار وغفرانٌ للذنوب .

     3- الصيام تربية على ضبطِ النفس من الاسفافِ وتعويدٌ للحزْم والصبر على متطلّبات الحياة الجماعية .

     4- الصيام كلُّه خير وبرَكة ، حتى رائحة الفم ، و بما في ذلك الجوع والعطش ، والشعور بالإرهاق والضعف ، للمصالح الكثيرة التي منها المصالح الصحية .

     5- عواقب الصيام الأفراح والمسرّات في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك سرور الإنجاز عند الفِطر والعيد ، ثم سرور باب الرّيان و المثوبة والأجر وعُلوّ الدرجات .

    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لاَ تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى) . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا المُدْيَةَ . رواه أحمد والشيخان و النسائي .

     و مما يؤخذ من الحديث :

     1- الدنيا ابتلاء وليست للنعيم المحض أو الاستقرار .

     2- الخصومة فجورٌ وجحْدٌ للحقوق إلا من رحِم الله ، وقد يصل الفجور إلى حدّ القضاء على الحق نفسه .

     3- ليست الدنيا دار الفصل النهائي فقد لا يصل الحق إلى صاحبه حتى في عهد النبوّة ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلاَ يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ) متفق عليه .

     4- قد يحدث التصحيح في الدنيا بإعادة الحق إلى صاحبه ، والناس محتاجون للحكمة لكي يُصارَحوا بالحق .. وقد لا يكون ذلك إلا يوم القيامة ، فال تعالى : (إنّ يومَ الفصلِ ميقاتُهم أجمعين) الدخان .

     5- الرئيس المصري هو صاحب الشرعية والحق كما هو معلوم عند العقلاء، ولكن أهل الفجور وَلَغُوا في التآمر والتنفيذ لِسلْب الحق بكل الإمكانات وسفْك الدماء والاعتقالات وتمكين الأعداء والمجرمين وقلْب الحقائق  وفي مقدّمة المتآمرين الغرب والدول المبتدعة والدول المُحَنَّطة في ديار المسلمين ..كما عبّر القرآن (يبغُونها عِوَجًا) ، و يريدون وضْع مصر أهم بلد إسلامي في قلْب الأمّة على شفا حرْبٍ أهليّة يمكن أن تُدَمّر كل شيء .

      قاتَلَهم الله .. قال تعالى : (... أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا) هود .

     وكذلك الحال في سوريّة بمنطِق الرافضة الذي مضمونه : إما أن نَحكُم الأمَّة بغير منهجها ، وإمّا أن نُدمِّرها ، وهو مَنطِق قابيل حين أخفَق في القبول : (قال لأَقْتُلَنَّك !! قال إنما يَتَقَبَّل الله من المُتّقين) المائدة .

     وهذا العِوَج الذي لا إنسانية فيه ولا رحمة ولا إسلام  ،على حدِّ قول المثَل: (السِّكّين حاضِرةٌ ، والدَّمُ من الإنسان)..و تربية الصيام تمنَع أهل الإيمان من كلِّ ذلك.

     وأنتم مدْعُوُّون لِدعْم إخوانكم المظلومين المنكوبين في سورية فبادروا..    

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©