لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/shawdh.mp3
علاج
الجسد :
إن الإسلام
يحرص على صحة المسلمين ، وعلى مدى قرون من
الزمن عاش المسلمون أصحاءَ بفضل الله ثم بفضل
الثقافة الصحية التي أوجدها الإسلام فيهم .
عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَنَّهُ قَالَ ( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ
فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ
بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) . رواه أحمد
و مسلم .
و قال الألباني :
عن أسامة بن شريك مرفوعا بلفظ ( تدَاوَوْا فإن
الله عز و جل لم يضع داءً إلا وضَع له دواءً
غير داءٍ واحد .. الهرم ) ، زاد في رواية (
علِمَه من علِمَه وجَهِله من جَهِله ) أخرجه
البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي
وابن ماجة وابن حبان والحاكم والطيالسي
والحميدي وأحمد والزيادة له في رواية و هو
صحيح .
( يا عباد الله تداوَوا فإن الله لم يضع
داء إلا وضع له دواء غير داء واحد .. الهرَم )
.
تخريج السيوطي ( حم 4 حب ك ) عن أسامة بن شريك
، تحقيق الألباني ( صحيح )
.
أمهات الأشْفِية :
القرآن :
قـال تعالى: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ
إَلاَّ خَسَاراً ) الإسراء .
و قال تعالى: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ
عَلَيْهِمْ عَمًى ) فصلت .
الرقية والدعاء:
عَنْ بعض وَلَدِ سَعْد بن أبي وقاص عن
سعد أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ
عَلَى سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمَكَّةَ فَبَكَى
قَالَ (مَا يُبْكِيكَ؟) ، فَقَالَ : قَدْ
خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ التي
هَاجَرْتُ مِنْهَا كَمَا مَاتَ سَعْدُ ابْنُ
خَوْلَةَ ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم
: (اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ، اللَّهُمَّ
اشْفِ سَعْدًا) ثَلاَثَ مِرَارٍ .
العسل :
و قال تعالى: ( يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا
شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء
لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ ) النحل .
الحبة السوداء :
عن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( فِي الْحَبَّةِ
السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا
السَّامَ ) قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَالسَّامُ
الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ
الشُّونِيزُ . متفق عليه .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا عبيد
الله . أنبأنا إسرائيل عن منصور عن خالد بن
سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في
الطريق ، فقدمنا المدينة وهو مريض ، فعاده ابن
أبي عتيق وقال لنا عليكم بهذه الحبة السوداء ،
فخذوا منها خمسا أو سبعا ، فاسحقوها ثم
اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي
هذا الجانب ، فإن عائشة حدثتْهم أنها سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن
هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا أن يكون
السام ) قلت وما السام ؟ قال ( الموت ) .
أخرجه ابن ماجه و قال الشيخ الألباني : صحيح .
الحجامة
و القُسط :
عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ
صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ
فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ : ( إِنَّ
أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ
وَالْقُسْطُ الْبَـحْرِيُّ ) ، وَقَـالَ : (
لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَـمْزِ
مِنْ الْعُذْرَةِ ( اللّوْزَتين )
وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ ) و غَمْز اللوزتين
عَصْرهُما , متفق عليه .
و بالاستفادة من هذه الأشفية قد لا يحتاج
كثير من الناس إلى المستشفيات و الأطباء ،كما
كان عليه حال المسلمين خلال القرون الماضية ،
و تشجيع الإسلام على التداوي في كثير من
النصوص يدخل فيه إضافةً إلى ما سبق الاهتمام
بأنواع الطب و علومه و كل المؤسسات التشخيصية
و الدوائية و العلاجية .
العلاج من مرض النفاق :
و كما يحرص المرء على العلاج من أمراض
الجسد و يجتهد في البحث عن الطبيب النِّطاسِيّ
وعن التشخيص العلمي للمرض و عن العلاج و يبتعد
عن الخرافات و الشّعْوَذَة .. فلا بد أن يحرص
على مثل ذلك في أمراض النفس ، و منها مرض
المسارعة في الاستيراد و الشعوذة السياسية في
كل الأزمان ، و لا سيما في هذا الزمان الذي
يتمايز فيه الناس إلى فسطاطَيْ نفاق و إيمان
، كما في حديث فتنة الدهيماء ( الديمقراطية )
عند أحمد و أبي داود الذي ذكر الألباني صحّته
. قال تعالى :
(
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن
تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن
يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ
عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ
فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) المائدة .
و قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ
بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن
قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى
الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ
بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ
ضَلاَلاً بَعِيداً ،
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا
أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ
الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودا ،
فكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ
يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ
إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ، أولَئِكَ الَّذِينَ
يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ
فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ) النساء
بالعلم :
و داء المسارعة في الاستيراد علِمَه مَن
عَلِمه و جهِله من جهِله أيضا في زمان فتنة
الدهيماء و الشعْوذة السياسية و زمان التمايُز
إلى فسطاطَيْ إيمان و نفاق ، و لا يفطن
لتلبيسات المسارعة و الشعوذة إلا العلماء
الربانيون و لو كانوا مغمورين في زمان قبْض
العلماء و وقوع بعض العلماء الباقين فيما
وقعوا فيه من اتباع سَنَن علماء أهل الكتاب ,
و إدمان بعضهم في الدخَن و استيراد في المناهج
..
قال تعالى : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء
اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) الزمر .
إن الديمقراطيين المتديّنين يخلطون
الإسلام بالديمقراطية و بفروعها من
الدَّسْتَرَة و التّقنين بأغلبية العوامّ و
التمزّق الحزبي ، و السياسة غير الشرعية إلخ
..، و الإسلام شفافٌ لا يقبل الدخَن ، و لا
يطلب المَدَد من غيره .
و كما يطلب المُشَعْوِذُون القبوريون
المَدَد من ساكني القبور فإن المُشَعْوِذين
الديمقراطيين يطلبون المَدَد من الديمقراطية
التي هي مقبورٌ وضعيٌّ يونانيٌّ منذ ما قبل
التاريخ .
عالَجَ النّفْس و الجَسَدْ ***
مَنْهَجٌ قد حَوَى الرَّشَدْ
فانْبِذَنْ كُلَّ ما سِوَاهُ
*** لَسْتَ تحتاجُ مِنْ مَدَدْ
قال الطبراني في ( مسند الشاميين ) :
حدثنا أحمد بن المُعَلَّى الدمشقي ثنا هشام بن
عمار ثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان
بن أبي السائب عن القاسم بن عبد الرحمن ( أبي
عبد الرحمن مولى آل أبي سفيان ) عن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (
تكون فتنةٌ يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
إلا من أجارَهُ الله بالعلم ) . ضعفه الألباني
في رواية ابن ماجه ، و فيها علي بن يزيد قبل
القاسم ، و بعد الوليد بن سليمان بن أبي
السائب ، مع أن الوليد من تلاميذ القاسم أيضا
.
و قال الطبراني في (المعجم الكبير) :
حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بن الْمُعَلَّى، وَالْحَسَنُ بن
عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا
هِشَامُ بن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بن مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن سُلَيْمَانَ
بن أَبِي السَّائِبِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَكُونُ
فِتْنَةٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا
مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا إِلا مَنْ
أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ ).
و في الحديثين عنْعَنَة الوليد بن مسلم و
هو مدلِّس إلا أن عموم أدلة نفْع العلم الشرعي
في النجاة و أدلة أهميته تعضُده ، و ما
أكثرها .
بالدعاء :
قال ابن أبي شيبة : يزيد بن هارون قال
أخبرنا سفيان بن نشيط قال حدثني أبو عبد الملك
مولى بني أمية قال : سمعت أبا هريرة يقول :
تكون فتنة لا يُنْجي منها إلا دعاء كدعاء
الغريق.
و الحديث له حكم الرفع و إن كان فيه أبو
عبد الملك و هو مجهول إلا أن أدلة نفْع
الدعاء و أهميته ، و ما أكثرها تعضُده و تشهد
له ، و منها قوله تعالى : ( أمّن يُجيب
المُضْطَرّ إذا دعاه ) النمل ، و منها قوله
تعالى : ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن
لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
) آل عمران. و منها الدعاء بالهداية للصراط
المستقيم في الفاتحة في كل ركعة . |