النهي عن الصيام بعد انتصاف شعبان

خطبة جمعة في مسجد قونشلي في إسطنبول في 18 شعبان 1439هـ الموافق 4 مايو 2018م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/shaban.mp3

       لا صيام بعد نصف شعبان:

    عن أبي هريرة مرفوعا: (إذا انْتَصفَ شعبانُ فلا تَصُوموا) أخرجه أصحاب السُّنَن وابن حبان وغيرهم . وصحَّحَه الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والطحاوي، وابن عبد البر، وأحمد شاكر، والألباني.

     و يزداد المنْع مع اقتراب رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَقَدَّموا رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومين، إلا رجلًا كان يصُوم صومًا فليَصُمْه) متفق عليه.

     تجويز صوم أكثر شعبان أو من كانتْ له عادة:

   عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يُفطِر، ويُفطِر حتى نقول لا يصوم، فما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكْمَل صيام شهرٍ إلا رمضان، وما رأيتُه أكثرَ صيامًا منه في شعبان. متفق عليه، وفي رواية لمسلم: (كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا) .

    وسبَق في الحديث المتفق عليه: (إلَّا رجلًا كان يصوم صومًا فليصُمْه) .

    الجمْع بين الأحاديث:

     والجمْع بين الأحاديث هو أن الرجل الذي طاقته محدودة في الصوم عليه ادِّخارها لِصوم الفريضة فلا يصوم نفْلًا بعد منتصف شعبان، تيسيرًا له، ونهْيًا له عن الابتعاد عن الأيسَر له، ويتَأَكَّد النهْي قبل رمضان بيومٍ أو يومَين، ومنها يوم الشك الذي ورَد النهي عن صومه قطْعًا لِلتردُّد وحسْمًا لوسواس الشكِّ.

     والذي عنده طاقةٌ للصوم والصوم لا يُرهقُه وهو معتاد، لا مانع له كالذي يصوم الاثنين والخميس، أو أيام البيض، أو يصوم يومًا ويُفطِر يومًا، أو يصوم أكثر شعبان، أو يجمَع كلَّ ذلك أو بعضه..   

      فالأحاديث توجيهٌ بما هو متيسِّر لكلٍّ أحدٍ ما يناسبه، وأما صيام القضاء أو الكفارات أو النذور فهو جائز إلى آخر يوم من شعبان.

     الجمْع بين الأحاديث كما جاء في الشبكة الإسلامية:

     النهي محمول على الكراهة لِمَن يضْعُفه صيام النفْل في شعبان عن فريضة رمضان.    قال القاري في مرقاة المفاتيح : والنهي للتنزيه رحمةً على الأمة أن يضعُفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط، وأما من صام شعبان كله فيتعوَّد بالصوم ويزول عنه الكُلْفة، ولذا قيَّده بالانتصاف-أي انتصاف شعبان- ، أو نهَى عنه لأنه نوع من التقدُّم -أي لِرمضان- والله أعلم. قال القاضي عياض: المقصود استِجْمام -أي إراحة- من لا يَقْوى على تَتَابُع الصيام فاستُحِب الإفطار كما استُحِب إفطار عرفة ليتَقوَّى على الدعاء ، فأما من قدَر – أي على الصوم - فلا نهْي له، ولذلك جمَع النبي صلى الله عليه وسلم بين الشهرين في الصوم. انتهى. وقال الخطابي مثْل ذلك.

    وحمَلَه بعضهم على من يتقصَّد الصوم بعد انتصاف الشهر خصوصًا وهو مُفطِر من أوَّل الشهر.. قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مُفطِرًا فإذا بقِي من شعبان شيءٌ أخذ في الصوم لِحال شهر رمضان.

    وقال أحد العلماء المعاصرين: المراد به النهْي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو كلَّه فقد أصاب السُّنَّة.اهـ.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©