لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/selah.mp3
الدين
فطرة في الإنسان ولذلك فإن للدين تأثيرًا
عظيمًا في شحْذ الهِمَم و في تحقيق النصر بإذن
الله ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد .
اعتماد اليهود الدين في حرْبهم معنا :
منذ خمس وستين سنة واليهود يندفعون
لحرْبنا بالدين وبشعاراته ومصطلحاته ، ولذلك
كانوا يسَمُّون فلسطين باسمها الدينيّ عندهم
أرض الميعاد ، ويسَمُّون القدس باسمها الدينيّ
عندهم أُورشليم ، و يُسَمُّون موضع المسجد
الأقصى بالاسم الديني عندهم جبل الهيكل ,
ويعتبرون دولة اليهود مسؤولةً عن أيّ يهوديٍّ
في العالم مسؤولية دينية ، وبهذه الروح
الدينية كانوا يواجهوننا .
أما نحن فكانت مواجهتنا لهم بواسطة
الحكام العملاء بشعارات لا دينية وعلمانية ،
ولذلك كانت الهزائم متتابعةً علينا .. و عندما
دخل سلاح الدين في المعركة بواسطة حركة حماس
حقّقنا صمودًا وانتصاراتٍ عديدة ، وصمَدتْ غزة
المحدودة أمام غطرسة اليهود و أمام حليفهم
الغرب سنوات رغم الحصار الظالم منهم ومن
الحكام العملاء ، وصارت غزة بصمودها آية من
آيات الله في هذا العصر.
اعتماد الروافض الدين في حربهم معنا :
و عندما دخلنا في حرب مع الروافض في بلاد
الشام أخذوا يواجهوننا بالدين فيقولون : لاإله
إلا بشّار ، لأن قضية التوحيد عندهم مائعة
وقائمة على الصنميّة وتقديس الأشخاص وعبادة
القبور ، وهذا دين مزَيَّف يشبه دين فرعون
الذي كان يقول بأنه ربهم الأعلى ، وكان يخشى
من موسى تغيير هذا الدين المُزَيَّف بزعمه ،
قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي
أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ
يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) غافر . و
قولهم : لاإله إلا بشار ، لا يختلف عن قولهم
ياحُسيناه !!..
ودعاء غير الله شِرك ولكنه دينٌ وإن كان
مُزَيَّفًا قال تعالى : (وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ
قِطْمِيرٍ) فاطر . وقال عليه الصلاة والسلام :
(الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ
(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ) غافر
رواه أحمد و أبو داود والترمذي واللفظ له وقال
حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان
في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه
الذهبي .
كما أن من دين الروافض أنهم يكفِّرون
الصحابة ويسُبُّون أمهات المؤمنين ويسبُّون
الأُمّة وينكرون السُّنّة .. وكل ذلك مِن
دينهم المُزَيَّف ، وقد أسّسُوا حزب الله
باسمٍ ديني بزعْم مقاومة اليهود ، ذرًّا
للرماد في العيون ، وهو اليوم يذبح الناس في
بلاد الشام ، واليهود والنصارى مُغْتَبِطون
بذلك وبتحالف دينهم المُحَرَّف مع الدين
المُزَيَّف!!..
لماذا لا نحرص على إدخال الدين في المعركة :
لقد أدخل أعداؤنا من الكافرين والمبتدعة الدين
في المعركة
، وأهملنا نحن ذلك ، ونحن على الحق و هم على
الباطل ، ونحن أكثر عدَدًا وبلادًا وإمكاناتٍ
، ونحن أهل السنة أمة المليار والنصف ، وفينا
دولة نووية هي باكستان ، ونحن الأمة خير أمة
أُخرِجتْ للناس ، وليـس المبتدعة .
وقدرُنا أننا دولة كبرى على مدار التاريخ
، وسنعود قريبا كذلك لِوعد النبي صلى الله
عليه وسلم ، فلماذا لا نعمل لذلك ؟ ولماذا لا
يكون لنا رأسٌ واحد كما للروافض رأسٌ واحد
ومرشدٌ أعلى يأمر إلى سورية وإلى العراق وإلى
لبنان وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى كل
الروافض في العالم ؟ .. رغم أن هؤلاءالروافض
ربما لا يتجاوزون بمجموعهم مائة مليون .
لقد دعا القرضاوي واتحاد علماء المسلمين
إلى وقفة غضبٍ لِمَا يجري في سورية .. فعلينا
أن نغضب أولًا من أنفسنا لتقصيرنا فيما ذكرنا
، ثم نغضب لإخواننا ، وإذا رفَعنا راية
الإسلام ظهر النور وانهزم الظلام ، و إذا جاء
الحق زهق الباطل .. قال تعالى : (بَلْ
نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ
الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) الأنبياء . |