العاصفة الشمسية و توقُّعات العودة إلى السيف و الخيل

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 14 رجب 1431هـ الموافق 25 يونيو 2010م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/saif.mp3

    بعض أحاديث الملحمة الكبرى التي يقود المهديُّ فيها المسلمين ، وفتح القسطنطينية و خروج الدجال ونزول عيسى :

    1ـ أخرج الإمام مسلم  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ـ في الشام قرب حلب ـ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا  ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ ـ الدجال ـ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ) .

    2ـ وفي مسلم أيضا عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أنه قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا ،  وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ   وذكر القتال ، و ذكَر أنه َتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ ردَّةٌ شَدِيدَةٌ ، فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ  وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ ـ نَهَض ـ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبَرَةَ ـ الهزيمة ـ عَلَيْهِمْ ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً لَا يُرَى مِثْلُهَا  ، حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا ، فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ،  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ  ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ) .

3ـ وأخرج الإمام البخاري عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ قَالَ :أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ : (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... فذكرها ، وآخرها هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ـ أي راية ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا) .

     قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) : وَوَقَعَ فِي حَدِيث ذِي مِخْبَرٍ عِنْد أَبِي دَاوُدَ : (سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَدُقُّهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ)  .

      قال الحافظ : وَوَقَعَ فِي (الْفِتَن) لِنُعَيْمِ بْن حَمَّاد أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّة تَكُون فِي زَمَن الْمَهْدِيّ . انتهى المنقول عن الحافظ بتصرُّف .

     و عند أحمد وأبي داود حديث معاذ : (عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ) .قال الألباني : صحيح .

     ونقل صاحب (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) أن المراد بعُمران بيت المقدس استيلاء الكفار عليها وعمارتها ، وهذا ما يفعله اليهود (حلفاء الصليبيين) فيها الآن .

     دلالات الأحاديث على العودة إلى السيف والخيل و اندثار الحضارة :

    1ـ ذِكْر الصفوف في الحرب وأنهم يتصافُّون .

    2ـ ذِكْر السيوف و تعليقها بالزيتون .

    3ـ ذِكْر قتل عيسى الدجال بالحرْبة .

    4ـ ذِكْر الخيول .

    5ـ انقطاع الحرب بالليل .

    العاصفة الشمسية بعد حوالي سنتين وتوقُّعاتٌ باندثار الحضارة :

ذكرتْ المختصون في وكالة ناسا الفضائية الأمريكية و منهم فاروق الباز ،كما ردّدت ذلك وسائل الإعلام ، و منها قتاة الجزيرة في أخبارها ، وفي برنامج ما وراء الخبر:  أن عاصفة شمسية تحدث كل إحدى عشرة سنة ، وأن تأثير العواصف في الفترات الماضية كان محدوداً ، وأن العاصفة ستحدث هذه المرَّة ولكن ربما بصورة أشدّ في حوالي سنة  2012 م ، وأن هذه العاصفة إذا كانت شديدة ستؤثر بقوة على القوى المغناطيسية في الأرض كمولِّدات و محوِّلات الكهرباء ووسائل الاتصالات والأقمار الصناعية  .

     ومعلوم أن الكهرباء هي روح الحضارة الحديثة فإذا ذهبت الكهرباء تحولت المصانع والسفن والطائرات والسيارات والحفَّارات العملاقة والصواريخ العابرة والأسلحة الحديثة .... إلخ ، إلى كُتَلٍ معطَّلة من الحديد ، مما يعني العودة إلى الوضع البِدائي ، و لعل هذا ماتشير إليه الأحاديث ، وسيحصل التكافؤ بين المسلمين والكافرين و ينتصر المسلمون عليهم  .

     و قد كان التصوّر من قبل أن العودة إلى الوضع البِدائي واندثار الحضارة قد يستغرق وقتاً طويلا ، ولكن الكلام على العاصفة الشمسية قرّب الأمر كثيراً ، فربما حدث ذلك أو ما يشبهه ..

     وهذا يصبُّ في خانة المعجزات التي تَحُفُّ بهذا الدين ، و المسلمون يعلمون الملامح البارزة للتاريخ المستقبلي من خلال الأحاديث النبوية ، قال عليه الصلاة والسلام : (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) .رواه أحمد وابن ماجه والحاكم عن العرباض وقال الألباني صحيح . .

     يُراجَع موقع الشيخ سفر الحوالي :

      وهذا التاريخ وهو عام 2012م الذي تحدده وكالة ناسا للعاصفة الشمسية القادمة  التي قد يحصل بها اندثار الحضارة ، يتوافق مع  نفس التاريخ الذي ذكره الشيخ الحوالي في موقعه وأخذه من كلام دانيال في التوراة ،كما أنه ورد  ما يدل عليه في إنجيل متَّى ، ومؤدَّى ذلك أنه تاريخ سقوط دولة اليهود والله أعلم ..   

     يقول دانيال كما في موقع الشيخ الحوالي: إن قيام رِجْسة الخراب أي دولة اليهود إلى 2300 سنة ، أي سيكون بعد 2300 سنة من زمان دانيال .

     وبعد موت دانيال اتخذ الناس التاريخ الإسكندري، ومبدؤه من حادثة استيلاء الإسكندر على آسيا ، أي من سنة 333 قبل الميلاد على الصحيح المشهور . ثم حلَّ محلَّه التاريخ الميلادي .

     وعليه فإن قيام رِجْسة الخراب بالتاريخ الميلادي هو 2300 -333 = سنة 1967م  !!

    وهو ما حدث فعلاً وكان وقعه أليماً شديداً على أُمَّة القدّيسين ـ المسلمين ـ!!

    وكان فرحاً عظيماً للصهاينة والأصوليين!!

     وهذا التاريخ  هو تاريخ حرب حزيران بين العرب واليهود التي انتهت باحتلال اليهود أراضي واسعة من مصر والأردن و سوريا ، وبعدها حصل التمكين لليهود ، بحيث اعترف لهم العرب بالأراضي التي احتلوها قبل هذا التاريخ ، ولم يعودوا يطالبونهم إلا بالأراضي التي احتلوها بعد حرب حزيران .

     و قد ذكَر دانيال أن رِجْسة الخراب (دولة اليهود) سوف تبقى بعد هذا التاريخ 45 سنة ثم تسقط ! انتهى المنقول بتصرُّف من موقع  الشيخ الحوالي .

     فإذا أضفنا إلى سنة 1967م مدة 45 سنة فستكون النتيجة 2012 م وهو نفس العام الذي من المتوقَّع أن تحدث فيه العاصفة الشمسية ، و من المتوقع فيه سقوط رِجْسة الخراب (دولة اليهود) كما في كلام دانيال ، إذا لم يكن ذلك الكلام قد دخل عليه التحريف ، والله أعلم .

    فهل هذا التوافُق صُدفة ؟ .. إذا صحَّتْ توقُّعات وكالة ناسا ، وإذا اندثرت الحضارة ـ والعلم عند الله ـ فمعنى ذلك التكافؤ في القوة بين المسلمين وبين الحلف الصليبي اليهودي ، و معنى ذلك أن يكتسح المسلمون دولة اليهود مشياً على الأقدام ..!! 

     وهذا المصير آتٍ لا ريب فيه كما تدل الأحاديث التي تقطع بقتْل المسلمين اليهود ، وهي من المتفق عليه ..  فهذا الاكتساح آتٍ لا ريب فيه .. طال الزمان أم قَصُر .. وإن غداً لناظره قريب !!

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©