لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/nhayh.mp3
الزعْم بأن نهاية العالم في هذا اليوم :
انتشر في الأخبار أن نهاية العالم في هذا
اليوم ، حسَب ما ورد في تقويم المايا الذين
كانت حضارتهم في المكسيك .. و لا يعلم موعد
قيام الساعة إلا الله ، و إنما يعلم الناس
علامات الساعة .. و زعَم بعضهم أن كوكبًا
سيمرُّ قريبا من الأرض و سيسبّب كارثة عظيمة ,
كما حدَث قبل 65 مليونًا من السنين عندما
انقرضتْ الديناصورات ، و أنهم يتوقَّعون هلاك
70%
من البشر بسبب بُطْءِ حركة الأرض ، ثم
تَوقُّفِها ، ثم انعكاس دورانها حتى تُشرق
الشمس من المَغرب .
و قد كذَّب المتخصِّصون هذه الإشاعة ،
إضافةً إلى أن المسلمين المستنيرين بالوحْي و
لاسيما العلماء يعلمون أن الحدَث الذي فيه
طلوع الشمس من مغرِبها متأخّر ، لأن طلوع
الشمس من المغرب إذا حصل لا ينفع معه الإيمان
قال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ
تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا
مُنتَظِرُونَ) الأنعام .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقومُ
الساعة حتى تطلُعَ الشمسُ من مغربِها فإذا
رآها الناسُ آمَنَ مَن عليها ، فذاك حين (لا
ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكنْ آمنتْ من قبل)
متفق عليه .
و هنالك علاماتٌ للساعة تسبِق طلوع الشمس
من المغرب منها : خروج المهدي المُرْتَبِط
بالمَلْحمة الكبرى ، التي بعدها خروج الدجال
المُرْتَبِط بنزول عيسى ، المُرْتَبِط بخروج
يأجوج و مأجوج ..
ردّ ابن مسعود على زعْم رجُلٍ أن الساعة قد
جاءتْ :
عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ
هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ
رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى ـ أيْ ليس له
هَمٌّ ـ إِلاَّ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ : جَاءَتِ السَّاعَةُ . قَالَ
فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَقَالَ :
إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ
يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ
.
ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا -
وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ – فَقَالَ :
عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ
وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ ،
قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِى ؟ قَالَ نَعَمْ ،
وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ
شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ
شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ
غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ
بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ
وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى
الشُّرْطَةُ .
ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً
لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ،
فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ
اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ
كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ،
ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً
لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ،
فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِىءُ
هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ
وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ
أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ
الدَّبَرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ
مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لاَ يُرَى
مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا
- حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ
بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى
يَخِرَّ مَيْتًا ، فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ
كَانُوا مِائَةً فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِىَ
مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ،
فَبِأَىِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَىُّ
مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ ؟ ..
فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا
بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ،
فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ
قَدْ خَلَفَهُمْ فِى ذَرَارِيِّهِمْ ،
فَيَرْفُضُونَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ
وَيُقْبِلُونَ ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ
فَوَارِسَ طَلِيعَةً.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : (إِنِّى لأَعْرِفُ
أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ
وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ ، هُمْ خَيْرُ
فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ،
أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ
الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ) رواه مسلم .
و عن أَبي هُرَيْرَةَ قال قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (يَكُونُ فِى
آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ
يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ
تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ ،
فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ
وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ ) رواه مسلم و أحمد .
علاماتٌ و إرهاصات :
و مع ذلك فإن هنالك علاماتٍ و عجائبَ و
إرهاصاتٍ و مقدماتٍ لزوال الحضارة و قرب
النهاية تنسجِم مع علامات الساعة الصحيحة
السليمة ، مثل توقُّع بعض التغييرات الكونية
في وقتها المناسب ،كما في وقت الدجال عندما
يكون يومٌ كَسَنة ، و يومٌ كشهر ، و يوم
كأُسبوع ، كما في الحديث عند مسلم ، و ربما
كان ذلك بسبب توقُّف حركة الأرض أو بُطْئِها
.. و كذلك حدوث القتْل الذريع في الناس و
حدوث الابتلاءات :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ
بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِى
مَكَانَهُ) متفق عليه .
و عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : (وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ
لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ
الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ
عَلَيْهِ وَ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى كُنْتُ
مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ ، وَ لَيْسَ
بِهِ الدِّينُ إِلاَّ الْبَلاَءُ) رواه مسلم .
و نحن الآن في انتظار أحداث كبيرة كما
سبق ، من ظهور المهديّ و ما بعده من العلامات
العشْر الكُبْرى للساعة .. و عند الأحداث
الكبار تأتي المقدمات المناسبة ، كما حدث
مثلاً عند قرْب ظهور النبي عليه الصلاة
والسلام من المقدِّمات مثل : مجيءُ اليهود
إلى يثرب ، و كانوا يظنون أن النبي منهم ، و
استفتاحهم بالنبيّ على المشركين ، و انتقالات
سلْمان الفارسيّ يبحث عن الحق ، و ظهور
الحنيفيين ، و ظهور إرهاصات في بيئة النبوة
مثل حادثة الفيل ، و تسْمية النبي ، و ما رأتْ
أمُّه في المنام ، و شقّ الصدر ، و الراهب
بَحِيرَى ، و الصفات المُلْفِتة ..
عَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِىِّ قَالَ
اطَّلَعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم
عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ :
(مَا تَذَاكَرُونَ؟ ) . قَالُوا نَذْكُرُ
السَّاعَةَ . قَالَ : (إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ
حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ) .
فَذَكَرَ (الدُّخَانَ ، وَالدَّجَّالَ ،
وَالدَّابَّةَ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ
مَغْرِبِهَا ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم ، وَيَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ ، وَثَلاَثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ
بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ـ
وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ
ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ
تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ) رواه
الجماعة إلا البخاري .
الناس فريقان في انحرافهم في علامات الساعة :
فريقٌ يستسلم للخرافات و الإشاعات في في
الكلام على نهاية العالم ، كما حصل هذه الأيام
من تحديد هذا اليوم للنهاية (21ديسمبر2012م)
.
و فريقٌ يتصلَّب فلا يطيق سماع الكلام على
الأحاديث الصحيحة في علامات الساعة ، فلا
يرتاح لسماع أحاديث المهدي مع أنها متواترة في
المعنى ، و لا أحاديث الدجال المتواترة ، و لا
أحاديث نزول عيسى المتواترة .
و يزعم أن الكلام في هذه المواضيع يورِث
التواكُل و عدَم الأخذ بالأسباب ، و الحقيقة
عكْس ذلك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما
أخبر بهذه الأحاديث ، و لا اعتنَى بها العلماء
، إلا لأنها تفتح أبواب الأمل ، وتُشَجِّع على
العمل باعتبار أن المستقبل للإسلام.
و كثيرٌ من هؤلاء عِلْمه قليل ، و لا
يحبُّ أن ينجذب الناسُ إلى غيره في سمَاع هذه
العجائب ، و في الوقت ذاته يريد أن يجامِل
العلمانيين في أنه لا يتفاعل مع الغيبيات ، و
نقول له و لأمثاله : إذا كنت تخجل من الإيمان
بخروج المهدي و خروج الدجال و نزول عيسى ،
فعليك أن تخجل أيضًا من الإيمان بقيام الساعة
و الإيمان باليوم الآخر ، لأنها كلها من
الغيبيات ، والذي أخبرنا بها كلها الوحي ، و
الإيمان كلٌّ لا يتجزَّأ !! .. نسأل الله
العافية . |