المتعصبون انفصاليون

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 11 رجب 1430هـ الموافق 3 يوليو 2009م

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/motasbon.mp3

     *عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بمن يحرُم على النار أو بمن تحرُم عليه النار؟ على كل قريب هيِّنٍ سهل) . رواه الترمذي وأحمد وابن حبان عن ابن مسعود ، وأبو يعلى و الطبراني عنه و عن جابر ، والحاكم عن أبي هريرة . زاد أحمد (سهْلٍ على الناس) . قال الترمذي حديث حسن غريب ، وقال الحاكم والذهبي على شرط مسلم ، وقال الألباني صحيح والأرناؤوط لغيره .

     * عن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قلنا يا رسول الله : إن هذه لموعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ قال : (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا ،عضُّوا عليها بالنواجذ فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد) رواه أحمد وابن ماجه و الطبراني والحاكم وسكت عنه الذهبي . و قال الألباني و الأرناؤوط صحيح .1

     * ( المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنِف إن قيد انقاد و إذا أنيخ على صخرة استناخ ) ابن المبارك عن مكحول مرسلا هب  عن ابن عمر.قال الشيخ الألباني حسن .1

    * تفيد النصوص بساطة المسلم و مرونته وتوافقه مع إخوانه و قابليته للتعاون و الارتباط و الاندماج ، (أذلة على المؤمنين) المائدة . و لذلك ينسجم المسلم مع الأسرة والرُّفقة و الوظيفة والشركة والجمعية و المنظمة والجماعة و المذهب و القبيلة والبلد والأمة ، وتختفي عنه مظاهر العصبية والأنانية و الشخْصنة ، و يعمل على التوافق بين هذه التشكيلات ، و لا يكون ذا وجهين ، ولا يقول من لم يكن معنا فهو ضدُّنا ، لأننا كلَّنا لله ، و نعمل للإسلام (قل إن صلاتي ونسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين) الأنعام ، لأنها في نهاية المطاف تكوينات يقرها الإسلام . تماما كما ينسجم المسمار مع الآلة ، والآلة مع المصنع ، والمصنع مع الشركة ، والشركة مع المجموعة ، وكما تنسجم اللبنة مع الجدار ، والجدار مع الغرفة والغرفة مع البيت ، و البيت مع الشارع ، و الشارع مع الحي ، والحي مع المدينة ، و المدينة مع القطر .1

    * عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو دُعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كُراع لقبِلت) رواه البخاري و أحمد والترمذي و غيره . وعند مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا) .  و هذا يدل على منتهى التواضع و المرونة تديُّناً لا سياسة .1

    * والمؤمن يقبل الحق من كل أحد ، لأن الكبر بطر الحق و غمط الناس كما في مسلم ،  وكما في البخاري نبَّه الرسول صلى الله عليه و سلم أبا هريرة إلى قبول الحق  حتى من الشيطان حين علَّمه آية الكرسي . و أمر الله الملائكة بالسجود لآدم و هو مخلوق جديد ، و تمرَّد إبليس بأنانيته عن هذا الحق فطرده الله , والذي لا يقبل إلا من أستاذه أو جماعته أو مذهبه ، وإذا أمره من يحب أطاع وإلا عصى، فهو  مخالف للأمر بالطاعة في المنشط و المكره كما في المتفق عليه . ولا يجوز تنزيل النصوص على منظماتنا أو جماعاتنا أو بلداننا على سبيل الانتقاء فيكون التعاون والانسجام و الطاعة في إطارها ، بل النصوص للأمة كلها ، وإذا اقتصرنا على الإطارات و الحدود المصنوعة ،كنا انفصاليين نمزِّق الأمة .1

     *  نحن في ابتلاء ، والله يختار كيف يبتلينا ولسنا نحن الذين نختار ، فلا نكون كما قال الشاعر:1

          فلو أني بُلـــِيتُ بهاشميٍّ      خُؤُولتُهُ بنـو عبْد المَدانِ

          لَهانَ عليَّ ما أَلْقَى و لكـنْ     تَعَالَوا فانظروا بِمَن ابتلاني

    

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©