موعظة الموت

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 25رجب 1430هـ الموافق 17يوليو2009م

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/moeda.mp3

     * عن ابن عمر قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار : يا نبي الله من أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال : ( أكثرهم ذكراً للموت وأكثرهم استعدادا للموت أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة) . قال الهيثمي في (المجمع) : رواه ابن ماجه باختصار ورواه الطبراني في (الصغير) وإسناده حسن . و قال العراقي في (تخريج الإحياء) : أخرجه ابن ماجه دون قوله (وأكرم الناس) وهو بهذه الزيادة عند ابن أبي الدنيا في ذكر الموت آخر الكتاب . وقال العراقي في موضع آخر هناك : أخرجه ابن ماجه مختصرا وابن أبي الدنيا بكماله بإسناد جيد . وقال الألباني في (ضعيف الترغيب) : منكر .1

     *(كفى بالدهر واعظا وبالموت مفرِّقا) ضعَّفه العراقي و الهيثمي و الألباني . قال في (كشف الخفاء): رواه العسكري بسند فيه ابن لهيعة وهو ضعيف عن أنس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا جاري يؤذيني فقال : اصبر على أذاه وكف عنه أذاك . قال فما لبث إلا يسيرا إذ جاء فقال : يا رسول الله إن جاري ذاك مات ، فذكره .1

     ورواه الطبراني والبيهقي والقضاعي والعسكري أيضا عن عمار بن ياسر رفعه بلفظ: (كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا) .1ولابن أبي الدنيا مرسلا (كفى بالموت مفرقا) . 1

     وللطبراني والبيهقي بسند ضعيف عن عمار بن ياسر رفعه (كفى بالموت واعظا) . وهو مشهور من قول الفضيل بن عياض قاله البيهقي في (الزهد) .1

    * موت الفجأة الذي حصل للشيخ عادل الدميني رحمه الله كان موعظة بليغة لنا ، و قد أخبرني أحد مشايخ الجامعة أنه رأى في المنام ما مؤدَّاه أن الله أنزل المطر علينا بسبب هذه الموعظة التي أثَّرتْ في بعض المذنبين فتابوا . و نحن نعلم أن مانزل من المطر قليل فنحتاج لكي يتواتر المطر و الخير إلى مزيد من الاتِّعاظ والتوبة وإصلاح ذات البين و تعظيم حُرْمة المسلم . (فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم) الأنفال .1

     * (ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟) قالوا : بلى يا رسول الله قال : (إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لاأقول إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) أخرجه الترمذي وأبو داود وابن حبان وأحمد من حديث أبي الدرداء . قال الألباني : وإسناده صحيح على شرط الشيخين لكن ليس في الحديث قوله:  ( لا أقول إنها تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين) ... وإنما هذا علَّقه الترمذي عقب الحديث وتصحيحه .  ثم عاد الألباني في بعض كتبه فحسَّن هذه الزيادة كما في (الأدب المفرد) للبخاري و (صحيح الترمذي) .

     * وهذه التوبة بداية الفرَج ، و المزيد من الفرَج بالمزيد من التوبة و اللجوء إلى الله لاسيما و نحن مقبلون على الامتحانات ، كما في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة في الغار المتفق عليه . فلم تنفرج الصخرة إلا بمجموع دعاء الجميع و إنابتهم .1

     *إن الجامعة لا يصلح حالها تماما ، و هو صالحٌ في الجملة ، إلا بإزالة الإحَن وفساد ذات البين و سلامة الصدور (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه . و لا بد أن يكون السلام حقيقةً من القلب وتُصدِّقه الجوارح (المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده) متفق عليه . (يوم لا ينفع مال و لا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم) الشعراء . و لا بد أن تكون هذه دعوتنا في المجتمع لمواجهة الانفصال  الفردي أو الجماعي ، فدعوات الانفصال في الساحة إنما تعبِّر عن الانفصال و التنافر في القلوب (وألَّف بين قلوبهم) الأنفال .1

     * و لا بد أن نتذكّر ما يجري لإخواننا في تُركستان من الصين ، و ندعو إلى مقاطعة هؤلاء الهمَج الوثنيين الشيوعيين الذين يرتكبون المجازر في إخواننا ، فما أكثر البضائع التي نستوردها منهم ، فالمسلمون كالجسد الواحد ونسأل الله أن يفرج عنهم .

    

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©