منهج الأنبياء والدعاة الصبر و عدم الخلْط

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 11 محرم 1432هـ الموافق 17 ديسمبر 2010م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/mnhg.mp3

    قصة نوح بكلمات قليلة في سورة هود :

     قال تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) .

     مما ورد عنها في تفسير ابن كثير :

     قال ابن كثير في تفسيره : فاجتمعوا أنتم وشركاؤكم الذين تدعون من دون الله، من صَنَم ووثن، (ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ) أي: ولا تجعلوا أمركم عليكم ملتبسا ،  إن كنتم تزعمون أنكم محقون، كما قال هود لقومه: (إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )  هود .

     (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) على نصحي إياكم ، (إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) والإسلام هو دين جميع الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، وإن تنوعت شرائعهم كما قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) المائدة  ، قال تعالى عن إبراهيم الخليل: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) البقرة  ، وحكى عن يوسف: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)  يوسف  ، وَحكى عن مُوسَى (يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) يونس  ، وعن السحرة: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) الأعراف ، وعن بلْقيس: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل ، وقال سبحانه: (إِنَّا أَنزلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا) المائدة  ، وقال تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)  المائدة ،  وحكى عن خاتم الرسل وسيد البشر: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام ،   أي: من هذه الأمة؛ ولهذا قال في الحديث "نحن معاشر الأنبياء أولاد عَلات، ديننا واحد" رواه البخاري . و معنى قوله: "أولاد علات" : الإخوة من أمهات شتى والأب واحد. اهـ . بتصرُّف .

     مما ورد عنها في تفسير الشوكاني :

     و قال الشوكاني في تفسيره : (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) الظرف منصوب بنبأ أو بدل منه بدل اشتمال ، واللام في (لِقَوْمِهِ) لام التبليغ ( كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِى ) أي : عظم وثقل ، والمقام بفتح الميم : الموضع الذي يقام فيه ، وبالضم الإقامة . وقد اتفق القراء على الفتح ، ويجوز أن يراد بالمقام : المكث : أي : شقّ عليكم مكثي بين أظهركم ، ويجوز أن يراد بالمقام : القيام؛ لأن الواعظ يقوم حال وعظه؛ والمعنى : إن كان كبر عليكم قيامي بالوعظ في مواطن اجتماعكم ، وكبر عليكم تذكيري لكم (بِآيَاتِ الله) التكوينية والتنزيلية ، (فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ) هذه الجملة جواب الشرط ، والمعنى : إني لا أقابل ذلك منكم إلا بالتوكل على الله ، ويجوز أن يريد إحداث مرتبة مخصوصة عن مراتب التوكل ، ويجوز أن يكون جواب الشرط قوله(فَأَجْمِعُواْ) وجملة (فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ) اعتراضية ، كقولك : إن كنت أنكرت عليّ شيئاً فالله حسبي . ومعنى (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ) اعتزموا عليه ، من أجمع الأمر : إذا نواه وعزم عليه قاله الفراء : وروي عن الفراء أنه قال : أجمع الشيء : أعدّه ، وقال مؤرّج السدوسي : أجمع الأمر أفصح من أجمع عليه ، وأنشد :

يا ليت شعري والمُنَى لا تنفع     ...     هل أغدوَنْ يوماً وأمري مُجمَعُ

     وقال أبو الهيثم : أجمع أمره : جعله جميعاً بعدما كان متفرّقاً ، وتفرّقه أن تقول مرّة أفعل كذا ، ومرّة أفعل كذا ، فمن عزم على أمر واحد فقد جمعه ، فهذا هو الأصل ثم صار بمعنى العزم ، وقد اتفق جمهور القراء على نصب «شركاءكم» وقطع الهمزة من أجمعوا . وقرأ يعقوب ، وعاصم الجحدري بهمزة وصل في (أجمعوا) ، على أنه من جمع يجمع جمعاً .

     قال النحاس : وفي نصب الشركاء على قراءة الجمهور ثلاثة أوجه : الأوّل : بمعنى : وادعوا شركاءكم ، قاله : الكسائي والفراء ، أي ادعوهم لنصرتكم ، فهو على هذا منصوب بفعل مضمر . وقال محمد بن يزيد المبرد : هو معطوف على المعنى ، كما قال الشاعر :

يا ليت زوجك في الوغى    ...      متقلداً سيفاً ورمحاً

     والرمح لا يُتقلد به ، لكنه محمول كالسيف . وقال الزجاج : المعنى مع شركائكم ، فالواو على هذا واو مع . وأما على قراءة " اجمعوا " بهمزة وصل فالعطف ظاهر : أي اجمعوا أمركم ، واجمعوا شركاءكم ، ونسبة ذلك إلى الشركاء مع كون الأصنام لا تعقل ، لقصد التوبيخ ، والتقريع لمن عبَدها .

     (ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) الغمة : التغطية من قولهم ، غمّ الهلال : إذا استتر ، أي : ليكن أمركم ظاهراً منكشفاً ، قال طرفة :

لعمرك ما أمري عليّ بغمّة    ...    نهاري ولا ليلي عليّ بسرمدِ

     هكذا قال الزجاج ، وقال الهيثم : معناه لا يكن أمركم عليكم مبهماً . وقيل : إن الغمة : ضيق الأمر ، كذا روي عن أبي عبيدة . والمعنى : لا يكن أمركم عليكم بمصاحبتي والمجاملة لي ضيقاً شديداً ، بل ادفعوا هذا الضيق والشدّة بما شئتم ، وقدرتم عليه ، وعلى الوجهين الأوّلين : يكون المراد بالأمر الثاني هو الأمر الأول ، وعلى الثالث : يكون المراد به غيره .

     (ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ وَلاَ تُنظِرُون) أي ذلك الأمر الذي تريدونه بي ، وأصل اقضوا : من القضاء ، وهو الإحكام ، والمعنى : أحكِموا ذلك الأمر . قال الأخفش والكسائي : هو مثل : (وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمر)  الحجر . أي أنهيناه إليه وأبلغناه إياه ، (ثم لا تنظرون ) أي لا تمهلون ، وقيل معناه : ثم امضوا إليّ ولا تؤخرون ، قال النحاس : هذا قول صحيح في اللغة ، ومنه قضى الميت : مضى ، وفي هذا الكلام من نوح عليه السلام ما يدلّ على وثوقه بنصر ربه ، وعدم مبالاته بما يتوعده به قومه .

     ثم بيّن لهم أن كل ما أتى به إليهم من الإعذار والإنذار ، وتبليغ الشريعة عن الله ، ليس هو لطمع دنيويّ ، ولا لغرض خسيس ، فقال : (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ) أي : إن أعرضتم عن العمل بنصحي ، وتذكيري ، فما سألتكم في مقابلة ذلك من أجر تؤدّونه إليّ حتى تتهموني فيما جئت به ، والفاء في (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، والفاء في (فَمَا سَأَلْتُكُمْ ) جزائية ، (إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الله) فهو يثيبني آمنتم أو توليتم . اهـ .بتصرُّف .

          ما ورد عنها في تفسير الظلال :

     و قال في (الظلال) : إنه التحدي الصريح المثير ، الذي لا يقوله القائل إلا وهو مالئ يديه من قوته ، واثق كل الوثوق من عدته ، حتى ليغري خصومه بنفسه ، ويحرضهم بمثيرات القول على أن يهاجموه! فماذا كان وراء نوح من القوة والعدة؟ وماذا كان معه من قوى الأرض جميعاً؟

     كان معه الإيمان . . القوة التي تتصاغر أمامها القُوَى الفانية ، وتتضاءل أمامها الكثرة ، ويعجز أمامها التدبير . وكان وراءه الله الذي لا يدع أولياءه لأولياء الشيطان!

     إنه الإيمان بالله وحده ذلك الذي يصل صاحبه بالقوي الكبير المهيمن على هذا الكون بما فيه ومن فيه . فليس هذا التحدي غروراً ، وليس تهوراً ، وليس انتحاراً .

     وأصحاب الدعوة إلى الله لهم أسوة حسنة في رسل الله . . وإنه لينبغي لهم أن تمتلئ قلوبهم بالثقة حتى تفيض . وإن لهم أن يتوكلوا على الله وحده في وجه الطاغوت أياً كان!

    ولن يضرهم الطاغوت إلاَّ أذى - ابتلاء من الله لا عجزاً منه سبحانه عن نصرة أوليائه ، ولا تركاً لهم ليسلمهم إلى أعدائه . اهـ .بتصرُّف .

      مما يستفاد من هذه القصة  :

      1ـ بعد عشرة قرون  من آدم كما في الحديث الذي في (السلسلة الصحيحة) : (كان بين آدم ونوح عشرة قرون وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون ) ، وكان الناس على الإسلام كما في (تحذير الساجد) ، قال ابن عباس : (كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) .

     و لما دخل في الناس الشرك بعث الله نوحا و هو أول رسول كما في الحديث المتفق عليه : (...و لكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول : لست هُناكم...) و قد طال مقامه في الناس ما يقرب من ألف سنة  ، قال تعالى : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) البقرة . واستعمل نوحٌ أساليب الدعوة المتنوعة كما في سورة نوح : (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ، َفلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً ، وَ إِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً ، ثمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً ، ثمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً ) . والآيات تدل على أساليب الكافرين في منع وصول الدعوة إلى أسماعهم ، و مثل ذلك في هذا العصر حظْر وسائل الإعلام و مواقع التأثير على الدعاة ، مع أن الحصار أخذ ينكسر الآن ، و أن على الدعاة الصبر كما صبر نوح وأولو العزم من الرسل ، و سوف يحفظ الله دعوتهم ويبلِّغها ، كما بلّغ أذان إبراهيم بالحج ، و كما بلّغ عمل رجال التبليغ بدون وسائل إعلام ، وإن كانت توجد اعتراضات عليهم لكن آثار دعوتهم انتشرت في أنحاء العالم .

     2ـ أن عمل الأنبياء هو التذكير بآيات الله ، وكذلك عمل أتباعهم الملتزمين سبيلهم قال تعالى : (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف . مع الإعراض عمّا سِوَى ذلك و عن خلْط الهدى بغيره ، و عن أيِّ تنازُل ، قال تعالى :(فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) النجم . و قال تعالى : ( المص ،كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) الأعراف . و قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر ، و قال تعالى : ( وجاهدْهم به جهادا كبيرا) الفرقان ، و قال تعالى : (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ) المائدة ، و قال تعالى : (اِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) محمد ،  و قال تعالى : (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ، ولَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) الإسراء .

     3ـ أن التوكل على الله هو شأن الأنبياء والدعاة ، وأنهم في موقف التحدي من الكافرين وأقصى ما ينالهم هو الأذى ، قال تعالى : (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ) آل عمران . وقال تعالى : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) التوبة

     4ـ أن الإسلام دين جميع الأنبياء وسيظل إلى قيام الساعة . قال تعالى : (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران . و لا يقبل الله غير الاستسلام المطلق ـ و لو كان عدم الاستسلام واحدا في المائة ، في أي جزء من أجزاء المنهج الإلهي ـ لأن الله لا يقبل أن يُشرَك به شيئا .

     5ـ أن العاقبة للأخيار وأجرهم على الله ، و أن الهلاك للأشرار و عقابهم مقطوعٌ به . قال تعالى : (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) الأنعام .  قال تعالى:(وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ، وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) هود .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©