الإصرار على الملك العضوض أو الجبري

خطبة الجمعة في مسجد جامعة الإيمان في 7 ربيع الأول 1432هـ الموافق 11 فبراير 2011م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/mlk.mp3

    الحكم هو الرأس والمسلمون مبتلون بوجع الرأس الدائم لأن الجنة ليست في الدنيا:

     هنالك نصوص كثيرة متواترة من حيث المعنى في ابتلاء الأمة بفساد الحكم  و اغتصاب الحكام له ، لأن الدنيا دار ممر لا مقر ، و قد تركنا عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر و غيره على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، و من ذلك :

     1ـ قال عليه الصلاة والسلام : (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم و آخرهن الصلاة ) رواه أحمد و ابن حبان و الحاكم عن أبي أمامة .قال الألباني صحيح .

     2ـ قال البخاري حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ

فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَمَعَنَا مَرْوَانُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ قُلْنَا أَنْتَ أَعْلَمُ .

    3ـ  جاء في (الفتح ) قَالَ اِبْن بَطَّال : جَاءَ الْمُرَاد بِالْهَلَاكِ مُبَيَّنًا فِي حَدِيث آخَر لِأَبِي هُرَيْرَة أَخْرَجَهُ عَلِيّ بْن مَعْبَد وَابْن أَبِي شَيْبَة مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ إِمَارَة الصِّبْيَان ، قَالُوا وَمَا إِمَارَة الصِّبْيَان ؟ قَالَ : إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ هَلَكْتُمْ - أَيْ فِي دِينكُمْ - وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ أَهْلَكُوكُمْ " أَيْ فِي دُنْيَاكُمْ بِإِزْهَاقِ النَّفْس أَوْ بِإِذْهَابِ الْمَال أَوْ بِهِمَا ، وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة " أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَمْشِي فِي السُّوق وَيَقُول : اللَّهُمَّ لَا تُدْرِكنِي سَنَة سِتِّينَ وَلَا إِمَارَة الصِّبْيَان " واستجاب الله له و لم يدركها ، ولفظه في (صحيح الجامع) : (تعوذوا بالله من رأس الستين و من إمارة الصبيان) رواه أحمد وأبو يعلى عن أبي هريرة .قال الألباني ضعيف ، إلا أن سكوت الحافظ عليه في الفتح يدل على احتجاجه به .. وَفِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ أَوَّل الْأُغَيْلِمَة كَانَ فِي سَنَة سِتِّينَ وَهُوَ كَذَلِكَ فَإِنَّ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة اُسْتُخْلِفَ فِيهَا وَبَقِيَ إِلَى سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ فَمَاتَ ثُمَّ وَلِيَ وَلَده مُعَاوِيَة وَمَاتَ بَعْدَ أَشْهُر ، وَهَذِهِ الرِّوَايَة تُخَصِّص رِوَايَة أَبِي زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة الْمَاضِيَة فِي عَلَامَات النُّبُوَّة بِلَفْظِ ( يُهْلِك النَّاس هَذَا الْحَيّ مِنْ قُرَيْش) متفق عليه ، وَإِنَّ الْمُرَاد بَعْض قُرَيْش وَهُمْ الْأَحْدَاث مِنْهُمْ لَا كُلّهمْ ، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ يُهْلِكُونَ الناس بِسَبَبِ طَلَبهمْ الْمُلْك وَالْقِتَال لِأَجْلِهِ فَتَفْسُد أَحْوَال النَّاس وَيَكْثُر الْخَبْط بِتَوَالِي الْفِتَن ، وَقَدْ وَقَعَ الْأَمْر كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا قَوْله في الحديث نفسه (لَوْ أَنَّ النَّاس اِعْتَزَلُوهُمْ) مَحْذُوف الْجَوَاب وَتَقْدِيره : لَكَانَ أَوْلَى بِهِمْ ، وَالْمُرَاد بِاعْتِزَالِهِمْ أَنْ لَا يُدَاخِلُوهُمْ وَلَا يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ وَيَفِرُّوا بِدِينِهِمْ مِنْ الْفِتَن اهـ . بتصرُّف .

     4ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ . رواه البخاري . فال الحافظ في (الفتح) : وَحَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ ، وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يُكنِّي عَنْ بَعْضه وَلَا يُصَرِّح بِهِ خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ ، كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة . وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ .اهـ .

     5ـ و في خطبة عتبة بن غزوان عند مسلم : وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا .

   6ـ  قال عليه الصلاة والسلام : (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ) .

     فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ ، وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي ، فَقُلْتُ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء .قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ :أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ . رواه مسلم .

    7ـ قال الألباني في (السلسلة الصحيحة) : قال عليه الصلاة و السلام : (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) رواه أحمد هكذا : ثنا سليمان بن داود الطيالسي ثنا داود بن إبراهيم الواسطي ثنا حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال : كنا قعودا في المسجد وكان بشير رجلا يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن سعد ! أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته . فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة : ( فذكره مرفوعا ) . قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه فقلت له : إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعني : عمر بعد الملك العاض والجبرية . فأدخل كتابي على عمر بن عبدالعزيز فسر به وأعجبه . ( والحديث حسن على أقل الأحوال إن شاء الله تعالى )  ..  ومن البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن العزيز ؛ لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة ولم يكن بعد ملكان : ملك عاض وملك جبرية والله أعلم اهـ .

     سماحة الإسلام :

     إن الإسلام متسامح ولذلك أمر بمقابلة الإساءة بالإحسان قال تعالى : (ادفع بالتي هي أحسن) حم السجدة . وأمر بأن يصبر المسلمون على الآباء والأمهات الأقارب والأزواج و ذوي الأرحام و كذلك على الولاة ، و أن يصبر بعضهم على بعض، وأمر بالتسديد والمقاربة . قال تعالى : ( و جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) الفرقان . و اغتصاب الحكم من الحكام من أسبابه انتشار الظلم بين الناس في الأسر و القبائل والتشكيلات و الشعوب قال تعالى : ( و كذلك نولِّي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) الأنعام . وقال تعالى : (إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم) الرعد . وكذلك طبيعة الدنيا فهي دار ابتلاء و ليست جنة رخاء، و كذلك من أجل تكون التنغيصات مانعًا من الركون إلى الدنيا ، و لو كان الناس في دين الصحابة لكان حكامهم كالخلفاء الراشدين ، و عندما تصهرهم الفتن في آخر الزمان ويصلُحون تعود لهم الخلافة الراشدة .

     الملك العضوض و الجبري وسنة الله في إزالة الطغاة ، و في حِفْظ دينه:

     واغتصاب الحكم مقرّر في الأحاديث كما ذكرنا وفي الواقع على مدى أربعة عشر قرنا وأنه ملك عضوض تعض فيه الأسرة على الملك و تتوارثه ، و كذلك ملك جبري و قد يتحوّل أحيانا إلى عضوض عند التمكُّن ، إلا أن الغالب في عصرنا  الملك الجبري . والملك يسري في دم و لحم الملوك ويعضون عليه أشد العض كما هو معلوم و مشاهد ، لأن الملك قد أشربته قلوبهم حتى صار مرضا وإدمانا وشذوذا لا يتصوَّر صاحبه العيش بدونه كالعبد الذي أشرب حب العبودية فهو يخاف من الحرية والعتق ، إلا أن الملوك في الماضي مع ذلك العض و التهالُك كانوا يُقِرُّون بضرورة الحكم بالشريعة ، لأن المشروعية العليا عندهم للإسلام . قال تعالى : (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر و لله عاقلة الأمور) الحج .

     أما اليوم فقد صار هؤلاء الملوك يجمعون بين الملك العضوض أو الجبري والحرص على إرضاء الدول الكبرى الكافرة والوثنية ، حتى جعلوها تستعمر المسلمين بواسطتهم ، فجمعوا بين شرّين عظيمين  ،كالذي يفرض نفسه سائقا لسيارة فيتغاضى الناس عنه فلا يكتفي بذلك و إنما يصر على أن يخرج بالناس من الطريق السويّ المعبَّد إلى طريق الوعورة المفضي إلى الهاوية، أو يمضي بهم لتسليمهم لعدوهم .  

     و الله لا يرضى بذلك فهو حافظٌ لدينه ، و قد هيأ في الأرض الطائفة الظاهرة التي هي قدَر الله الغالب لمواجهة الطغاة  التي لا يضرُّها من خالفها أو من خذلها ، والمواجهة منها تكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بالخروج عند الكفر البواح ، قال تعالى : ( و مِمَّن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون) الأعراف . إضافة لسنن الله سبحانه القاطعة الحاسمة في إزالة الطغاة  قال تعالى : (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) المائدة ، كما أن الله يدفع بالناس لأن لا يقبلوا أبدا بالجمْع بين الظلم و تنحية شرع الله ، و لكل ظالم مهما تشبَّث نهاية . و ما جرى في تونس ويجري في مصر إنما هو أمرٌ أتى من عنده سبحانه كما في الآية لم يخطِّط له المخططون ، و لا هيأ له السياسيون!!  فهل آن لحكام المسلمين أن يثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا من الخضوع للكافرين ويجعلوا المشروعية العليا للإسلام ؟!

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©