لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
www.ssadek.com/jomaa/kdwra.mp3
*
الكلمة أساس الخير وأساس الشر فالإيمان كلمة
طيبة والكفر كلمة خبيثة ، والرسل إنما رسالتهم
الكلمة ، والطواغيت يفسدون في الأرض في مبدإ
الأمر بالكلمات .. كما حكى الله عن فرعون : (
ما علمت لكم من إله غيري ) القصص ..( إنما
أوتيته على علم عندي ) القصص . وأول معصية
كانت كلمة ، كما حكى الله عن إبليس : ( قال
أنا خير منه ) ص .
وأول قُرْبة من البشر كانت كلمة ..
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( لما خلق الله آدم ونفخ فيه
الروح عطس فقال
الحمد لله ، فحمد الله بإذنه فقال له ربه :
رحمك الله يا آدم ، اذهب إلى أولئك الملائكة ،
إلى ملإ منهم جلوس فقل : السلام عليكم ،
قالوا وعليك السلام ورحمة الله .
ثم رجع إلى ربه فقال : إن هذه تحيتك
وتحية بنيك بينهم ، فقال الله له ويداه
مقبوضتان : اختر أيهما شئت ، قال : اخترت
يمين ربي ، وكلتا يدي ربي يمين مباركة ، ثم
بسطها فإذا فيها آدم وذريته
، فقال : أي رب ما هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء ذريتك
، فإذا كل إنسان مكتوب عمرُه بين عينيه ، فإذا
فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم ، قال : يا رب
من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود قد كتبت له عمر
أربعين سنة ، قال : يا رب زده في عمره ، قال :
ذاك الذي كتبت له ، قال: أي رب فإني قد جعلت
له من عمري ستين سنة ؟ قال أنت وذاك قال : ثم
أُسكِن الجنة ما شاء الله ، ثم اهبط منها فكان
آدم يعُدُّ لنفسه ، قال: فأتاه ملك الموت فقال
له آدم : قد عجلت قد كُتِب لي ألف سنة ، قال:
بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة . فجحد
فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته ، قال : فمن
يومئذ أُمِر بالكتاب والشهود ) رواه الترمذي
وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه .
و قال : قد روي من غير وجه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية زيد بن
أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم .
ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، و قال
الألباني حسن صحيح .
وأول معصية من البشر بدأت بالكلمة من أحد
ابْنَيْ آدم ( قال لأقتلنَّك ) المائدة .
والمشورات الصالحة بالكلمات فقد تولّى عمر بن
عبد العزيز وجاء على يده الخير الكثير بكلمة
من رجاء بن حيوة على غير توقُّع . والمؤمرات
والدمار تصدر بها كلماتُ أَوامر كقنبلتي
هيروشيما وناجازاكي .
*عن
أبي هريرة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما
يَتَبَيَّن فيها يزِلُّ بها في النار أبعد مما
بين المشرق ) رواه البخاري . وفي بعض النسخ (
أبعد ما ) ، والمقصود أن المشرق ممتد مابين
الشمال والجنوب فما بين طرفيه مسافة بعيدة .
وعند مسلم ( أبعد ما بين المشرق والمغرب ) .
وعند الترمذي: ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا
يرى لها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار )
قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .
وعند أحمد وابن ماجه بنحو ما عند الترمذي .
قال الألباني والأرناؤوط صحيح .
*عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا
يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن
العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها
بالاً يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري .
*وقال ابن كثير قال الإمام أحمد : حدثنا
أبو معاوية حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة
الليثي عن أبيه عن جده علقمة عن بلال بن
الحارث المزني رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليتكلم
بالكلمة من رضوان صلى الله عليه وسلم تعالى ما
يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عز وجل له
بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم
بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما
بلغت ، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى
يوم يلقاه ) فكان علقمة يقول : كم من كلام
قد منعنيه حديث
بلال بن الحارث . ورواه الترمذي والنسائي وابن
ماجه من حديث محمد بن عمرو به وقال الترمذي :
حسن صحيح . وقال الألباني و الأرناؤوط صحيح .
وعند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن
علقمة بن وقاص قال : كان رجل بطَّال يدخل على
الأمراء فيُضحِكهم فقال له جَدِّي ( علقمة ) :
ويحك يا فلان لِمَ تدخل على هؤلاء و تضحكهم ؟
فإني سمعت بلال بن الحارث المزني ...وساق
الحديث .
* قال الحافظ في ( الفتح ): قال بن عبد
البر: الكلمة التي يهوى صاحبها بسببها في
النار هي التي يقولها عند السلطان الجائر .
وزاد بن بطّال بالبغي أو بالسعي على المسلم
فتكون سببا لهلاكه ، وإن لم يُرِد القائل ذلك
لكنها ربما أدّتْ إلى ذلك ، فيكتب على القائل
إثمها . والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب
بها الرضوان هي التي يدفع بها عن المسلم مظلمة
، أو يفرج بها عنه كربة ، أو ينصر بها مظلوما
. وقال غيره في الأولى : هي الكلمة عند ذي
السلطان يرضيه بها فيما يسخط الله . قال ابن
التين : هذا هو الغالب وربما كانت عند غير ذي
السلطان ممن يتأتى منه ذلك . ونقل عن بن وهب
أن المراد بها : التلفظ بالسوء والفحش ما لم
يُرِد بذلك الجحد لأمر الله في الدين . وقال
القاضي عياض : يحتمل أن تكون تلك الكلمة من
الخنا والرفث ، وأن تكون في التعريض بالمسلم
بكبيرة أو بمجون ، أو استخفاف بحق النبوة
والشريعة وان لم يعتقد ذلك . وقال الشيخ عز
الدين بن عبد السلام : هي الكلمة التي لا يعرف
القائل حسنها من قبحها ، قال : فيحرم على
الإنسان أن يتكلم بما لا يعرف حسنه من قبحه .
.. وقال النووي : في هذا الحديث حثٌّ على حفظ
اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما
يقول قبل أن ينطق ، فان ظهرت فيه مصلحة تكلم
وإلا أمسك ...
وقال الحافظ أيضا : ( لا يُلقي لها بالاً
) بالقاف في جميع الروايات ، أي لا يتأملها
بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها، ولا يظن أنها
تؤثر شيئا ، وهو من نحو قوله تعالى: (
وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) النور .
وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الذي
أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه الترمذي وبن
حبان والحاكم بلفظ ( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة
من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب
الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة )، وقال
في السخط مثل ذلك .اهـ .
* وإن من أخطر الكلام القول على الله
بغير علم ، وتعاطي الاجتهاد في الشرْع من جهة
العوام ، كما في الخوض هذه الأيام في العمل
على منْع الزواج المبكر ، مسايَرةً للغرْب ..
مع أن الاجتهاد إنما هو من اختصاص العلماء
المؤهلين .
* وإن من الكلام الذي ينفع صاحبه هذه
الأيام مناصرة المجاهدين الذين يشن عليهم
الكافرون والمنافقون الحملات ، ومنها حملات
الإعلام والكلام في غزة فلسطين وأفغانستان
وباكستان وغيرها بدعوى الإرهاب ، وكذلك نصرة
الأقصى والوقوف مع المواجِهين لليهود في بيت
المقدس الذين يريدون هدْم الأقصى وبناء كنيس
الخراب وهيكلهم المزعوم .
* عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم :
(
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
ليصمت ) رواه الجماعة إلا النسائي وابن ماجه .
وعن معاذ بن
جبل في حديث له مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم : قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما
نتكلم به ؟ قال : ( ثكلتك أمك!! وهل يَكُبُّ
الناسَ في النار على وجوههم أو قال على
مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه أحمد
والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي
حديث حسن صحيح ، وقال الألباني والأرناؤوط
صحيح .
|