متى تضع الحرب أوزارها في جميع المجالات؟

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 2 شعبان 1433هـ الموافق 22 يونيو 2012م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/harbb.mp3

    قال تعالى : ( فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبـِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) محمد .

     جاء في الدرّ المنثور :

    أخرج ابن سعد وأحمد والنسائي والبغوي والطبراني وابن مردويه و قال الألباني صحيح عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه قال : بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله : إن الخيل قد سُيِّبتْ و وُضِع السلاح وزعم أقوام أن لا قتال ، وأن قد وضعت الحرب أوزارها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (كذَبوا فالآن جاء القتال ، ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خالفهم ، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم  ، ويقاتلون حتى تقوم الساعة ، ولا تزال الخيل معقودا في نواصيها الخير حتى تقوم الساعة ، ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج) .

    وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : فُتِح لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتْح فقلت يا رسول الله اليوم ألقى الإسلام بجِرانه ووضعت الحرب أوزارها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن دون أن تضع الحرب أوزارها خِلالاً ستًّا أولهن موتي ، ثم فتْح بيت المقدس ، ثم فئتان من أمتي دعواهم واحدة يقتل بعضهم بعضا ، ويفيض المال حتى يُعطَى الرجل المائة دينار فيتسخَّط ، وموتٌ يكون كقُعاص الغنم ، وغلامٌ من بني الأصفر ينبُت في اليوم كنبات الشهر ، وفي الشهر كنبات السنة ، فيرغب فيه قومه فيُمَلِّكونه ، يقولون نرجو أن يُردَّ بك علينا مُلْكُنا فيَجمع جمْعًا عظيما ، ثم يسير حتى يكون فيما بين العريش وأنطاكية ، وأميركم يومئذٍ نِعْم الأمير فيقول لأصحابه : ما ترَون ؟ فيقولون نقاتلهم حتى يحكُم الله بيننا وبينهم  ، فيقول لا أرى ذلك ، نحرز ذرارينا وعيالنا ونُخلِّي بينهم وبين الأرض ، ثم نغزوهم وقد أحرزنا ذرارينا ، فيسيرون فيخلُّون بينهم وبين أرضهم ، حتى يأتوا مدينتي هذه فيستمِدُّون أهل الإسلام فيمدُّونهم ، ثم يقول لا ينتدبنَّ معي إلا من يهَب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بيني وبينهم ، فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون على ذلك ، فيقول حسبي سبعون ألفا لا تحملهم الأرض ، وفيهم عينٌ لعدوِّهم فيأتيهم فيخبرهم بالذي كان ، فيسيرون إليهم حتى إذا التقوا سألوا أن يُخَلّي بينهم وبين من كان بينهم وبينه نسب ، فيدْعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون ؟ فيقول : ما أنتم بأحق بقتالهم ولا أبعد منهم ، فيقول : فعندكم فاكسروا أغمادكم  ، فيَسُلُّ الله سيفه عليهم فيُقتل منهم الثلثان ويفرُّ في السفن الثلث وصاحبهم فيهم ، حتى إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتْهم إلى مراسيهم من الشام فأُخذوا فذُبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل ، فيومئذ تضع الحرب أوزارها).

      جاء في تفسير ابن كثير :

     وقوله عز وجل: (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) قال مجاهد: حتى ينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، وكأنه أخذه من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) أخرجه أبو داود والحاكم عن عمران بن حصين كما في (الفتح). و قال الإمام أحمد: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: إن سلمة بن نفيل السكوني ... ثم ذكر الحديث الذي سبق في (الدر المنثور) .

     و رواه أبو القاسم البغوي  عن سلمة ..و الحافظ أبو يعلى الموصلي عن داود بن رشيد به ، والمحفوظ أنه من رواية سلمة بن نفيل كما تقدم ، وهذا يقوي القول بعدم النسخ كأنه شرع هذا الحكم في الحرب إلى أن لا يبقى حرب . وقال قتادة (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) حتى لا يبقى شرْك ، وهذا كقوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) . اهـ . بتصرُّف .

     و جاء في تفسير الشوكاني :

     ثم ذكر سبحانه الغاية لذلك فقال : (حتى تضع الحرب أوزارها) أوزار الحرب التي لا تقوم إلا بها من السلاح والكُراع ، أسند الوضع إليها وهو لأهلها على طريق المجاز والمعنى : أن المسلمين مخيرون بين تلك الأمور إلى غايةٍ هي أن لا يكون حرب مع الكفار ، قال مجاهد : المعنى حتى لا يكون دين غير دين الإسلام ، وبه قال الحسن . قال الكسائي : حتى يُسلِم الخلق . قال الفراء : حتى يؤمنوا ويذهب الكفر . وقيل المعنى : حتى يضع الأعداء المحاربون أوزارهم وهو سلاحهم بالهزيمة أو الموادَعة .

      و قد اختلف العلماء في هذه الآية هل هي محكمة أو منسوخة فقيل إنها منسوخة في أهل الأوثان و أنه لا يجوز أن يفادوا و لا يُمَنُّ عليهم والناسخ لها قوله : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) و قوله : (فإما تثقفنهم في الحرب فشرِّدْ بهم مَن خَلْفهم) و قوله : (و قاتلوا المشركين كافة) و بهذا قال قتادة و الضحاك و السدي و ابن جريح و كثير من الكوفيين .. قالوا : و المائدة آخر ما نزل فوجب أن يُقتل كل مشرك إلا من قامت الدلالة على تركه من النساء و الصبيان و من تؤخذ منه الجزية وهذا هو المشهور من مذهب أبي حنيفة و قيل إن هذه الآية ناسخة لقوله : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) روي ذلك عن عطاء وغيره .

     و قال كثير من العلماء : إن الآية مُحْكَمة و الإمام مخيَّرٌ بين القتل والأسْر ، وبعد الأسْر مخيَّرٌ بين المنّ و الفداء  ، و به قال مالك و الشافعي و الثوري و الأوزاعي و أبو عبيد و غيرهم ، و هذا هو الراجح لأن النبي صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين من بعده فعلوا ذلك .

     و قال سعيد بن جبير : لا يكون فداء ولا أسْر إلا بعد الإثخان و القتل بالسيف لقوله : (ما كان لنبي أن يكون له أسْرى حتى يُثْخِن..) فإذا أسَر بعد ذلك فللإمام أن يحكم بما رآه من قتْل أو غيره.

     (ذلك ولو يشاء الله لانتصرَ منهم) محل (ذلك) الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي الأمر ذلك ، وقيل في محل نصب على المفعولية بتقدير فِعْل : أي افعلوا ذلك ، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه ما تقدم : أي ذلك حكْمُ الكفار . ومعنى لو يشاء الله لانتصر منهم : أي قادر على الانتصار منهم بالانتقام منهم وإهلاكهم وتعذيبهم بما شاء من أنواع العذاب (و لكِنْ) أمرَكم بحرْبهم (ليبلو بعضكم ببعض) أي ليختَبِر بعضكم ببعض فيعلم المجاهدين في سبيله والصابرين على ابتلائه ، ويُجْزِل ثوابهم ويعذِّب الكفار بأيديهم .

     و خلاصة الحكم الشرعي المعلوم من هذه الآية و غيرها من االنصوص أنّ مشركي العرب لا يقبل شيءٌ منهم إلا الإسلام ، فإن لم يسلموا فالقتل . وأما مَن سواهم فإنهم إذا أُسِروا فالمسلمون فيهم بالخيار ، إن شاءوا قتلوهم وإن شاءوا استَحْيَوْهُم ، وإن شاءوا فادَوْهم إذا لم يتحوَّلوا عن دينهم ، فإن أظهروا الإسلام لم يفادَوا ، ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتْل الصغير والمرأة والشيخ الفاني .

    و أخرج عبد بن حميد و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إمامًا مهديًّا وحكما عدْلاً فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و توضع الجزية وتضع الحرب أوزارها) . وأخرج ابن سعد و أحمد والنسائي و البغوي و الطبراني و ابن مردويه عن سلمة بن نفيل عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث قال : (لا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج) . اهـ . بتصرُّف .

     و قال البخاري : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُم ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ و في إحدى روايات البخاري (وَيَضَعَ الحَرْبَ) وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء .

     و قال الإمام أحمد كما روى عنه ابنه عبدالله :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) . قال الألباني والأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .

     و في كتاب قصة الدجال للألباني :

      قال عليه الصلاة و السلام : ( ليس بيني وبينه نبيٌّ ( يعني : عيسى ) وإنه نازلٌ فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجل مربوعٌ إلى الحمرة والبياض بين مُمَصَّرَتين كأن رأسه يقطُر وإن لم يصبه بلَل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدُقُّ الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ، و يهلك الله في زمانه المِلَل كلها إلا الإسلام ويهلك (الله في زمانه) المسيح (الكذاب) الدجال (وتقع الأمَنَة على الأرض حتى ترتَع الأُسود مـع الإبل ، والنِّمار مـع البقر ، والذئـاب مع الغـنم ، ويلعب الصبيان بالحيّات لا تضرُّهم) فيمـكث في الأرض أربعيـن سنة ثم يُتوفَّى فيـصلِّي عليه المسلمون ( ويدفنونه)  ) .

 أخرجه أبو داود والسياق له و ابن حبان و أحمد و ابن جرير في ( التفسير ) والآجُرِّيُّ وعبد الرزاق وزاد : ( وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين ) .

     و إسناده صحيح وصححه الحافظ ، و هو مخرَّج في (الأحاديث الصحيحة 2182) اهـ .      و في صحيح مسلم بعد خبر يأجوج و مأجوج ... (ثم يرسل الله مطَرًا لا يكنُّ منه بيتُ مدَر ٍولا وبَرٍ فيَغْسِل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثَمَرَك وردِّي برَكَتك فيومئذ تأكل العصابة من الرُّمانة ويستظلون بقَحْفها ، ويُبارَك في الرِّسْل (اللبَن) حتى أن الِّلقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخِذ من الناس ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطِهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شِرَار الناس يتهارجون فيها تهارُج الحُمُر فعليهم تقوم الساعة) .

     الحرب المستمرَّة بين المسلمين والحربِيِّين في كل المجالات ومتى تضع أوزارها :

     إن الحرب بين الإسلام من جهة و بين حِلْف الكفر والنفاق من جهة أخرى مستمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والمنهجية ولن تضع أوزارها ، بل و تزول العداوات جملةً إلا عندما يزول الكفر في عهد عيسى عليه السلام ، فلا توجد جهة يحترب معها الإسلام .

     و بعد ذلك يأتي دور الإسلام ليزول أيضا بعد وفاة عيسى و هبوب الريح التي تقبض أرواح المؤمنين ، و يعود الكفر فلا توجد جهة مقابلة يحترب معها .

    و لذلك فإن الصلح المصطنع بين الإسلام والكافرين الحربيين و عملائهم من المنافقين في هذه الأيام هو انخداعٌ من طرَف واحد هو بعض المسلمين قال تعالى : (هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) آل عمران .

     و انظروا ماذا يجري من المؤامرة في مصر هذه الأيام ، ووراء المؤامرة اليهود و الصليبيون ؟ لا يُراد للإسلاميين أن يَحْكُموا لا بالإسلام و لا بالديمقراطية !! رغم أغلبيتهم و جهودهم و تضحيات الإخوان على مدَى ثمانين عاما ، كالتي قال لها زوجها إن صعدتِ فأنتِ طالق و إن نزلتِ فأنتِ طالق .. و بأي منطق يقرّر أقباط مصر و هم الأقلية (المحفوظة حقوقها أربعة عشر قرنًا) مصير مصر حتى بالمعيار الديمقراطي ؟ مما يدل على أنه لا عدْل إلا في الإسلام  .. فالديمقراطية منهج أرضي لا أخلاقي قائم على التحايُل و القدرة على توظيف الإمكانات (بالتزوير (المشروع!!) و الترويج الذكيّ والدعاية) ، و لذلك يحكُم اليهود كثيرا من دول العالم و منها الدول الكبرى ، و هل يجوز أن يقرِّر اثناعشر مليونا و هم ليسوا على حق و معظمهم كفار أقباطٌ مصير تسعين مليونا معظمهم مسلمون ؟!!.. أما الإسلاميون فحتى و إن كانوا أقلية فهم حمَلة منهج الله صاحب الخلق و الأمر (الدين) المؤيد بالمعجزات النبوية ، المتفرِّد ، و لا يملك هذا التَّفَرُّد أيُّ منهج آخر ..   

     و هل آن الأوان لكي يحدث فكُّ الارتباط بين بعض الإسلاميين و بين الديمقراطية ؟ بإعلان أن  منهج الإسلام هو المشروعية العليا في بلاد الإسلام و صاحب الشوكة وغير قابل للتصويت ، و أن اختيار من يحكُم به هو من اختصاص أهل الحل والعقد و على رأسهم العلماء كما كان الحال طَوال أربعة عشر قرناً ، فنعود بالناس إلى مربَّع الإسلام بدلاً من أن يأخذنا المنهزمون إلى مربَّع الديمقراطية فننهزم مرتين،مرةً في التنازل عن المنهج، و مرّةً في القبول بالأغلبية التي هي على كفّ عفريت!! مالذي حصل للإسلاميين في الجزائر؟ ثم في غزة؟ ثم الآن ماذا يحدث لهم في مصر؟الحرب باقية.

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©