لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/fas.mp3
*التآمر والغدر لا أمان معهما
، وعنوان موضوعنا مَثَلٌ عند العرب أصله أن
رجلاً اعتدى على وادٍ تحميه حيَّةٌ فقتلتْه ،
ثم أراد أخوه الثأر فاصطلحتْ معه الحية على أن
يرعَى في الوادي و تعطيه ديناراً كل يوم ،
فلما كثر ماله أراد الغدر ، فأعدّ فأساً لضرب
الحية فأخطأَها، وتركت الضرْبة أثراً على
الأرض بجوار الحية ، ثم ندم الرجل وأراد
المصالحة من جديد فرفضت الحيّة ، وقالت هذه
العبارة فذهبت مثلاً.
*وهؤلاء المغضوب عليهم والضالون يمدُّون
لنا على سبيل المراوغة حبال التصالح ، ويزعمون
الحرص على السلام و على حقوق الإنسان ،
ويأخذون ثرواتنا ويحتلون أراضينا ويوقِّعون
معنا الاتفاقات ، و لكن فؤوسهم تضرب في رؤوسنا
باستمرار .
*في الآونة الأخيرة لا تزال تضربنا
فؤوسهم في غزة ، أضرموا المحرقة فيها قبل عام
مابين حاطم وداعم ، وكانت الحصيلة قتل وجرح
الآلاف وتدمير المساكن بالآلاف وتلويث المياه
والبيئة بالأسلحة الممنوعة ، بعد حصار قاتل ،
وازداد الحصار بعد المحرقة للحفاظ على آثار
المحرقة ، وتكفَّلت فرنسا في لقاء شرم الشيخ
بعد المحرقة بتخصيص سفينة لتشديد الحصار على
الضحية غزة ، وخصصت الآن قمراً صناعيا فوق غزة
للحصار ومراقبة الأنفاس من الجو ، و تكفَّلت
أمريكا عن طريق أذيالها بدعم الحصار بتمتين
سور رفح ، وتزويده بالكاميرات والاستحكامات
وتدمير الأَنفاق ، وأخيراً بمؤامرة الجدار
الفولاذي وجلب ماء البحر لتطيين المنطقة
لإفساد الأَنفاق التي هي شرايين الإسعاف
المتبقية لغزة!! . . واليهود من جانبهم
يضربون ويراقبون ويحاصرون بلا هوادة. .
* والأنكى والمضحك في آنٍ واحد ، وشر
البلية مايضحك ، بل الحقيقة أنه يثير القَرَف
والاشمئزاز أن هنالك من بني جلدتنا من يزعُم
ـ مع تمكينه لضربات الفؤوس اليومية ، ومع
تنفيذه مؤامرة الحصار والجدار الفولاذي ، دون
التفات للنصح والفتاوى التي تقضي بأن مظاهرة
العدوِّ قد تصل إلى الرّدّة ـ أن هنالك من
يزعُم بفعله هذا أنه يمارس السيادة ، رغم أنه
يمارس قمة الاستجابة للمغضوب عليهم والضالين ،
تماماً كمُدَّعي الشهامة ، وهو يُدخِل الأجانب
على أهله .
* وهنالك فؤوس لِحِلْف المغضوب عليهم
والضالين تضرب في باكستان حيث جعلوا
الباكستانيين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم ضد
كيانهم لتنفيذ مؤامرة عدوِّهم في الفوضى
الخلاقة بتدمير مقومات بلدهم وشعبهم ، فالجيش
يضرب الشعب بزعم محاربة الإرهاب ، والشعب يضرب
الجيش .. والنتيجة تدمير الدولة الإسلامية
النووية الوحيدة ، لتصبح فريسة سهلة لعدوّتها
التاريخية الهند خصوصاً وللوجود الأجنبي
عموماً ..
وفؤوسٌ مثل ذلك تضرب في العراق كانت
حصيلتها الدمار الشامل وقتل وتشريد الملايين
والتمزيق الطائفي للبلد .
وفي الصومال فؤوس .. فإثيوبيا بتخطيطهم
تدعم جهة ، وإريتريا تدعم جهة أخرى ليستمر
الاقتتال والأهوال وعدم الاستقرار في الصومال
.
وفعلوا في الجزائر مثل ذلك من قبل ،
ويفعلون في السودان .
وجاء الدور على اليمن لتمزيقه و تزويد الأطراف
المناسبة بالأموال وبالسلاح لضمان الاشتعال ،
بعد التحضير من قبل على مدى سنوات للفوضى بخطط
الجرعات والفساد . ثم حان وقت الاتفاقات
للتدخلات .. ووقت التآمرات بالمؤتمرات .. و
القيام بالضرب العشوائي الذي يزيد الطين
بِلَّةً ، بحجة ملاحقة المطلوبين .. ويؤدي
إلى المزيدٍ من الإثارة وإشعال النفوس ، و إلى
المزيد من التمزيق للجسد المثْخن أصلا
بالصراعات التي صنعوها..
* يضربون الجسد المريض المثخَن بلا رحمة
و لاإنسانية وبلا تثبُّت .. فيدمِّرون القُرى
على ساكنيها ، والمنازل على أطفالها ونسائها ،
وما سمعنا أنهم فعلوا مثل ذلك في ديارهم بحجة
ملاحقة المطلوبين !!
*لقد حذَّرنا ربنا من حِلف المغضوب عليهم
والضالين ، ونحن نعلن البراءة منهم في كل ركعة
، وحذَّرنا سبحانه من موالاتهم وطاعتهم ، قال
سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا
الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا
خاسرين ، بل الله مولاكم وهو خير الناصرين) آل
عمران . وأمرَنا سبحانه بعلاج أمورنا بدون
الاستعانة بغيرنا ، و نعلم بالضرورة من ديننا
أن ملاحقة المطلوبين والصائلين ـ عندما يوجدون
ـ تكون بطريقتنا .. وفي شرعنا وعند علمائنا ما
يكفينا ، فهل من يقَظةٍ وانتباه؟!
* إننا في أمس الحاجة للرجوع إلى الله
والنهي عن المنكرات ، وسؤاله ألاّ يسلط علينا
من لا يخافه ولا يرحمنا ، وعلينا أن يكون لنا
وِرْدٌ من النصح اليومي والاستغفار اليومي
والدعاء اليومي ، فإن الفتن صارت وِرْداً
يوميّاً .. ولا نيأس ، ولا ينتظر أحدنا إلى أن
يقع الفأس على الرأس ،
قال تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ
مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ
عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا
إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ ،
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ
وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)الأنبياء.
وقال تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا
وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً
عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ) يونس . و قال
تعالى : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
الحج . و حسبنا الله و نعم الوكيل .
|