لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/etha.mp3
*
قال صلى الله عليه وسلم: (إنما
الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا
ينكسفان لموت أحد من الناس ،فإذا رأيتم شيئا
من ذلك فصلوا حتى تنجلى ، ما من شيء توعدونه
إلا قد رأيته في صلاتي هذه ، لقد جيء بالنار
وذلكم حين رأيتموني تأخرت ـ تأخرت الصفوف معه
إلى النساء ـ مخافة أن يصيبني من لفْحها ،
وحتى رأيت فيها صاحب المِحْجَن يجرُّ قُصْبه
ـ أمعاءه ـ في النار ، كان يسرق الحاج
بِمِحْجنه فإن فطِن له قال إنما تعلَّق
بِمِحْجني ، وإن غفَل عنه ذهب به ، وحتى رأيت
فيها صاحبة الهرة التي ربطتْها فلم تُطعمها
ولم تدعها تأكل من خَشَاش الأرض حتى ماتت جوعا
. ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدَّمت
حتى قُمْتُ في مقامي ، ولقد مددت يدي وأنا
أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ، ثم
بدا لي أن لا أفعل . فما من شيء توعدونه إلا
قد رأيته في صلاتي هذه) رواه مسلم واحمد وابن حبان وغبرهم
.
* في هذا بيان أن الجنة والنار
مخلوقتان وليس كما يقول المبتدعة كالمعتزلة
ونحوهم كما قال النووي ، قال تعالى في الجنة :
(أُعِدَّت للمتقين) آل عمران . وقال تعالى في
النار: (أُعدّت للكافرين) البقرة . ولما رآهما
قال كما في الصحيحين :(لو
تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا)
.
* و في الحديث بيان خطورة إيذاء الخلْق
وتعذيبهم فقد دخلت امرأة النار في هرة ، فكيف
بإيذاء البشر و سَجْنهم وحصارهم ؟! وفي
الحديث الذي رواه الجماعة إلا الترمذي أن نملة
قرصت نبيا فأحرق قرية النمل ، فأوحى الله إليه
: (فهلا نملةً واحدة) مما يدل على ضرورة العدل
حتى مع الحيوان .
عن سعيد بن جبير قال : كنت عند ابن عمر فمر
بفتية أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها ، فلما
رأوا ابن عمر تفرّقوا عنها ، وقال ابن عمر من
فعل هذا ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم لعَن
من فعل هذا ، متفق عليه ، وعند أحمد :
إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لعن الله
من اتخذ شيئاً فيه الروح غَرَضاً) .
*والتعاون في الإيذاء والتعذيب والنقل
والنميمة والاعتداء على العِرض خطر عظيم ..
عن
المستورد بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (من أكل برجل مسلم أكْلة فان الله عز
وجل يُطْعِمه مثلها من جهنم ، ومن اكتسى برجل
مسلم ثوبا فان الله عز وجل يكسوه مثله من جهنم
، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة فإن الله عز
وجل يقوم به مقام سمعة يوم القيامة) رواه أحمد
وأبو داود والحاكم والطبراني وغيرهم وصححه
الحاكم ووافقه الذهبي ، وقال الألباني صحيح و
الأرناؤوط حسن .
*وحرمة المال عظيمة كذلك فهذا صاحب
المِحْجن كانت عاقبته ما في الحديث ، وخداع
الناس في الاعتداء عليهم قد ينطلي عليهم ،
ولكن لا ينطلي على الله .
*فليتق الله من ابتلاهم الله بالقدْرة ،
ومن دعته قدرته إلى ظلم الناس فليتذكر قدرة
الله عليه .
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : كنت
أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي :
(اعلم أبا مسعود !) فلم أفهم الصوت من الغضب
فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فإذا هو يقول : (اعلم أبا مسعود أن
الله عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلام)
فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا .
وفي رواية فقلت يا رسول الله : هو حرٌّّ لوجه
الله تعالى . فقال : (أما لو لم تفعل
لَلَفَحَتْك النار ، أو لَمَسَّتْك النار)
رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم .
* ودعوة المظلومة ليس بينها وبين الله
حجاب كما في الحديث الذي رواه الجماعة ،
وكثيراً ما يُعَجِّل الله العقوبة عقيب الدعاء
.
لا تظلمنَّ إِذا ما
كنتَ مقتدراً
...
فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ
تنامُ عينكَ والمظلــومُ منتبهٌ
...
يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ
|