الانفصاليون أبغض الناس إلى الله

خطبة جمعة في مسجد الإصلاح  في 5 جماد ثاني 1430هـ الموافق 29 مايو 2009م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/enfsal.mp3

     * ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة : مُلحِدٌ في الحرَم و مُبْتَغٍ في الإسلام سنة الجاهلــية و مُطَّلِبٌ دمَ امرئٍ بغير حق ليهريق دمه)خ  عن ابن عباس  . طب فى (المعجم الكبير)  من طريق نافع بن جبير عن ابن عباس  .قال الشيخ الألباني :  صحيح .1

     قال المناوي في فيض القدير: ( أبغض الناس إلى الله ) أي أبغض عصاة المؤمنين إليه كما أفاده القاضي : المـراد بالناس المقول عليهم جميع عصاة الأمة ، وأن الكافر أبغض من هؤلاء المعدودين .1

     وقول الطيبي : أراد بالناس المسلمين بدليل قوله ( ومبتغٍ في الإسلام ) ..

      ( ثلاثة ) أحدهم إنسان ( ملحد ) بالضم أي مائل عن الاستقـامة ( في ) حق ( الحرم ) المكي بأن هتك حرمته بفعل محرم فيه من الإلحاد ، وهو الميل عن الصـواب أو من اللحد وهو الحفرة المائلة عن الوسط ومصداقه ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلــم ) الحج ، ذكره القاضي . قال الزمخشري : ومن المجاز لحَدَ السهم عن الهدف ، ولحــد عن القصد عدل عنه ، وألحد في دين الله ، وألحد في الحرم ، ولحد إليه مال إليه انتهى . وقــال الراغب : ألحد بلسانه إلى كذا مال ومنه ( الذين يلحـــدون في آياتنا ) الشورى ، وألحد مال عن الحق، والإلحاد ضربان : إلحاد إلى الشرك بالله وإلحــاد إلى الشرك بالأسبـاب ، فالأول ينافي الإيمان ويبطله  ، والثاني يوهن عُراهُ ولا يبطله  ، وذلك لهتـك حرمتـه مع مخالفته أمر ربه فهو عاص من وجهين فهو بالبغض جدير .1

     واستُشكِل بأن ظاهره أن فعل الصغيرة في الحرم المكي أشد به من فِعــل الكبيرة في غيره ، وأجيب بأن الإلحاد عرفا يستعمل في الخارج عن الدين  ، فإذا وصـف به من ارتكب محرما كان إشارة إلى عِظَمه ، ويدل عليه آية ( ومن يُرِد فيه بإلحـــاد بظلــم ) الحج ، فإن الإتيان بالجملة الاسمية في الحديث يفيد ثبوت الإلحاد ودوامه ، والتـنوين للتعظيم فهو إشارة إلى عظم الذنب . قالوا وهذا من خصائص الحرم فإنه يعاقـب الناوي للشر فيه إذا عـزم عليه ولم يفعـله . وذهـب بعض الصحــابة إلى أن السيئات تتضاعف فيه كالحسنات .1

      ( و ) ثاني الثلاثة ( مبتغ ) بضم الميم وسكون الموحدة وفتح الفوقية وعين معجمة طالب     ( في الإسلام ) أي في دينه ( سنة الجاهلية ) أي إحياء طريقة أهل زمـن الفترة سمي به لكثرة الجهالة فيه ، كقتل البنات والطيرة والكهانة ، والنياحة والميسر والنيروز، ومنع القود عن مستحقه ، وطلب الحق ممن ليس عليه كأصله وفرعه ، فإطلاق السنة على فعل الجاهلية ورد على أصل اللغة أو للتهكم .1

     ( و ) الثالث ( مطَّلب ) بالضم وشد الطاء وكسر اللام مفتعِــل من الطـلب أي متطلب فأبدلت التاء طاء وأدغم أي التكلف للطلب المبالغ فيه ( دم ) أي إراقة دم ( امرئ ) مثلث الراء أي رجل وهو للذكَر وخص بالذكَر هنا وفي نظائره لشــرفه وأصالته وغلبة دوران الأحكام عليه ، كما مر في الخنثى والأنثى مثله في الحكم ومـا ذكر من أن المرء يختص بالذكر هو ما عليه كثير لكن قال الحراني : المرء اســم سن من سنان الضبع يشارك الرجل فيه المرأة ويكون له فيه فضل ما . ( والــدم)" رزق البدن والأقرب إليه المحيط به ولم يقيد هنا بالمسلم اكتفاء بقوله  ( بغير الحق ) وقيْده به في رواية زيادة للبيان ، فخرج نحو حربي ومرتد وقاطـع طريق ومهدرٌ بأي سبب كان والقوَد .1

     ( ليهريق ) بضم أوله وهاء مفتوحة قد تسكن أي يصب ( دمه ) أي يقتله بنحو ذبح أو ضرب عنق بنحو سيف فيسيل دمه ، وخص هذه الكيفية المشتملة على إسالة الدم لكونها أغلب طرق القتل والمراد إزهاق روحه بمحدد أو مثقل أو غيرهما كنحـو سم  ، ولما كان المنع من إراقة الدم أعظم المقاصد أو هو أعظمـــها أعاده صريحا ولم يكتف بيهريقه وإن كفى ، والمراد الطلب المترتب عليه المطلوب أو ذكر الطـلب ليلزم في الإهراق بالأولى ففيه مبالغة ذكره الكرماني .1ا.هـ.كلام المناوي.1

      * وإنما كان هؤلاء الثلاثة أبغض المؤمنين إليه لأنهم جمعوا بين الذنب وما يزيد به قبحا من الإلحاد وكونه في الحرم  ، وإحداث البدعة في الإسلام وكونها من أمــر الجاهلية  ، وقتل نفس لا لغرض بل بمجرد كونه قتلا ، ويزيد القبح في الأول باعتبار المحل وفي الثاني باعتبار الفاعل وفي الثالث باعتبار الفعل .1

      قال القاضي : القاتل بغير حق يقصد ما كرهه الله من وجهين من حيث كونـه ظلما والظلم على الإطلاق مكروه مبغوض ، ومن حيث كونه يتضمن موت العبـد ومساءته والله يكره مساءته ، فلذلك استحق مزيد المقت ، وفي كل من لفظتي المبتغى والمطلب مبالغة أخرى وذلك لأن هذا الوعيد إذا ترتب على الطالب والمتمني فكيف بالمباشر .1

     *الجامع بين الثلاثة الاعتداء ، فالأول معتدٍ على الحرم (المكي وا لمدني) ، والثاني معتدٍ على الإسلام ، والثالث معتدٍ على النفس المحرَّمة .1

     *طلب الانفصال في اليمن من سنة الجاهلية مهما كانت التبريرات ، فإن الغايـة لا تبرر الوسيلة ، و لن يتم إلا بتدخل الأجانب والتمكين لهم منا في مجلس الأمــن ولقواعدهم في بلدنا ، وإدخالهم جزيرة العرب من جديد واقترابهم من الحرمــين ،  و بطرد الناس و قتلهم فاجتمع الأمران الآخران الواردان في الحديث ، وتضاعفـت الشناعة .1 

    *وهذا ما أراده الانفصاليون في الماضي قبل 15 سنة ، واليوم وجدوا الفرصـة سانحة ليكرروه بالتآمر مع اليهود و النصارى والروافض الواقفين معهم ، بعد إرهاق البلد بالسياسات الفاسدة والجرعات المدمرة ، وتحضير البلد للفوضى الخـــلاّقة بالتمردات ، وتطويقه بالأساطيل الأجنبية بذريعة القرصنة مع أن الهدف التدخــل في اليمن . وفي المتفق عليه أن المناداة بيا للأنصار وياللماجرين  جاهلـــية ومنتنة ،  و بالأولَى القول : ليخرجن الأعز منها الأذل ، كما يراد له أن يكون لدينا في بعض المحافظات من الانفصاليين . وفي لغتهم اليوم طرْح الموضوع على مجلس الأمــــن و استصدار قرار بالاستفتاء وتقرير المصير و انسحاب المحتل وإدخال قوات دولــية ، ..!! وهكذا ..تمكين للكافرين ، و خيانة و عَمالة حتى النخاع!!1

    

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©