الديمقراطية إعجابٌ بالرأي

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 24 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 9 نوفمبر 2012م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/egab.mp3

    قال ابن كثير في تفسيره :

    قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا سعيد بن يعقوب الطَالَقَاني (ثقة عند ابن حجر) ، حدثنا عبد الله بن المبارك (ثقة ورِع عند ابن حجر) ، حدثنا عتبة بن أبي حكيم (صدوق يخطئ كثيرًا عند ابن حجر) ، حدثنا عمرو بن جارية اللخمي (مقبول عند ابن حجر) ، عن أبي أُمَيَّةَ الشَّعْباني (مقبول عند ابن حجر) قال: أتيت أبا ثعلبة الخُشَنِي فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ فقال: أيَّةُ آية؟ قلت: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) .

     فقال: أمَا والله لقد سألت عنها خبيرًا ، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بل ائْتَمِروا بالمعروف ، وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحّا مُطاعًا ، و هَوًى مُتَّبعًا، و دنيا مُؤْثَرةً ، و إعجابَ كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصّة نفسك ، و دَعْ العوامَّ (و منهم غَوْغَائية التعدُّدية الديمقراطية) .. فإن من ورائكم أيامًا ، الصبرُ فيهنّ مثل القَبْضِ على الجَمْرِ، للعامل فيهنّ مثلُ أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم) .     

     قال عبد الله بن المبارك: وزاد غير عتبة : قيل يا رسول الله، أجر خمسين رجلا منهم أو منا ؟ قال: (بل أجرُ خمسين منكم) .

     ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح ..   و كذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك ورواه ابن ماجه ، وابن جرير، وابن أبي حاتم ، عن عتبة بن أبي حكيم .

     و قال ابن جرير في تفسيره :

    حدثنا علي بن سهل ، قال أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن ابن المبارك وغيره ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن عمرو بن جارية اللخمي ، عن أبي أمية الشعباني قال : سألت أبا ثعلبة الخشني: كيف نَصنع بهذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ؟ فقال أبو ثعلبة: سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ائتمروا بالمعروف و تناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بِخُوَيصَّة نفسك، و ذَرْ عَوَامَّهم (و منهم غَوْغَائية التّعَدُّدية الديمقراطية)  ، فإن وراءكم أيامًا ، أجر العامل فيها كأجر خمسين منكم) .

     قال أحمد محمد شاكر في تحقيق هذا الحديث في تفسير ابن جرير : 

     و هذا هو نفسه إسناد الترمذي  ، وهذا الخبر ، رواه الترمذي في كتاب التفسير من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عقبة بن أبي حكيم ، بنحو لفظه هنا. ثم قال الترمذي: " قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عتبة  قيل: يا رسول الله ، أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: لا ، بل أجر خمسين رجلا منكم ". ثم قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

     و أخرجه ابن ماجه في سننه رقم: 4014 من طريق هشام بن عمار ، عن صدقة بن خالد ، عن عتبة بن أبي حكيم ، بنحو لفظه  .      

     و رواه أبو داود في سننه 4: 174 ، رقم: 4341 ، من طريق أبي الربيع سليمان بن داود العتكي ، عن ابن المبارك ، بمثله .

     و أخرجه ابن كثير في تفسيره 3: 258 ، والسيوطي في الدر المنثور 2: 339 ، وزاد نسبته إلى البغوي في معجمه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشُّعَب ، والحاكم في المُستَدرك و صحّحه ( قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، و قال الذهبي : صحيح) .

     والحديث و إنْ ضعَّفه بعض العلماء ، فإن معناه صحيح في ضوء الأدلة و الواقع ، و قد صحّحه بعض الأئمة كما ذكرنا .

     من التشجيع على إعجاب كلّ ذي رأيٍ برأيِه ، النَّفْخُ في العوامّ لِلتَّمَرُّد ، (غَوْغَائِية الديمقراطية) ، و المساواة الّلادينيّة ، و رفْض المرجِعِيّات الشرْعيّة:

     إن إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه (و معناه التعدُّدية و الأنانيّة و التّباعُد عن فتْوى الدين) ، صفةٌ مذمومةٌ في ديار المسلمين في آخر الزمان ، بسبب المناهج المستوردة و منها الديمقراطية ، التي تُشَجِّع ما يُسَمّى الرأي و الرأي الآخر ، و هو نوعٌ من التّمَرُّد لا يَحتَرم المرجعيات الشرعية ، و تزول بسببه الأمانة أكثر و أكثر ، و الأمانة هنا بمعنى الالتزام  بالمسؤولية و احترام التكاليف ..

     و في حديث زوال الأمانة  الذي رواه حذيفة ، عن الرسول صلى الله عليه و سلم : (...فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ ، حَتَّى يُقَالَ إِنَّ فِى بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ! وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ) .. وَلَقَدْ أَتَى عَلَىَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِى أَيَّكُمْ بَايَعْتُ ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ دِينُهُ ، وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ سَاعِيهِ ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا) .  

     و في (فتح الباري) :كان (حُذَيْفة) يَثِق بالمؤمن لِذَاته ، وبالكافر لوجود ساعِيهِ ، وهو الحاكم ، و كانوا لا يستعملون في كل عملٍ قَلّ أو جَلّ إلا المسلم ، فكان واثقًا بإنصافه وتخليص حقِّه من الكافر إنْ خانه .اهـ .

    و بسبب إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه و عدم التوافُق و عدم المُطاوَعة عملاً الحديث المتفق عليه : (وتطاوَعَا و لا تخْتَلِفا) ..  يصعُب جمع الكلمة و تكثر الاختلالات و الانحرافات و الفتن ، و ينتشر الخروج عن القِيَم ، و التّمَرُّد على الضوابط ، كما في حديث أبي ثعلبة ، و كما في حالة : (تَحْسَبُهم جميعًا و قُلوبُهم شَتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون) الحشر ، و يقع بسبب ذلك الفشل ، قال تعالى : (و لا تَنازَعوا فتفْشلوا و تذْهَبَ ريحُكم) الأنفال ..

    و عند ذلك على الشخص أن يهتمّ بنفسه كما في الآية السابقة و كما في حديث أبي ثعلبة ، و أن يترك العوامّ ( و مِن ذلك غَوْغَائية التعدّديّة الديمقراطية) ..

      و من مظاهر الإعجاب بالرأي :

     1ـ عدم طاعة العلماء وَرَثَة الأنبياء ، و في مقدمتهم علماء الأسلاف :

     و الله يقول : ( و من يُضلِلْ فلن تجِدَ له وليًّا مُرْشِدًا) الكهف . و يقول : (و لا يُنَبِئُكَ مِثْلُ خبير) فاطر . و لا يوجَد أرْشَدَ و لا أخْبَرَ من العلماء الربانِيّين ، الذين في طاعتهم الهداية ، قال تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) العنكبوت ، و قال تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سبأ .

      2ـ عدم طاعة الأبَوَيْن :

     رغْم عاطفة الأبوين و حرصهما و تجاربهما  و وجوب طاعتهما و الإحسان إليهما .. قال تعالى : (وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَ لاَ تَنْهَرْهُمَا وَ قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) الإسراء .

    و عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال : (إن لي امرأةً وإنّ أمّي تأمرني بطلاقها ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الوالدُ أوسطُ أبواب الجنة ، فإن شئتَ فأضِعْ هذا البابَ أو احفظْه) رواه ابن ماجه والترمذي  واللفظ له ، وقال : ربما قال سفيان أُمِّي ، وربما قال أَبي ، قال الترمذي حديث صحيح .

      و رواه ابن حبان في صحيحه ولفظه : أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال : إن أبي لم يزل بي حتى زوّجني ، و إنه الآن يأمرني بطلاقها ، قال ما أنا بالذي آمُرك أن تعُقّ والديك ، ولا بالذي آمُرك أن تطلّق امرأتك ، غير أنك إن شئتَ حدثتُك بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعتُه يقول : (الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنةِ فحافظْ على ذلك البابِ إن شئت ، أو دعْ) . قال فأحسَب عطاءً قال : فطلّقَها  . قال الألباني صحيح .

     و العقوق من الكبائر ، التي يُعَجِّل الله عقوبتها في الدنيا ، فالجزاء من جنس العمل ، مع ما يدّخِره الله من العقوبة في الآخرة ، قال تعالى : (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) الأحقاف .

     و ليس بالضرورة أن يكفُر الولد ، بل يُعاقَب حتى لو كان عابدًا من أولياء الله !! ، إذا عصَى الأبَوَيْن ..

     ففي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ: (كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِى صَوْمَعَةٍ فَجَاءَتْ أُمُّهُ ، قَالَ حُمَيْدٌ فَوَصَفَ لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِى هُرَيْرَةَ لِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ كَيْفَ جَعَلَتْ كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا ،  ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ ، فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي ، فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي ، فَقَالَ اللَّهُمَّ أُمِّى وَصَلاَتِى ، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ ، فَرَجَعَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِى الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِى ، قَالَ : اللَّهُمَّ أُمِّى وَصَلاَتِى ، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِى ، وَإِنِّى كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِى ، اللَّهُمَّ فَلاَ تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ .

     قَالَ وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ ، قَالَ وَكَانَ رَاعِى ضَأْنٍ يَأْوِى إِلَى دَيْرِهِ ، قَالَ : فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِى ، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلاَمًا ، فَقِيلَ لَهَا : مَا هَذَا ؟ قَالَتْ : مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ ، قَالَ فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ فَنَادَوْهُ ، فَصَادَفُوهُ يُصَلِّى فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ ، قَالَ : فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا لَهُ : سَلْ هَذِهِ ، قَالَ : فَتَبَسَّمَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِىِّ ، فَقَالَ : مَنْ أَبُوكَ ؟ قَالَ أَبِى رَاعِى الضَّأْنِ ..

    فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ ، قَالُوا: نَبْنِى مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، قَالَ لاَ ، وَ لَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ ، ثُمَّ عَلاَهُ) . و الحديث مرفوعٌ في غير هذا اللفظ ، متفق عليه .

     3ـ عدم احترام الكبير في السِّن :

     و قد وردتْ بإكرام ذي الشيبة المسلم ، و توقير الكبير نصوص ، قال عليه الصلاة والسلام : (ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا و يرحمْ صغيرنا ! و يعرفْ لعالِمنا حقه) . رواه أحمد و الحاكم عن عبادة بن الصامت ، و قال الألباني: حسن  .

     4ـ عدم طاعة المسؤولين في المعروف :

    و الإسلام دين الترتيب و النظام و المسؤولية في كل حين ، حتى في الحالات الاستثنائية كالسفر ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء . و يدخل في الأُمَراء المدرِّسون و أمراء السفر و المديرون... قال عليه الصلاة والسلام : (إذا خرج ثلاثةٌ في سفر فليُؤمِّروا أحدَهم) رواه أبو داود و الضياء عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، و قال الألباني : صحيح  .

     و يدخل في الأُمَراء  كافّةُ المسؤولين ، فكل الناس راعٍ و مسؤول عن رعيّته ، كما في الحديث المتفق عليه .

     و روح التمَرّد و الإعجاب الديمقراطي بالرأي ظاهرةٌ في هذا الزمان ، و كلّ فرْدٍ غالبًا يُردِّد: (أنا حُرّ) !! .

    عَدَم طاعة النساء لأوليائهن الرجال :

    بإنكار حقيقة أنهنّ ناقصات عقل و دين ، كما في الحديث المتفق عليه ، و إنكار حقيقة : (الرجال قوّامون على النساء) النساء ، و حقيقة (و لِلرجالِ عليهنّ درَجَة) البقرة ، و لذلك تُسْتَدْرج النساء في مجالات كثيرة ، و يُصْبِحْنَ فتنةً مُتَنَقِّلة ، بِزَعْم مساواة النساء بالرجال في الديمقراطية .. إلى درجة السّعْي لِمنْع الآباء من تزويج بناتهم قبل الثامنة عشرة في بلدنا باسم الحوار الوطني ، و الاتفاقات الدولية ، و محاولة تَقْنين ذلك في البرلمان  .

     مع أن المعلوم شرعًا أن البِنت البِكْر المكلّفة إذْنها صُماتها  ، كما في الحديث المتفق عليه ، و حكَى لنا سُبحانه عن الرجل الصالح : (قال إني أريدُ أنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتينِ) القَصَص .

     و معلومٌ كما في الحديث المتفق عليه أن النساء في آخر الزمان عند الشِّدّة ، ليس لهنّ مَلْجأٌ إلّا الرجال ، رغْم قِلّة الرجال ، عندما يكون لكلِّ خمسين امرأةً قَيِّمٌ واحد.. فلماذا التَّمَرُّد على الرجال الآن؟!.

     إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ، و مَقْرَطَةُ العوامّ معناها التَّمادي في الضلال :

     و إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه  معناه المَقْرَطَة ، و هي : تعميم الفِكْر الديمقراطي ، فِكْر النَّفْخ في العوامّ بالاستقلاليّة السائد هذه الأيام ، المعتمِد على ثقافة الأهواء والإعلام الواسع المنحرف ،  و الإعجاب بمن يُسَمَّون بالنجوم و الفنانين و اللاعبين ، و بكل ناعقٍ ،  و الإعجاب بالأجانب و الأفكار المستوردة ، و بالجملة  بشياطين الإنس والجن ..إلخ .

    و ذلك معناه الضلال ، قال تعالى : (وَ إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)الأنعام .

     و قال تعالى : (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) القصص .

     و لا علاج إلا برفْض مَقْرَطة الإعجاب بالرأي ، و العودة إلى الدين ، و احترام المرجعيات الشرعية ، و لن تعود الخلافة الراشدة إلا بذلك ، لأن الله لا يُغَيِّر ما بقومٍ حتى يُغَيِّروا ما بأنفسهم.

    قال تعالى : (استجيبوا لِربِّكم من قبلِ أنْ يأتِيَ يومٌ لا مَرَدَّ لهُ من اللهِ ما لكم مِن مَلْجَأٍ يومئِذٍ و ما لكم مِن نَكِير) الشورى .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©