*هذه الأيام أيام أكْل و شُرْب و ذكر الله
عزوجل كما في الحديث الذي عند مسلم عن
نبيشة الهُذَلي . وبذلك تتغذى الأرواح
والأبدان في هذه الأيام بصورة متميّزة نموذجية
ينبغي مراعاتها على الدوام .
*وإذا كان من تُبْسط له المائدة الفاخرة في
المناسبة الزاهرة ولايرغب في الأكل فإنه
يُعتبر محرومًا أو مريضًا فبِالأَوْلى من
يُدْرِك هذه الأيام فيفوته غذاؤهــــــــا (
واذكروا الله في أيام معدودات) البقرة .
*والذكر زاد ضروري في كل حين (الذين يذكرون
الله قيامًا وقُعودًا وعلى جنوبهم) آل عمران .
فكيف في مناسباته المؤكدة ؟ . والازدياد منه
أعظم نعمة ــ ولا يقع المُكْثِر في التُّخمة
كما في الأطْعِمة ــ ( والذاكرين الله كثيرًا
والذاكرات) الأحزاب . (اذكروا الله ذكرا
كثيرًا) الأحزاب .
*وا لتقصير في الذكر فاقةٌ و جوع
...فكيف بالإعراض عنه في مواسمــــه ؟ .
(
ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه و
لم يصلوا على نبيــــــــهم إلا كان عليهم
تِرَةٌ فإن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم) .والتِّرةُ
هي النَّقْص.
ت هـ عن أبي
هريرة وأبي سعيد و قد ذكر الألباني في صحيح
الجامـــــــع أنه صحيح.
*و لا بد من الحرص على الذكر في مواطن
الغفلة و لاسيما في هذه الأيام كالأسواق
وأماكن الأعمال ، وكان عمر رضي الله عنه ــ
كما علّق ذلك البخاري ــ يكبّر في قبته بمنى
فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق
حتى ترتّج منى تكبيرا .
*و من مواضع الغفلة وسائل الإعلام
المتنوّعة ، فكم على أصحابها من تِرَاتٍ و من
تَبِعَات ! بل إن معظمها من مواطن العصيان
والفساد ، والواجب تذكيرهم ، و أمْرهم
بالمعروف و نهْيُهم عن المنكر ، ومقاطعة هذه
الوسائل ما دامتْ منحرفة .
*والذكْر هو الملجأ في المُلِمّات ( إذا
لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم
تفلحون) الأنفال . ( ولا تكونوا كالذين نسوا
الله فأنساهم أنفسهم) الحشر . ( نسوا الله
فنسيهم) التوبة . ( فاذكروني أَذكرْكم) البقرة
. وفيه الطمأنينة في كل الظروف (الذين آمنوا
وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) الرعد .
*هذه الأيام أيام ذكْر مقرون بالمناسك في
الحج( أيام معلومات ( العشر) وأيام معدودات
(التشريق)، ويوم النحر داخل في الفئتين و هو
أعظمها) ، وغير الحجيج يذكرون الله( يكبّرون)
ويتشبهون بالحجيج في ذبح الأضاحي على اسم الله
وكل أيام التشريق ذبح ، ويمتنعون في العشر عن
الأخذ من شعرهم وأظفارهم .... إلخ .
*
الذكر في هذه الأيام وما يتصل به كالدورة
التدريبية بحيث يسهل على المسلم أن يعتاد على
ذكر الله في كل أحيانه ، على مدار العام
متأسّيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي كان
يفعل ذلك ، و كان عندما يُغان على قلبه (يسهو
كما قال ابن الأثير) يستغفر الله مائة مرة .
|