أشرف الأعمال في أعظم الأيام (يوم الأضحى)

   خطبة عيد في مصلى جامعة الإيمان في 10 من ذي الحجة 1428هـ الموافق 19 ديسمبر 2007م 

 

* الحمد والتكبير ...

* هذا اليوم أعظم الأيام عند الله كما في الحديث الذي عند أحمد و هو صحيح . و هو يوم الحج الأكبر ، و هو تاجُ الأيام العشر التي هي أفضل أيام الدنيا كما في الحديث عند البزار وهو صحيح . والعمل في هذه الأيام أحب إلى الله من العمل في غيرها ما عدا من خرج مجاهدا بنفسه وماله فلم يرجع بشيء كما عند البخاري و غيره ، وذلك لأن كل الأعمال ممْـكنة فيها بما فيها الحج ، ولا يجتمع ذلك في غير هذه الأيام . وهذه الأيام تاج الأشهر الحُرُم التي هي تاج الأشهر .

* و من أشرف الأعمال في هذا اليوم وأيام التشريق : الذكْر، لأنها أيام أكل وشرب وذكْر كما في حديث مسلم . وذكر الله أشرف الأعمال ( ولَذِكْر الله أكبر) العنكبوت .وفي الحديث :( ألَا أُنبّئُكم بخير أعمالكم ... ذكْر الله) رواه أحمد و الترمذي وابن ماجه  و هو صحيح.

*و من أشرف الأعمال في هذه الأيام المعلومات (النحر والتشريق) : الذبح ( و يذكروا الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج.  و لا بد أن يُذبَح فيها أشرف الأنعام التي ليس فيها عيوب بالشروط الممتازة في السن و غيره. ويأكل المسلمون ويتصدقون ويدّخرون وتنعم القلوب والأجساد ويشكرون الله .

* وتُلْبَس فيها أشرف الثياب كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم بعد الاغتسال .

* كما يكون الحرص فيها على أشرف و أرقى الأخلاق من الإحسان والبِشْر و المصافحة والإهْداء والتحرّي في الابتعاد عن أي إساءة    ( ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام  كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ... ألا هل بلّغْت . اللهم فاشهد ! ) متفق عليه .

* و معنى ذلك التدرّب على الشرف والكمال البشري الممْكن في هذه الأيام من جهة أشرف أمة ( كنتم خير أمّة) آل عمران . والاحتفال بذلك ليكون ذلك ما أمكن سلوكًا على مدار العام .

*وهذه الأمة بهذه الخصال و الميزات محسودة ، ( ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم) البقرة . ( ما يودُّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أنْ يُنَزّل عليكم من خير من ربكم) البقرة . ولذلك يحرص الكافرون على احتلال عقول أبنائها وأراضيهم وثرواتهم( جميع المقدّرات) . ( و لا يزالون يقاتلونكم ...) البقرة. فمن ذلك غزو الأفكار والعقائد والمصطلحات والغزو الاقتصادي والاجتماعي وإخراج المرأة (الكُوْتا) والغزو العسكري (فلسطين - العراق - الصومال - أفغانستان - كشمير - الشيشان ...)  - حصار غزة ومؤتمر أنا بولِس وعزْم الدول المانحة بالتبرع بأكثر من خمسة مليارات دولار للسلطة الفلسطينية من أجل إكمال الاستسلام والتطبيع  ، و العمل على نشْر قوّات دولية في غزة - الفوضى الخلاّقة و من ذلك ما يُراد لليمن و غيره من تمزيق .

*  لا بد من الحِفاظ على هذا الشرف الذي خصّ الله به هذه الأمة .  

            لا يَسْلَم الشرَفُ الرفيعُ من الأذَى ***  حتى يُرَاقَ على جوانبِهِ الدَّمُ 

(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لِلَّه ) الأنفال .

* و لا بد من التوبة للحفاظ على المستوى الرفيع للأمة ، وتحقيق النصر على المؤمرات...

يا أُمّةَ الإيمانِ هلْ مِن تَوبةٍ *** تَزْكُو بها الأرواح و الأبْدانُ        

يا أُمةَ القُرْآنِ هل مِن أوْبَةٍ *** نَمْضِي لها وإمامُـنُا القرآنُ

أين الأَمانُ لِأُمَّةٍ في كُرْبَةٍ *** ضاقتْ بها الآكام والوديانُ       

طال الزمانُ ولم يزَلْ في غُرْبةٍ *** نَهْجُ الصلاحِ وصِنْوُه الإيمانُ

هيّا نَفِرُّ إلى الكريم برغبةٍ *** هيّا نَفِرُّ وكُلُّنا إِذْعانُ         

فالله أفْرحُ - في الحديثِ - بتوبةٍ *** واللهُ جلَّ جلالُه الرحمنُ

والغافلون على الدوامِ بنكْبةٍ *** لا يُفْلِحون ولن يكونَ أمانُ

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©