* شهر محرم مبدأ العام وهو شهر حرام ويُستحب
فيه الصيام ، قال ابن رجب في اللطائف :
"وأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم" .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه
مسلم .
* وابتداء العام بالطاعة واختتامه بها
سببٌ لإشاعة البركة في العام كله
, قال ابن رجب :
"لما كانت الأشهر الحرم
أفضل الأشهر بعد رمضان أو
مطلقا ، وكان صيامها كلها مندوبا إليه كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان
بعضها ختام السنة الهلالية و بعضها مفتاحًا
لها ، فمن صام شهر ذي الحجة سوى
الأيام المحرم صيامها منه و صام
المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة ، فيُرجى أن
تكتب له سنته كلها طاعة فإن من كان أول عمله
طاعة وآخره طاعة فهو في حكم من استغرق
بالطاعة ما بين العملين ، وفي حديث مرفوع :
(ما من حافظين يرفعان إلى
الله صحيفة فيرى في أولها وفي
آخرها خيرا إلا قال الله لملائكته
أشهدكم أني غفرت لعبدي ما بين طرفيها)
أخرجه الطبراني و غيره وهو موجود في بعض نسخ
كتاب الترمذي" .
قطعت شهور العام لهوًا وغفلةً
*** ولم تحترم فيما أتيت المحرَّما
فلا رجبًا وافيت فيه بحقّهِ
*** ولا
صُمْت شهر الصوم صومًا متمّما
ولا في ليالي عشر ذي الحجةِ الذي
*** مضَى
كنت قوّامًا ولا كنت مُحرِما
فهل لك أن تمحو الذنوب
بعَبرةٍ *** وتبكي عليها حسرةً وتندُّما
وتستقبلَ العامَ الجديدَ بتوبة
*** لعلّك أن تمحو بها ما تقدَّما
* وقال عليه الصلاة والسلام : (صُم من
الحُرُم واتْرُك
, صُم من الحُرُم واترك
, صُم
من الحُرُم واترك
- وقال بأصابعه الثلاث فضمَّها
ثم أرسلها
-) رواه أبو داود وذكر الألباني أنه
حسن .
* ويوم عاشوراء أفضل المحرم ، يُستحب
صيامه وصيام يوم قبله ، فإذا أضاف يومًا بعده
كان أكمل ، وصيام يوم عاشوراء يُكفّر ذنوب
سنةٍ ماضية
, عن ابن عباس قال : (لما صام رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يوم
عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه
يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال : فإذا كان
عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم) رواه مسلم وأبو داود
, وفي لفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم
: (لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومّن التاسع
- يعني يوم
عاشوراء
-) رواه أحمد ومسلم
, وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله
يومًا وبعده يومًا) رواه أحمد
, وعن أبي قتادة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم :
(صوم يوم عرفة يكفر
سنتين ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر
سنةً ماضية) رواه الجماعة إلا البخاري
والترمذي .
* لا بد من تعظيم الأشهر الحرُم
قال تعالى : (منها
أربعة حرُم ذلك الدين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم) التوبة
, وإذا
كان الكافرون لا يُبالون
؛ فنراهم يفعلون
ما يفعلون بإخواننا في غزّة والعراق
وأفغانستان والصومال وغيرها ، فإن المسلم
يُراعي حرمة هذه الأشهر ، وإنْ كان
مسموحًا له بردّ الاعتداء .. ويحرص أنْ يكون
في هذه الأشهر أكثر تباعُدًا عن
المحرّمات ، رغم أنه
يلتزم باجتناب
المحرّمات طَوال العام .
* وفي ظل الأزمات التي نعاني منها
والصراعات .. لا بد أن نحرص على
الضوابط الشرعية للخصومة لاسيما في الشهر
الحرام ، فالمنافق هو الذي إذا خاصم
فجر , لا بد أن نحافظ على وحدة هذا البلد فالمؤمرات عليه كثيرة في ظل سياسة الفوضى
الخلّاقة التي يتبناها الأمريكان في ديار
الإسلام
- الفوضى التي تخلُق لهم فُرَص تنفيذ
مؤامراتهم على المسلمين
-
والصراعات الجارية في البلد يستفيدون منها في
ذلك ، فلا نتيح لهم الفرصة ، بل نحُلُّ
خلافاتنا في ضوء الشرع .. وبلدنا رغم كل شيء
لا زال في خير ، والنصوص النبوية في
فضائله عديدة ومن ذلك ما أخرجه أحمد من حديث
أبي هريرة في حديث قال فيه : (وأجد نَفَس
ربكم من قِبَل اليمَن) ورجاله ثقات
كما قال الحافظ العراقي في
تخريج كتاب الإحياء ، وأورده الألباني
بنفس المعنى في السلسلة الصحيحة
, والنفَس
كما ذكر بعض العلماء الفَرَج
, وممّا يدُلّ
على ذلك في واقعنا اليوم حصول وحدة هذا البلد
في زمن يتفرّق فيه الناس ، فدلّ ذلك على
خصوصية هذا البلد ، فعلينا أن
نحافظ على وحدتنا وأخوّتنا ،
لأنّ أعداءنا يريدون تمزيق بلدنا إلى دُوَيلاتٍ عديدة كما كان عليه
الحال أيام كان جنوب اليمن
محمِيّاتٍ بريطانية وسلْطنات
,
فعلينا أن نرتفع فوق المعاناة
والجراحات ، فليس علاج الجريح أن يَنتحِر !
وعلى وُلاة الأمر أن يتّقوا الله فلا
يُضَيِّقوا على الناس معاشهم
.
|