عاصفة الشمس و الدُّهَيْمَاء

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 4 ربيع أول 1433هـ الموافق 27 يناير 2012م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/asefa.mp3

   عاصفةٌ متوقَّعةٌ مدمِّرة :

     تناقلت وكالات الأنباء هبوب عاصفة شمسية منذ يوم الأحد الماضي ، بسرعة ألفي كيلومتر في الثانية ، و أنها سوف تصل إلى الأرض يوم الأربعاء، و لم تسبِّب أضراراً تُذكَر كما كان مُتَوقَّعًا في الكهرباء و وسائل الاتصالات و الأقمار الصناعية و الملاحة .

    و ورد في الأخبار أن عاصفة ربّما تكون مدمرة في وقت ما في عام 2013م .. لأن الشمس تستيقظ  من سبات عميق ، كما ذكرت ذلك وكالة ناسا و باحثون  ، كما في المجلة الاقتصادية السعودية .

     و كما أنهم يتوقعون العواصف الشمسية التي قد تكون مفاجئة ..كما فاجأت العاصفة في الأسبوع الماضي ، رغم أن المنتظر في هذه السنة أنها كانت ستكون في سبتمبر .. فإنهم يتوقعون أن هذه العواصف ربّما تدمر الحضارة .

      و إننا في جانب آخر نتوقع كما يتوقعون هم أيضا ظهور دولة إسلامية عالمية بعد 2020م ، و ذلك تجديداً على رأس مائة عام من سقوط آخر خلافة .

     إن أحاديث القتال في أيام الخلافة القادمة تشير إلى أنها سوف تكون بالسيف و الحربة و الخيل ، و في صفوفٍ و في النهار دون الليل ، و هذا قد يدل على زوال الحضارة ، و بلَغنا أن الأمريكان يصنعون السيوف ، و عربات الخيل تحسُّبًا لذلك و خوفاً من المفاجأة .

     كلام الشيخ المنجِّد في موقع الإسلام سؤال و جواب عن العودة إلى السيف و الخيل :

     الحمد لله ..

     اختلف العلماء في مسألة القتال في آخر الزمان هل ستكون الأسلحة المستعملة فيها هي السيوف والرماح على الحقيقة ، وهل ستكون الآلات المركوبة هي الخيول والإبل على الحقيقة ، أو أن هذا من قبيل مخاطبة الصحابة بما يعرفونه في زمانهم مما سيأتي بديله في الزمان المناسب له ؟

قولان لأهل العلم ، والذي عليه الأكثر من علمائنا المعاصرين أن هذه الحضارة التي نراها الآن وما فيها من آلات وأسلحة ستزول كلها ، وأن الحروب ستعود على الخيول وأن الأسلحة التي ستستعمل فيها هي الرماح والسيوف ، وأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هو على ظاهره وحقيقته ، وهو قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، والشيخ عبد المحسن العبَّاد – في شروحهما الصوتية لكتب السنَّة – والشيخ عمر الأشقر حفظه الله ، وآخرين غيرهم .

      ومن الأدلة التي يدل ظاهرها على هذا القول :

     1. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ - أَوْ بِدَابِقَ - فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) . رواه مسلم ( 2897 ) .

الأعماق ودابق : موضعان بالشام .

      و في الحديث ذكر استعمال السيوف والحراب في القتال وذلك في آخر الزمان .

      2. وعن ابن مسعود رضي الله عنه – في حديث عن زمان الدجال – قال : فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ أنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ) أَوْ ( مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَـهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ) . رواه مسلم ( 2899 ) .

      3. عن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ) رواه الترمذي ( 2240 ) وابن ماجه ( 4076 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

( قِسي ) جمع قوس ، ( نشابهم ) هي السهام ، ( أترستهم ) جمع ترس .

قال الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله  بعد أن ساق طائفة من الأحاديث في المسألة  : " وهذه الأحاديث وأحاديث مشابهة كثيرة تدل على أن هذه الحضارة الهائلة التي اخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل والصواريخ ستتلاشى وتزول ، وأغلب الظن أنها ستدمر نفسها بنفسها ، وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على الخيول واستعمال الرماح والقسي ونحو ذلك ، والله أعلم " . انتهى من " القيامة الصغرى " ( ص 275 ) .

     والذي نراه في المسألة إبقاء الأحاديث السابقة على ظاهرها دون التعرض لها بتأويل ، وأن القتال في آخر الزمان في تلك المعارك والحروب ستستعمل فيها الأسلحة ويركب فيها على الخيول ، لكن لا نجزم بزوال الحضارة الحالية بالكلية ؛ فهو شيء لم يُتعرض له في النصوص ، ومما يدل على ذلك أنه لا تزال تستعمل السيوف والخيول والبغال في معارك حالية مع بلوغ الحضارة مبلغاً عظيماً ، ونكون بهذا القول أثبتنا ما صح في الأحاديث ووكلنا علم الغيب فيما خفي لله تعالى ، وهذا أحوط لديننا ، وليس في المسألة كبير نفع من الناحية العملية فلا نرى الاشتغال بها فضلا عن الخصومة فيها .والله أعلم .اهـ . المنقول من موقع الإسلام سؤال و جواب .

      يبدو أن الحضارة لا تتلاشى كلها:

      و الذي يبدو أن الحضارة لا تتلاشى كلها ، بل ربما تزول جزئياً بنحو حرب نووية أو كيماوية أو عاصفة أو عواصف شمسية أو بهذا كله أو ببعضه أو بغيره ، كما أشار الشيخ المنجِّد و الله أعلم.. بدليل ما في حديث ابن مسعود عند مسلم الذي أوْرَد المنجّد جزءًا منه فيما سبق : (فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لاَ يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِىَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فبأي غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أي مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ) .

     فهذا ربما يدل على بقاء أسلحة الدمار الشامل ، و هي جزءٌ ممّا يُسَمُّونه الحضارة ، لأن المقْتلة لا يُرى مثلها ، إضافة إلى حدوث ردّة شديدة عند القتال و انهزام ، و هذا يدل على شدّة الهول و الرعب كما يبدو من تلك الأسلحة ، و في الرواية الأخرى عند مسلم عن أبي هريرة التي سَبَقَتْ (فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا) .. و هؤلاء الثلث هم المرتدون كما يبدو لأن الله لا يتوب عليهم .

     وكما أن حديثَيْ مسلم عن ابن مسعود و أبي هريرة أشارا كما ذكرنا إلى بقاء أسلحة حديثة كأسلحة الدمار الشامل ، فربما يشيران إلى زوالٍ أنواع من الأسلحة الحديثة ، و الرجوع إلى أسلحة قديمة .. بدليل ذِكْر أن الليل يحجز بينهم في القتال و ذِكْر الخيول والفوارس في حديث ابن مسعود ، و ذِكْر السيوف و الحَرْبة في حديث أبي هريرة..   و ذِكر الصفوف في القتال في الحديثين ،  إضافةً إلى ذِكْر القِسِيّ و النُّشّاب و الأتْرسة في حديث الترمذي السابق عن يأجوج و مأجوج .. و هذا نص حديث ابن مسعود كاملاً :

     عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ. قَالَ فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ. ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ - فَقَالَ عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ. قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِى قَالَ نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِىءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبَرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لاَ يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِىَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فبأي غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أي مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ في ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا في أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ).

    التمايُز في فتنة الدهيماء إلى نفاقٍ بلا إيمان و إيمانٍ خالص:

     نحن في فترة فتنة الدهيماء كما يبدو التي وردت في الحديث عند أحمد و أبي داود والتي تَسبِق الخلافة و الملحمة و تُرافقهما و يتمايَز فيها الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه و فسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه ، و من ذلك الردّة الشديدة في الملحمة ،  أو انهزام الثلث من المسلمين ..

     و في هذه الآونة نجد من آثار هذه الفتنة أن بعض الناس في بلدنا أصبحوا يطلقون كلمات الكفر في الكلام و الكتابات في الإنترنت و الصحف باستهتار والعياذ بالله ، ثم إذا غار العلماء و الدعاة على دينهم و قالوا هذا كُفْر ، قال هؤلاء مع شياطينهم : أنتم تُكَفِّرون الناس !!.. يعتدون على أغلى شيء لديك .. على دينك و عقيدتك ، و لا يسمحون لك بمجرد وصْف هذا الاعتداء ..! إنه قمة الطغيان و الاستبداد من هؤلاء الأزلام .. إنه النفاق الذي لا إيمان فيه : ممارسةُ الكفر و ادّعاء الإسلام و رفْض التكفير .

     إن التكفير حكم شرعي لا يستطيع أحد أن يلغيَه حتى إذا كان نطْق الكفر على زعْم الهزْل و اللعب . فال تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ) التوبة .

     و للعلماء فتوى في هؤلاء سوف تنزل إن شاء الله و نحن ننتظر من حكومة الوفاق و من نائب الرئيس و من أجهزة الأمن و القضاء أو يقوموا بواجبهم في نصر دين الله من هؤلاء ، فهذا اختبارٌ لهم قال تعالى : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج . و قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد .

     و ننتظر من حكومة الوفاق الحرص على الانضباط الدقيق في الدين ، و قد لفَتَ نظرنا أن عطلة السبت تأجّلتْ حتى إشعار آخر دون إلغاء، و كنا نتوقع الإلغاء إلى غير رجعة لأن الحرة تجوع و لا تأكل بثدييها . و ديننا هو كلُّ شرفنا ، و لا يمكن أن نتلَبَّس بشعار اليهود .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©