جاوِز قشرة الألم لكي تَتنَعَّم

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 17 رمضان 1431هـ الموافق 27 أغسطس 2010م    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/alm.mp3

    وراء المعاناة راحة :    

     قشرة البرتقالة حامضة فإذا تجاوزتها وجدت الحلاوة ، واللحم قبل الطبخ أشلاء ودماء ، ثم يصير سيد الطعام بعد الطبخ .

     والعذاب يكون في الجلد أما ما وراء الجلد فلا يحس ، وهذا مجرَّب فالقطْع والإبر إذا جاوزت الجلْد فلا ألَم  ، ولذلك يتم تبديل الجلود في النار للمعذبين يوم القيامة قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً) النساء .

     و النحل فيها إبرٌ و لسْعٌ فإذا شغلك جنْي العسل لم تشعر بها

أقولُ للشخْصِ يشكو الدهْرَ مِنْ أِلَمٍ    ***    يا صاحِ أَوْجِزْ وجاوِزْ قِشرة الأَلَمِ

     عاقبة العبادة رغم المشقة الرضا :

    الأصل أن الإنسان خلق للعبادة  قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات . و لابد أن ينصب في ذلك (فإذا فرغت فانصب) الشرح . وفرض الله قيام الليل على الرسول والصحابة في أول الأمر لمدة عام للتأهيل وقال (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا) المزمل . قالت عائشة: فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرًا ، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعًا من بعد فريضة ، رواه أحمد و مسلم .

     فيعبد الله على الصبر (فاعبده واصطبر لعبادته) مريم . (وأْمُرْ أهلك يالصلاة واصطبر عليها....) طه .   حتى يصل إلى الرضا (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) طه . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران  .

     (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) رواه أحمد .    

     وكان عليه الصلاة والسلام يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : (أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا) متفق عليه .

    وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا ، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ . رواه مسلم .

     قَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَالَ حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ قَالَ قِيلَ وَمَا هَمَمْتَ بِهِ قَالَ هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ رواه مسلم .

 و يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ) رواه أحمد والنسائي و قال الألباني حسن ، ويقول : يا بلال ! أقم الصلاة أرحنا بها . رواه أحمد وأبو داود وقال الألباني صحيح .

      وفي (إرواء الغليل) روى مالك ( 1 / 115 / 4 ) عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال : ( أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس إحدى عشرة ركعة قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر ) . وهذا إسناد صحيح جدا فإن السائب بن يزيد صحابي صغير . ومحمد بن يوسف ثقة ثبت احتج به الشيخان وهو قريب السائب بن يزيد .

     نماذج من الصبر والرضا في عبادة الجهاد في الماضي :

     وقصة سحرة فرعون  الذين واجهوا الطاغوت برباطة جأش ورضا نفس  قال تعالى : (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ، قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى ، قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) طه .

    وقصة الغلام المؤمن واقتحامه المخاطر بهمة عالية وشعاره (اللهم اكفنيهم بما شئت) ثم ضحى بنفسه راضيا مختارا كما عند أحمد و مسلم .

      و عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا ؟ قَالَ : (كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ) رواه أحمد والبخاري .

     في عهد الصحابة والتابعين :

     وفي المتفق عليه قال حرام بن ملحان خال أنس وهو أحد الشهداء السبعين القراء عندما طُعِن من الخلف :  قال في غمرة فرحه : فزت ورب الكعبة ، ونضح الدم على وجهه من شدة الفرح كما في بعض الروايات .

    وفي تاريخ الطبري : بسم الله الرحمن الرحيم ، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس ؛ أما بعد : فأسلموا تسلموا ؛ وإلا فاعتقدوا مني الذمة ، وأدوا الجزية ، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت، كما تحبون شرب الخمر.

    وقال ابن كثير في (البداية والنهاية) : وقد ذكر غير واحد أن عروة بن الزبير وفد على الوليد بدمشق، فلما رجع أصابته في رجله الأَكْلة (على وزن فرحة كما في القاموس) فأرادوا قطعها، فعرضوا عليه أن يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يحس بالألم ويتمكنوا من قطعها، فقال: ما ظننت أن أحدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يعرف ربه عزوجل، ولكن هلموا فاقطعوها فقطعوها من ركبته وهو صامت لا يتكلم ، ولا يعرف أنه أنّ ، وروي أنهم قطعوها وهو في الصلاة فلم يشعر لشغله بالصلاة فالله أعلم. ..

      وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) : عمرو بن عبد الغفار، حدثنا هشام، أن أباه وقعت في رجله الأَكْلة، فقيل: ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال: إن شئتم، فقالوا: نسقيك شرابا يزول فيه عقلك ؟ فقال: امض لشأنك، ما كنت أظن أن خلقا يشرب ما يزيل عقله حتى لايعرف ربه (ذكره في الحلية وذكره ابن عساكر)، فوضع المنشار على ركبته اليسرى، فما سمعنا له حسا فلما قطعها، جعل يقول: لئن أخذت، لقد أبقيت، ولئن ابتليت، لقد عافيت.وما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة (ذكره ابن عساكر).

     وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب) : وقال ضمرة عن ابن شوذب وقعت في رجل عروة الأَكْلة (كفرحة داء في العضو يأتكل منه كما في القاموس) فنُشرت وكان يقرأ ربع القرآن نظرا في المصحف ثم يقوم به الليل فما تركه إلا ليلةَ قطعت رجله .

     في الأزمات يتأكد التصميم  على العبادة والدعاء :

     وفي الأزمات يتأكد التصميم  على العبادة والدعاء ففي بدر استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: (اللهم أين ما وعدتني، اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا"، قال: فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فردَّاه، ثم التزمه من ورائه ، ثم قال : يا رسول الله، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله، عز وجل: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الأنفال ، فلما كان يومئذ والتقوا، فهزم الله المشركين، فقُتِل منهم سبعون رجلا وأسُر منهم سبعون رجلا . رواه أحمد و مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن جرير، وابن مَرْدُويه .

    قال ابن كثير في (البداية والنهاية) : و رأى عروة رجلا يصلي صلاة خفيفة فدعاه فقال: يا أخي أما كانت لك إلى ربك حاجة في صلاتك ؟ إني لأسأل الله في صلاتي حتى أسأله الملح. اهـ . وهذا يدل على أن المسلم ينزل كل حاجاته بالله .

     وأن الله مع المؤمنين :

     و لا بد من إحسان الظن بالله أنه مجيب الدعاء وأنه مع المؤمنين قال الله تعالى : (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) . رواه أحمد و الطبراني والحاكم  عن واثلة . وقال الألباني صحيح . والله يقول : (إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال . ويقول : (فإن مع العسر يسرا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) الشرح .  ويقول : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر .

     و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري .

      وهذه العشر الأخيرة من رمضان  على الأبواب فلا بد فيها من الاجتهاد والاعتكاف لمن استطاع ، وعدم البحث عن الصلاة الخفيفة ، فالصلاة قرة عين وليست عبئاً ، والإلحاح على الله في الدعاء للخروج من الأزمات .. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ .  متفق عليه   .  لاسيما والأعداء يتربصون ، ويصرحون أن الخطر كبير عليهم من اليمن ، وأن الوضع أخطر عليهم  هنا من باكستان ، ويزعمون أنهم يُعِدُّون لحرب كبرى ثالثة في اليمن بعد أفغانستان  والعراق ولم يستفيدوا من الدروس هناك ، ويزعمون أن الجيش اليمني ينهار و هدفهم التدخل .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©