لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/ahmr.mp3
المشهد في الأمة :
مؤامراتٌ متواصلة على الصومال منذ عشرين
سنة حتى لا تقوم له دولة .
و مؤامراتٌ على السودان حتى تمّ تقسيمه ،
و لا زال الغرب يسعى لمزيد من التقسيم ، و قد
قام اليهود بقصْف مصنع الذخيرة فيه أخيرًا .
مؤامرةٌ على شمال أفريقيا بناءً على قرار
مجلس الأمْن استغلالاً للوضع في شمال مالي ،
من أجل إيجاد بؤرة صراع و استنزافٍ لاستدراج
الجزائر و المنطقة كلها ، كما تقول الجزائر ،
و لذلك لم تحضُر الجزائر التحضيرات التي تقوم
بها دُوَل غرب أفريقيا ، لتنفيذ مؤامرة مجلس
الأمن للتدخُّل العسكري في شمال مالي .
مجازرُ بشعةٌ في بورمة و اضطهاد مَقِيتٌ
بكل المقاييس ، و هجماتٌ مستمرة على باكستان
بالطائرات الأمريكية ، رغم أنّ باكستان دولةٌ
نووية و أكبر دولة إسلامية ، و لكن أمْرها ليس
بيدها ، و من استهتار أمريكا أنها تستهلِكها
على ذلك النحْو ، و تستخدمها كقاعدة يومية
لدعْم احتلالها لأفغانستان .
و هنالك الوجبات المُسْرِفة من الدمار و
القتْل اليومي في سورية الذي كشَف بوضوح مَن
هُم أعداء الأمة ، و الكافرون بمختلف
توجُّهاتهم مشتركون مع فِرَق الابتداع و
الضلال في الأمة سواءٌ بالعدوان المباشر على
سورية ، أم بالتواطؤ من الخلف ، ويُخَطِّطون
للتدخُّل ضد الإسلاميين فقط عند تمكُّنهم ،
بحجة الحفاظ على الأسلحة الكيماوية .
و أخيرًا شنّ اليهود هجومًا كبيرًا على
غزة من كل اتجاه بأنواع الأسلحة ، رغم كثافة
السكان وضيق المساحة ، و الغارات القويّة
بالعشرات إلى الآن في غضون ساعات ، ويقال بأن
التكاليف خلال أربع وعشرين ساعة بلغتْ ثلاثة
مليارات شيكل .
إنه مَشْهَدٌ أرجوانيٌّ أحْمَر في بلاد
العالم الإسلامي !!! ...
المشهد في مصلحة الأمة رغم الشدة :
قال تعالى : (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ
الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ
أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ
دَابِرَ الْكَافِرِينَ) الأنفال .
هذا المشهد يربِّي المسلمين في كل مكان
حتى يعلموا مدَى حقد الكافرين و المنافقين و
المبتدعة على الإسلام و المسلمين ، و حتى تزول
كل دعوات الشراكة مع الأعداء من الكافرين و
المبتدعة ، و حتى تتَمايَز الصفوف ، و يعود
الناس إلى عقيدة الولاء و البراء ، و يعامِلون
الأعداء كما يعامِلونهم ، و حتى يعلَم
المسلمون مدَى بشاعة الأعداء و لا إنسانيّتهم
ولامبالاتهم ، و تحامُلهم على الضحايا من
المسلمين في كل مكان: في غزّة و غيرها بحجة
مكافحة الإرهاب .
و حتى يعلَم المسلمون أن الخَلَل فيهم
ليس بقلّة العدَد والعُدّة ، و إنما
بالتّفَرُّق و ضعْف التربية ، و سيطرة
الّلادينين ، مِمّا جعل دولة نووية في حجْم
الباكستان ، تتحوّل من لَبُوءَةٍ مَهِيبةٍ إلى
أسيرةٍ مشلولة .
موقف الدّول في بلاد المسلمين :
الدّول التقليدية المُحَنَّطة في بلاد
المسلمين ليس لها أي موقف ، مما يدُلّ عـلى
انتهاء الصلاحية . و لكن مواقف مصر و ليبيا و
تونس والسودان متميّزة .
و نحن في اليمن لا نزال في حالة إعاقةٍ في
المواقف !! فلا موقف تجاه مايجري في سورية ،
و لا موقف في الإساءة إلى النبي صلى الله عليه
و سلم بالصورة المناسبة الصحيحة ، و لا موقف
ممَّا يجري في بورمة ، و لا موقف الآن تجاه ما
يجري في غزة .
لأن اليمن لا زالتْ تُعالِجه الطائرات
الأجنبية !! بالقصْف المستمرّ كما في باكستان
!! و لا زال اليمن تحت الوصاية الأجنبية ،
في الحوار !! و هناك من يُوهِمُوننا أننا
مشلولون و قاصرون ، و أننا محتاجون إلى الدول
الكبرى لرعايتنا ، و يُرَوّجون لذلك ،
ويجرُّوننا بعيدًا عن واقعنا و عن شريعتنا و
عن علمائنا الذين هم الرُّعاة الحقيقيون ، و
يباعِدُوننا عن مواقف الدُّوَل التي استيقظتْ
.. مع أن الإيمان يمانٍ والفقه يمان والحكمة
يمانية ..
يُصَمِّمون على أنه لا بدّ من ثلاثين في
المائة من النساء ، و لابدّ من تمثيل كافّة
الفئات و منهم اليهود ، و لا بد من اهتمام في
الحوار بالمسألة الخطيرة !!! منْع زواج
الصغيرة !!! .. إلخ برنامج التَّتْويه ..
واجب الشعوب :
هذه المواقف ترسِم للشعوب الإسلامية
الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تتّجِه إليه .
و أنها يجب عليها قبل كل شيء أن تتَّجه
إلى الله لإحسان العلاقة به ، لأن الأمور
أوّلاً و آخِرًا بيد الله ، فالله هو الذي
ترجع إليه الأمور ، و الله غالبٌ على أمره .
و لا بد من توطيد الأخوّة و التماسُك بين
المسلمين تمهيدًا لاندماجهم ، (...إنْ تكونوا
تألَمُون فإنهم يأْلَمون كما تألَمُون ، و
ترجون من الله ما لا يَرْجُون) النساء.
و لا بدّ من الاستيقاظ و معرفة المؤامرات
و معرفة الأعداء ، وتسْمِيَة الأمور بأسمائها
.
الأعداء مُسْتَدرَجُون :
و أما الأعداء فقد استدْرَجهم الله إلى
مواقف عدوانية صارخة في سورية و بورمة و
الباكستان و غزة و غيرها ، و فضَح الله الدول
الكافرة و المبتدعة و المُحَنَّطة بتلك
المواقف المَقِيتَة أمام كافة المسلمين و
العالم .
و اليهود لعلّهم الآن نادمون على تورّطهم
، وهم الآن عاجزون عن ردْع غزة ، و قُبَّتهم
الحديدية صارت هلامية ، ويخسرون الإمكانات
الهائلة ، و الارتباك في سكانهم هائل ،
والمرتبِكون من اليهود يزيدون على المليون في
كل جنوب فلسطين بسبب صواريخ حماس ، وتل أبيب
تُقْصَف .
و عدّاد النهاية لليهود يدور ، و العدُّ
التنازليّ لزوال دولتهم قد بدأ إن شاء الله ،
و هم لا يواجهون غزة وحدها الآن ، و إنما
يواجهون معها مواقف كافّة دُول المنطقة التي
استيقظتْ .
و كذلك الحال في الدول الحليفة لليهود
التي أصابها الله بالأزَمات المالية وقرْب
الإفلاس ، و أصابها بالنّكَبات و الكوارث ، و
بَدْءِ العدّاد التنازلي للزوال أيضًا أو
الضعْف الشديد إن شاء الله .. والنصر من عند
الله . |