حكم الفرق الرجالية المنشدة للنساء:

فتوى للمنتدى الفقهي

السؤال:

   هل يجوز أن تنشد الفِرَق الرجالية للنساء من وراء حجاب؟

الجواب:

  روى الشيخان عن أنس أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأنْجَشة وهو يَحْدُو (يتغَنَّى) في السفر: ( ويحك يا أنْجَشة ! رويدَك بالقوارير) .. قال النووي في (شرح مسلم : كتاب الفضائل ) :والذي جزم به الهروي وصاحب التحرير وآخرون أن أنجشة كان حسن الصوت وكان يحدو بالنساء ... فلم يأمن أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه فأمره بالكف عن ذلك ، ومن أمثالهم المشهورة :الغِناء رُقْية الزنى ... و نقَل أن (وَيْحَ) زجرٌ لمن أشرف على الوقوع في هلَكة . ثم ذكر أن الحديث فيه مُباعدة النساء من الرجال ومن سماع كلامهم ما عدا الوعظ ونحوه . انتهى . ونقل الحافظ في(الفتح : كتاب الأدب) عن الخطابي نحو ما ذكره النووي عن حُداء أنجشة ، و أنه جزم بذلك الهروي و هو الراجح عند البخاري ، ورجحه القاضي عياض لأنه أشبه بمساق الكلام ، و أنه الذي يدل عليه كلام أبي قلابة  . كما ذكر الحافظ أنه أخرج الطبراني من حديث واثلة أن أنجشة كان ممن نفاهم النبي صلى الله عليه وسلم . انتهى .    

     و عندما يأتي رجل أو فِرْقة  من الرجال لِغَرَض الإنشاد للنساء ، فلا شك أن الشيطان حاضر ، و لا يمكن أن يدع هذه الفرصة تمرُّ دون أن يثير اهتمام و تركيز الرجل أو الرجال لإثارة اهتمام و تركيز النساء عليهم  ـ حتى لو كان الإنشاد من وراء حجاب ـ  و ذلك من خلال الأداء و الكلمات و سائر المؤثرات ، استغلالاً للجاذبية بين الجنسين ، و افتتانِ كلٍّ منهما بالآخر ، قال عليه الصلاة و السلام : (ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه الجماعة إلا أبا داود .  و إذا استدرج الشيطان النفوس إلى ذلك انفتح باب التساهل والانحراف إلى ما هو أكثر و أكبر . و عليه فلا يجوز أن ينشد  الرجال الأجانب للنساء ولو من وراء حجاب ، ويُكتَفى بإنشاد النساء للنساء منعاً للفتنة و سدّاً للذريعة و بالله التوفيق .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©